رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

آراء الأئمة في حكم تناول الفسيخ.. «الشافعية» يحرمونه

قيل لأحد العرب مالك لا تمرض؟ فقال: "لأني لا أجمع بين طعامين رديئين أبداً، ولم أدخل طعاماً على طعام آخر، ولم أحبس في معدتي طعاماً تأذيت منه"، ولو كان هذا حالنا اليوم، لما أصيبنا بالعديد من الأمراض التي يعجز عن معالجتها أحيانا الأطباء، وفي ماراثون "شم النسيم"، يشمروا المصريين ساعديهم مسرعين لتحضير أشهى الأطباق من المأكولات البحرية خاصة من "الرنجة"، و"الفسيخ" الذي يؤدي بهلاك أمعاء البشرية.

وقد نصح العديد من الأطباء على مر الأزمن، بعدم تناول سمك "الفسيخ"، لما به من بكتريا وجراثيم تتغلغل بداخل لحمه، كما ذهب فقهاء المذاهب الأربعة إلى طهارة الصغير من الفسيخ، لأنه معفو عما في بطنه لعسر تنقيته مما فيه، وأما الكبير، ففيه رأيين:


القول الأول، جمع 3 مذاهب، الحنفية، والحنابلة، وبعض المالكية وجماعة من المعاصرين، حيث أكدوا بأنه طاهر.  

والقائلون بطهارته قالوا: "بأن السمك طاهر، وكذا ميتته، وكذا ما في جوفه، وما يسيل منه، والأصل فيه الطهارة". 

كما ذهب أحد أئمة الحنابلة وهو الإمام ابن مفلح، إلى أن دم السمك طاهر - في الأصح - ويؤكل، وأكد على قوله الإمام "البهوتي"، بقوله: "ودم السمك طاهر مأكول كميتته".


كما اعتبر الأحناف أن الخارج من السمك ليس بدم، لأنه لا دم له عندهم.


وقال الدردير من المالكية: "الذي أدين الله به أن الفسيخ طاهر، لأنه لا يملح ولا يرضخ إلا بعد الموت، والدم المسفوح لا يحكم بنجاسته إلا بعد خروجه، وبعد موت السمك إن وجد فيه دم يكون كالباقي في العروق بعد الذكاة الشرعية، فالرطوبات الخارجة من بعد ذلك طاهرة لا شك في ذلك". 

والقول الثاني: أنه نجس، ولا يجوز أكله، وبه قال جمهور المالكية والشافعية خلافاً للإمام السيوطي.

وسبب الخلاف يرجع إلى أن الفسيخ - غالباً - لا يستخرج ما في بطنه، إضافة إلى ما يخرج منه بعد تمليحه هل هو دم أم لا؟ وإذا كان دماً فهل هو طاهر أم نجس؟.

والقائلون بنجاسته، فقد قالوا ذلك لنجاسة ما في جوفه عندهم، ولسيلان الدم من بعضه إلى بعض، وسئل الإمام محمد بن عليش أحد أئمة المذهب المالكي: "ما قولكم في حكم أكل الفسيخ المعروف بمصر؟ فأجاب بما نصه،  حكمه الحرمة لنجاسته بشربه من الدم المسفوح الذي يسيل منه حال وضع بعضه على بعض". 

وأكدت دار الإفتاء المصرية، اليوم، أن الاحتفال بشم النسيم والخروج إلى المتنزهات والحدائق، وأكل الفسيخ والرنجة في هذا اليوم، لا حرج فيه شرعًا، ولكن بثلاثة شروط. 

وأضافت «الإفتاء»، أن أول هذه الشروط هو عدم تناول أطعمة غير مصرح بها صحيًا، وثانيًا عدم نشر الضوضاء وإزعاج الغير، وثالثًا عدم الخروج عن الآداب العامة وصون حقوق الطريق.

وأضافت أنه لا حرج في الاحتفال بشم النسيم ما لم يشتمل على ضرر خاص أو عام؛ كتناول أطعمة غير مُصرَّح بها صحيًّا أو نشر الضوضاء والإزعاج، أو الخروج عن الآداب العامة وحقوق الطريق، مشيرة إلى أن مثل هذه العادات تَزيد من الترابط المجتمعي والتواصل.