رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

بدأت في حلوان.. وقريبًا بالمعادي.. حملات تحليل عشوائية للمخدرات تفاجئ المواطنين والعاملين

المالكى: البعض يهرب فى الساعات الأولى تخوفا من التحليل المفاجئ

خاطر: خطوة جيدة من الحكومة.. وهناك أدوية يستخدمها المواطنون لإحباط التحليل

منذ أيام أصدر عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية قرارا جمهوريا بتشكيل لجنة لدراسة التحليل العشوائى للمخدرات على مستوى الجمهورية، على أن يشمل التحليل العشوائى للمخدرات كل فئات الشعب المصرى، وفى كل مكان مثل مترو أنفاق القاهرة الكبرى، وسكك حديد مصر، والمترجلين فى الشوارع والمستقلين سياراتهم الخاصة فى لجان شرطية والجامعات المصرية والنوادى والمطارات والموانئ، ومن يجدد أى ترخيص سواء سيارة أو جواز سفر أو بطاقة رقم قومى أو أى أوراق حكومية بشهادة تثبت سلبية التحليل، والمولات ومنافذ البيع الاستهلاكية الكبيرة على أن يكون هذا التحليل عشوائيا لأى فرد من الشعب المصرى وفى أى وقت وأى مكان بتوقيفه وإجراء التحليل فى خمس دقائق، وعلى من يثبت إيجابية التحليل سوف يرحل فورا لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالة ودون رأفة أو تهاون.

وبدأت الحملات العشوائية التى يتم تنظيمها من أجل إجراء التحليل العشوائى للمخدرات بشكل سرى ومفاجئ فى بعض المصالح الحكومية، وقد فوجئ بعض الموظفين بحملات الحكومة لإجراء الكشف الطبى من أجل إجراء تحليل المخدرات عليهم.

وبدأت الجولات الفعلية من قبل رجال المرور بصحبة أطباء مبادرة الرئيس بإجراء التحليل العشوائى لبعض من الشباب، وتم ترحيل بعض الشباب لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، وكان أولى حملات التحليل العشوائى هى منطقة حلوان مما أثار غضب العديد من الأهالى على مواقع التواصل الاجتماعى.

وأدعو أن هذا مخالف للقانون، وهناك منهجية يجب أن تتبعها حملات الكشف لتعتمد أيضا على سرية المواعيد والمفاجأة فى التنفيذ بما يمتنع معه حالات التوقف المؤقت عن التعاطى أو التحايل على الوسائل الفنية للتحاليل أو التغيب المتعمد وقت الكشف، وكذا بما يضع المستهدفين فى حالة ترقب دائم لخضوعهم للكشف فى أى وقت مما يترتب عليه تحقيق الفاعلية المطلوبة، هذا فضلا عن اعتماد المنهجية على تعدد الجهات المشاركة فى التنفيذ بما يحول دون أى تلاعب فى النتائج ويحقق الشفافية والمتابعة المتبادلة من الجهات المشاركة، هذا إلى جانب الاعتماد على توفير الخدمات العلاجية للمتقدمين طواعية للعلاج بالخط الساخن 16023 بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان من خلال التنسيق مع كافة الجهات المعنية بدعوة من يرغب فى العلاج للتقدم طواعية من خلال الخط الساخن وبشكل سرى ومجانى.

 من جانبها أكدت سعاد المالكى موظفة لـ«الزمان» أن هناك العديد من المشاجرات والهروب فى الساعات الأولى من صباح كل يوم فى المؤسسة التى تعمل بها بسبب نزول اللجنة المكونة من رجال المرور وأعضاء متطوعين من صندوق مكافحة الإدمان وأطباء للكشف العشوائى على الموظفين، وهناك شباب قاموا بالهروب من رجال الشرطة، وهناك من اعترض على إجراء تحليل طبى له، وتشاجروا مدعين أن هذا مخالف للقانون، وهناك من قام بإجراء التحليل العشوائى وكان عبارة عن تحليل الدم .

وأضافت المالكى أن شباب حلوان قاموا على الفور بإنشاء مبادرة باسم «خليها تنضف» نسبة لحملات التحليل العشوائى للمخدرات، بل تم التحليل أيضا لفتيات وسيدات ورجال وأطلعوا أصدقاءهم على أماكن انتشار اللجنة بحلوان، ومن المفترض أن تتواجد اللجنة بحلوان لمدة شهر تقريبا كى يتم إجراء المسح الشامل للعديد من الشباب بالمناطق المختلفة فى حلوان، ومن المتوقع أن تكون المعادى هى المنطقة القادمة بجانب أن العديد من الأهالى أكدوا أنه تم اكتشاف ما يقرب من 255 شابا ومن بينهم فتيات أيضا يتعاطون مخدرات.

من جانبه أوضح الدكتور ياسر خاطر عضو مجلس أمناء مركز الحق فى الدواء لـ«الزمان»، أن حملات تحليل المخدرات التى أعلنت الحكومة عن تدشينها هو أمر فى منتهى الأهمية ولا بد أن يتم القضاء على هذه الظاهرة، ولكن هناك الأفظع من ذلك، وهو أن بعض المدمنين يلجؤون إلى استخدام بعض الأدوية المؤثرة على الحالة النفسية من أجل تعاطى المخدرات، بعدما تم التضييق على المواد المخدرة من قبل وزارة الداخلية ووزارة الصحة .

وأضاف خاطر أن هناك الكثير من العقاقير يلجأ إليها مدمنو المخدرات من أجل تعاطيها، وهذا أمر فى منتهى الخطورة، فكثير من المواطنين يأتون إلى الصيدليات من أجل السؤال عن بعض الأدوية ونحن بحكم خبرتنا الصيدلانية نستطيع أن نفرق بين من يأخذ أدوية من أجل مرضه ومن يأخذها من أجل تعاطى المخدرات.

وكشف أحد الصيادلة أن بعض الأشخاص يستغلون تأثير المواد الفعالة لبعض الأدوية العادية مثل مادة الـ«كلورفينرامين ماليات»، والـ«بيبردين هيدروكلوريد»، التى توجد فى أدوية الكحة، أو التقلصات مثل «سبازموريست»، فهذه المواد تعمل كمسكنات أو مهدئات للمرض سواء تقلصات أو كحة لكن بنسبة بسيطة، لكن عند أخذها بكميات كبيرة تعطى تأثيرا مماثلا للمخدرات، إذ يبطئ عمل وظائف المخ، وقدرتها على الاحتفاظ بالمعلومات، وعند أخذها بكميات كبيرة تؤثر بشكل واضح على الأداء الحركى، والتنبيه، والتيقظ، مما يؤدى إلى خلل فى الجسم، وأن الفكرة هنا أنهم ليسوا فائقى الذكاء، بل كانوا يقضون وقتا أطول فى البحث عن حل آخر، وهناك أطباء عديمو الضمير هم من ساعدوهم على كيفية استخدام هذه الأدوية العادية وخلطها ببعض المواد لتكون بنهاية المطاف أقراصا مخدرة.

مشيرا إلى أن الكارثة ما نتج مؤخرا أن البعض يستخدم عقاقير مرضى السكر مثل «ميكستارد بنفل»، لحقنها بالوريد إذ تخفض له نسبة السكر بالدم مما يعطيه إحساسا بأنه شبه مغيب عن الواقع، كما يستخدم أيضا بعض الفتيات الآثار السلبية لبعض الأقراص التى تحتوى مادتها الفعالة على الكورتيزون، كى تظهر بشكل أجمل وبجسم ممتلئ قليلا بالرغم أن هذه المادة تسبب العقم، فهو لا يفتح شهيتها بل يكون مياه أسفل الجلد مما يجعل الفتاة تتحول من نحيفة جدا إلى جسم ممتلئ.