رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«قتل.. وتدمير.. وحرق.. ومتاجرة بالدين».. التاريخ الأسود للجماعة الإرهابية

الاستثمار فى القتل، سفك دماء المعارضين، إسالة دماء الأبرياء، تدمير المساجد والكنائس، نسف المنشآت الهامة .. وغيرها من مظاهر سفك الدماء التى اعتبرتها جماعة الإخوان الإرهابية دستورها فى الحياة بين المواطنين العزل، فمنذ أن تم تأسيس الجماعة فى الثانى والعشرين من مارس عام 1928 على يد حسن البنا المرشد الأول للجماعة، وارتبط اسمها بالعنف والعمليات الإرهابية، والتطرف الفكرى، وتلوثت أياديها بالدماء، فلم تفرق يوما بين رجل وامرأة، أو كبير وصغير، أو كهل ورضيع، فالجميع أمامها سواء وتبيح لنفسها إراقة دمه لتحقق أهدافها، كما أنها لم تفرق أيضا بين مسجد وكنيسة، فدنست بجرائمها أعمدة وساحات المساجد، وقاعات الكنائس، كما لم تفرق جماعة سفك الدماء بين بين رجل الدين الإسلامى والمسيحى، فاستحلت دماء الإثنين باعتبارهما عدوين لدودين للجماعة وفكرها، كما تفرق الجماعة الإرهابية بين ضابط ومواطن أعزل، واعتبرت أنها فى أشد الحروب معهما باعتبارهما مانعين وعائقين لها ولمشروعها الدموى.

 وسجل جرائم "جماعة سفك الدماء"، لم يكن كأى سجل حيث امتلأ على آخره، وتنوعت جرائمها فى حق الإنسانية والوطنية وتلخصت فى الاغتيالات التى بدأت فى 1945 لكبار الدولة، وتطورت إلى أن وصلت إلى المواطن البسيط عقب ثورة 2013، كما امتدت إلى التفجيرات التى طالت المنشآت الهامة ومحطات الكهرباء والغاز الطبيعى، والمدارس، بالإضافة إلى اقتحام السجون وأقسام الشرطة، بالإضافة إلى إصرار الجماعة على ممارسة أهم أنشطتها الخاصة بإشاعة الفوضى فى البلاد، وإحداث الفتن والوقائع لتجد لنفسها بيئة خصبة تترعرع فيها من جديد إلا أن يقظة الشعب المصرى حالت دون ذلك، وعلى الرغم من أن كل شبر فى مصر لا يسلم من غدر وخيانة تلك الجماعة الإرهابية الباحثة عن مشاهد الدماء والحرق.

لا أحد يختلف على أن جماعة الإخوان الإرهابية هى رائدة فى الاتجار الدين، وتلبسه أقنعة الإرهاب، فهى التى سخرت من الدين "الخاطئ" الذى تعتنقه مبررات لجرائم سفك الدماء التى تنفذها باسم الدين، وعلى الرغم من أن جرائم الجماعة التى ارتكبتها على مدار العقود الماضية، كانت تتبرأ منها قيادات الجماعة ببراعة شديدة، حيث كانت الجماعة تتزين بزينة الأبرياء، ويرتدى قياداتها رداء الضحايا، إلا أنها بعد لحظات الجحيم التى أشعلت به الجماعة لهيب النيران فى 2013، أخذت قياداتها العزة بالإثم، وراحوا يتفاخرون بجرائمهم، حتى إن مشهد قيادات الجماعة وهم يهددون المصريين بالأعمال الإرهابية مقابل الإبقاء عليهم فى الحكم، لايزال عالقا بالأذهان، وهو ما جعل هناك رفضا شعبيا لفكرة بقاء هذه الجماعة على أرض واحدة مع المصريين.

وتحاول "الزمان"، خلال تقريرها أن تسرد عبر السطور التالية تاريخ بعض الجرائم التى ارتكبتها جماعة سفك الدماء فى حق الإنسانية وأراقت خلالها دماء الأبرياء ومنها:

واقعة اغتيال أحمد ماهر، في فبراير 1945، ثم نسف سينما ميامي في مايو 1946، ومن ورائها سينما مترو وكوزموس ومتروبول في 6 مايو 1947، وعاودت الاغتيالات مرة أخرى باغتيال الملك يحي ملك اليمن وأولاده في فبراير 1982، والقاضي أحمد الخازندار في مارس 1948، إلى أن أصدر محمود فهمي النقراشي، رئيس الوزراء قراراً عسكرياً بحل الجماعة، واعتقال أعضائها وتأميم ممتلكاتها وفصل موظفي الدولة والطلاب الذين ينتمون إليها، وتم اغتيال محمود فهمي النقراشي في 22 ديسمبر 1948، بالإضافة إلى محاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في المنشية بالإسكندرية في 26 يونية 1954، ومحاولة اغتياله مرةً ثانية في 1965، واغتيال الشيخ الذهبي في 1977، واغتيال الزعيم الراحل أنور السادات في 6 أكتوبر 1981، ومحاولتهم فى نفس الشهر اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون، ومهاجمة مديرية أمن أسيوط، وقتل أكثر من 118 جنديا وضابطا، وفي 1948 دعوا إلى قتل كل طائفة تمتنع عن إقامة شرع الله، كما نفذت جماعة سفك الدماء عملية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، في 12 أكتوبر 1990، وقتل سائح بريطاني قرب ديروط فى أكتوبر 1992، وقيامهم بتفجير مقهى وادي النيل في 1993، وقتل أمريكيين وفرنسي وإيطالي وطفلة في هجوم على فندق سميراميس عام 1993.

أحداث يناير 2011

وبينما كانت جماعة الإخوان الإرهابية بعيدة كل البعد عن المشهد بميادين "التحرير" التى انطلقت منها أحداث يناير 2011، وجدت أن الظروف مواتية وأن الفرصة سانحة أمامها لتقود أحلام وطموحات المصريين –فى الظاهر-، وأن تحقق مصالحها وحدها –فى الباطن-، فبدأت بإحداث الفتن بين المصريين والشرطة، وقادت الكثير من الجرائم التى استهدفت بها المنشآت الشرطية الهامة، وكان هدفها فى ذلك الوقت أن تنجح فى إحداث الفراغ الأمنى الذى يمنكها من التوغل فى المدن والقرى بشكل كبير يضمن لها الانتشار بمفهومه الأوسع، حيث إنها لم تتخل عن مبادئ العنف والقتل، ونفذت الجماعة عملية محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، من خلال تفجير أسفر عنه تدمير أربع سيارات للحراسة وإتلاف محال تجارية، فيما كانت الجماعة الدموية حريصة بشكل كبير على نجاح عملية اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، في 29 يونيو 2015، أمام منزله بشارع عمار بن ياسر بالنزهة، بتفجير سيارة ملغومة كانت موجودة على الرصيف، كما أعلنت الجماعة مسئولية كتائبها عن عملية اغتيال العميد هشام شاهين بالقرب من منزله في شارع الأزهر بمدينة العريش في أكتوبر 2016.

كما حاولت الجماعة اغتيال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، فى 11 أغسطس 2016، كما لم تنس الجماعة محاولة إرهاب المفتى الأسبق الدكتور نصر فريد واصل، الذى كانت مواقفه معارضة للجماعة قبل وبعد وصولهم إلى سدة الحكم، حتى أنه رفض تولى وزارة الحكم فى عهدهم.

أما فيما يخص جرائم جماعة سفك الدماء فى حق الأجهزة الأمنية لإثارة الفزع والرعب فى نفوس الآمنين فإن هذه الجرائم تخطت النسب المتعارف عليها، والتى أسفرت عن عشرات بل مئات من شهداء الواجب الوطنى الذين واجهوا كتائب الفكر الإرهابى والميليشيات الدموية، فبعد ثورة المصريين على حكم المرشد فى 2013 نفذت الجماعة عدة عمليات إرهابية واقتحمت خلالها الأقسام والمراكز الشرطية، منها أقسام شرطة أسوان وحلوان ومغاغة وبنى سويف والواسطى بالرصاص والخرطوش، كما أنها حرضت على العنف والقتل وترويع الآمنين في المحافظات، وسقط الزميل الصحفي الحسيني أبو ضيف، شهيدا فى أحداث التظاهر والعنف أثناء تغطيته لمجريات الأمور.

وستظل الأحداث الدموية التى شهدها قسم شرطة كرداسة، نقطة سوداء فى عمر الجماعة الإرهابية بعدما ارتكبت مذبحتها الدموية الشهيرة فى ضباط وأفراد الأمن القسم والتي راح ضحيتها 11 من ضابطا وجنديا، يوم فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس من عام 2013.

كما نفذت جماعة الإخوان عملية تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية والذي استشهد على إثره 16 شخصًا وسقط ما يزيد على 130 من الجرحى والمصابين، ويعد هذا التفجير الحادث الذى دفع مجلس الوزراء لإعلان نهاية الجماعة الإخوان، في 25 ديسمبر 2013 واعتبرها "تنظيما إرهابيا".

وفى يوم 8 يوليو  2015 طافت عناصر من الجماعات المسلحة التابعة للإخوان بمدينتى رفح والشيخ زويد بعربات دفع رباعى والأسلحة الثقيلة لبث الرعب فى نفوس الآمنين، وتم استهداف نقطة تفتيش للجيش بمنطقة كرم القواديس ونادى وفندق للقوات المسلحة والكتيبة 101 بالعريش واستراحة لضباط الشرطة، وعملية أخرى سقط خلالها 38 عسكريا ومدنيا قتلى وعشرات الضحايا وبانتهاء عام 2015 نفذت عدة عمليات إرهابية استهدفت خلالها نقاط تفتيش وكمائن راح ضحيتها 50 شخصا بين رجال أمن ومواطنين.

كما شنت الجماعة الإرهابية حربا غير متكافئة مع المواطنين فى مدينة الإسكندرية اشتباكات استخدمت خلالها عناصر الجماعة الأسلحة النارية والبيضاء وعبوات المولوتوف وأسقطت يومها نحو 12 قتيلًا، و980 مصابًا، كما أن مشاهدد اقتحام بعض أفراد كتائب الدم فى الجماعة للأسطح وإلقاء الأطفال من فوق هذه الأسطح فى مشاهد بعيدة كل البعد عن الإنسانية أو الرحمة، وذلك بمنطقة بسيدي جابر .

فى الوقت الذى انشغل المواطن البسيط بحقه فى أن يعيش فى أمن واستقرار كانت الجماعة الدموية قد اتخذت قرارها بتشكيل مجلس للحرب على المواطنين الآمنين في 31 من يوليو 2013، وتم الإعلان من أعلى المنصة الرئيسية بمنطقة رابعة العدوية وتم رفع الهتافات التى تقول "لا سلمية بعد اليوم"، كما هددت الجماعة يومها بعصيان مدني في شمال سيناء بالكامل.

كما أن طلاب الجامعة والمنشآت الجامعية هى الأخرى لم تسلم من شرور وجرائم الجماعة الإرهابية، عندما نظم طلاب الجماعة الإرهابية عدة مظاهرات داخل الجامعات المصرية، مع بدء العام الدراسي الجديد في العشرون من سبتمبر 2013، بهدف تعطيل العام الدراسي.

وأطلقت عبر قناصتها الرصاص على الشباب أمام مكتب الإرشاد الشهيرة بـ" دار الشيطان" فى منطقة المقطم، فى 22 مارس 2013، كما استخدمت الجماعة مسجد بلال بالمقطم مكانا لاحتجاز المتظاهرين والاعتداء عليهم وتعذيبهم.

كما شهدت منطقة بين السرايات بمحيط جامعة القاهرة، واحدة من كبرى معارك العنف التى قادتها الجماعة مع الأهالي وأسفرت عن مقتل 19 مواطنا وإصابة 200 شخص آخرين.

ضرب الاقتصاد

حاولت الجماعة الإرهابية من خلال كتائبها إلحاق الأضرار الجمة بالاقتصاد القومى المصرى، فخرجت الدعوات من جلبابها "المتسخ" في ديسمبر 2013، للمطالبة بسحب العملات المعدنية من الأسواق في إطار خطة ضرب الاقتصاد وإحداث حالة من الفوضى وتعطيل المواصلات، وأعلن وقتها منظمو الحملة أنهم يستهدفون حث كل مواطن على جمع 100 جنيه معدنية أو أكثر، ويقوم بتخزينها في بيته، لإحداث حالة من الارباك بالحياة الاقتصادية، وتجددت الدعوة لكن بشكل آخر –على حد ما أعلنته أجهزة الأمن-، في 2016، بدأت الجماعة حيث تم الكشف عن إخفاء عدد من عناصر الجماعة لبعض العملات الأجنبية وخاصة الدولار، لإحداث المزيد من الارتباك في الشارع المصري والحياة الاقتصادية.