رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حارتنا

لوحات فنية تحارب العشوائية بجدران المدن

أصحاب المواهب بالوحدات المحلية يتبرعون بالرسومات

 التنمية المحلية تبحث تعميم التجربة.. والمدن الجديدة تزين أكشاك الكهرباء

«عم سلامة» بالمنوفية يحول جدران مدينة أشمون إلى انتصارات أكتوبر وثورة 30 يونيو

خبير: تكليف طلبة تربية فنية بعمل الرسومات وسيلة فعالة

لسنوات حاولت الحكومة الدفاع بكل ما لديها من قوة عن الجدران المملوكة لها على مستوى محافظات مصر لكن دون فائدة، فهى بين مطرقة العبارات المسيئة وسندان الإعلانات العشوائية، بالدرجة التى دفعت البعض إلى تدوين عبارات على جدران مدهونة حديثًا ولم يمر عليها ساعات قليلة، كلفت الحكومة من أموال الشعب عليها الكثير حتى تخرج بهذا الشكل، وهى الصور التى يتباهى بها البعض ويتداولها على مواقع التواصل الاجتماعى وأشهرهم عبارة «مبروك عليكم الدهان الجديد».

وهو الامر الذى دفع بعض الوحدات المحلية بالمحافظات بمبادرة فردية إلى التفكير فى وسيلة فعالة للقضاء على تلك الظاهرة وتحويل تلك الجدران إلى تحفة فنية تسر الناظرين، وهو ما دفع أصحاب المواهب من العاملين ببعض تلك الوحدات إلى التبرع من وقتهم لتجسيد بعض البطولات عبر رسومات فنية على الجدران من ثم ضرب عصفورين بحجر واحد، فلا مكان لكتابة إعلان ولن يطاوع أحد قلبه ولا عقله لكتابة عبارة مسيئة على آية قرآنية.

كانت البداية من محافظة المنوفية، إذ نجح عم سلامة الدليل الموظف بمجلس ومدينة أشمون فى تحويل جدران المدينة إلى لوحات فنية تسر عين المارة بشارعى سعد زغلول وعبدالمنعم رياض، وهما من أكبر شوارع المدينة، إضافة إلى رسومات فنية أخرى بشوارع فرعية، تبرع بها لتجسيد ثورة 30 يونيو ورسومات أخرى للاعب الدولى محمد صلاح، وشخصيات وطنية أخرى لا سيما أنه حريص على رسم شخصيات دينية ومنهم الشيخ محمد متولى الشعراوى ورسومات تعبر عن الوحدة الوطنية.

محمد الدلهماوى، أحد أبناء المدينة يؤكد لـ«الزمان»: «كانت جدران المدينة خاصة الجدار الفاصل بين الشارع وخط السكة الحديد والمعروف باسم شارع عبدالمنعم رياض تعانى أشد الإهمال من القمامة وأشياء أخرى، وفى المقابل عكف مجلس المدينة على إزالة القمامة وترك الإعلانات والعبارات المدونة على الجدران بعد أن فقد الأمل فى تغيير أى شيء، وهو ما دفع عم سلامة أحد العاملين بالمجلس ويتمتع بموهبة فنية فى الرسم بالفطرة إلى التفكير فى تحويل ذلك الجدار إلى لوحة فنية وهو ما تم، وكانت البداية مع آيات قرآنية وأبيات شعرية ورسومات دينية لشخصيات مثل الشيخ الشعراوى، وفى المقابل انحصرت ظاهرة إلقاء القمامة بجوار الجدار.

وتابع: نجحت التجربة وذلك قبل عشرة أعوام واستمرت حتى الآن ويتم تجديد الرسومات حسب الأحداث السياسية والاجتماعية والرياضية التى تمر بها الدولة، إذ يستعد عم سلامة حاليا لتشجيع مصر عبر رسومات فنية بمناسبة استقبال بطولة الأمم الأفريقية.

الخبير بالتنمية المحلية محمد حمدى، يؤكد لـ«الزمان» أن التجربة انتقلت إلى مدن ووحدات محلية بعد نجاح تجربة رسم الجدران، إذ بدأت فى عهد اللواء أبوالمعاطى الدكرورى الرئيس السابق لمجلس ومدينة أشمون، ثم انتقلت إلى مدن الباجور وشبين الكوم وتلا والشهداء، أما الآن فتم تعميمها على محافظات مصر وأصبحت وسيلة سهلة للقضاء على ظاهرة الإعلانات العشوائية طالما لم تحصل على ترخيص من الوحدة المحلية أو الحى التابع لها صاحب الإعلان.

وأضاف خبير التنمية المحلية أن خطة تجميل جدران المدن وجدران المؤسسات الحكومية بلوحات فنية مرسومة بطريقة ممتازة تحتاج إلى قرار للتنفيذ والتمويل لن يكلف الخزانة العامة الكثير، خاصة لو كان الرسام تابع للجهة الإدارية سواء موظف يتمتع بالموهبة أو شخص منتدب من جهاز آخر، ومن الممكن الاستعانة بطلبة تربية فنية وأن يكون جزءا من مشروع التخرج هو تكليفهم برسم لوحات فنية على جدران المؤسسات الحكومية، وفى تلك الحالة لن تكلف الحكومة «مليم واحد».

فيما كشف مصدر بوزارة التنمية المحلية لـ«الزمان» قائلا: «لدينا خطة بالفعل لرسم جدران المؤسسات الحكومية وتجميلها برسومات معبرة بدلا من حالة العشوائية التى تعانى منها، وهناك اقتراحات عديدة ومنها تكليف كل وحدة بميزانية يتم تمويلها من الصناديق الخاصة أو عبر تكليف طلبة التربية الفنية، وفى المقابل هناك تنسيق مع وزارة الكهرباء لتزيين أكشاك الكهرباء وكانت البداية بمدينة 6 أكتوبر وتنتقل التجربة إلى المدن الجديدة على وجه التحديد».

واستطرد المصدر بأن الوزارة عممت منشورات من قبل على الوحدات المحلية بضرورة مواجهة ظاهرة لصق الإعلانات دون الترخيص والعمل على إزالتها لكن دون جدوى ومحاولة التنسيق مع المعلنين للاستفادة، ونعتقد أن فكرة رسم الجدران قد نجحت فى مكان وبالتالى نسب نجاحها فى أماكن أخرى سوف تكون مضمونة.