رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الإهمال ما زال يحاصر «التعليم»

مدرسة بالدقهلية تتحول لحظيرة مواشٍ

فى ظل التحديات التى تواجهها الدولة، واستمرارًا لتطوير المنظومة التعليمة بالكامل وإدخال التكنولوجيا إلى المدراس، هناك عدد من المدراس فى القرى والنجوع بالمحافظات المختلفة وقعت سهوًا من حسابات وزارة التربية والتعليم، ولا تزال هذه المدراس بدائية لا تصلح سوى مرعى للماشية.

واستغاث أولياء الأمور بمدرسة الجهاد الابتدائية فى كفر الهجرسى بمحافظة الدقهلية، بوزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، ومحافظ الدقهلية الدكتور أحمد شعراوى، خاصة مع الحالة المزرية التى تشهدها المدرسة.

«المدرسة بقت زريبة للغنم: مفيش دورات للمياه، الفصول غير آدمية ومفيش مقاعد للطلبة».. هكذا بدأ أولياء الأمور شكواهم التى لم يسمعها أحد منذ فترة طويلة على - حد قولهم – معربين عن آمالهم أن تصل أصواتهم إلى المسئولين بوزارة التربية والتعليم حتى رئيس الجمهورية.

وأضاف الأهالى أنهم تواصلوا أكثر من مرة مع المسئولين فى المحافظة وهيئة الأبنية التعليمة وكانت جميعها وعود دون جدوى، قائلين: «يا سيادة المحافظ هؤلاء من رعايك التى أقسمت على أن تحافظ عليهم، فإلى متى ننتظر أن يقع ما لا يُحمد عقباه».

وأشاروا إلى أن مدرسة الجهاد لا تزال منذ فترة طويلة دون أسوار، كما أن الماعز والأغنام تتجول داخل الفناء وكأنها «زريبة» لتربية المواشى.

وتعالت صرخات الأهالى، قائلين: «المشكلة الأكبر التى نواجهها خوفًا على أولادنا هى وجود كلاب ضالة تتجول فى فناء المدرسة دون رقيب أو حسيب، ومنذ عدة أيام تعرض طالب لعقر من كلب، فمن المسئول عن هذه المأساة التى نعانى منها ولا أحد ينظر إلينا».

واستطردوا: «الأطفال ما بيروحوش المدرسة عشان يتعلموا بيروحوا عشان يلهو ويلعبوا مع الماعز، فهناك حالة من الهرج والمرج يوميًا داخل المدرسة».

وسخر الأهالى على طريقة الفنان عادل إمام بفيلم «التجربة الدنماركية» قائلين: «المدرسة فيها نشاط اجتماعى وثقافى، فتجد فى الفناء أناس لا هم طلاب ولا هم معلمون ولا هم من الإدارة، جالسين فى الفناء يدخنون السجائر ويفعلون ما يحلو لهم».

وتساءل الأهالى: إلى متى سيظل تهميش مدراس القرى والنجوع والاهتمام بالمدراس فى المحافظات الأخرى، وتابعوا: «المدرسة محدش بيهتم بيها خالص، هناك إعانات من الأهالى ولكنها لا تكفى لسد احتياجات مشاكل المدرسة، فمن أين نأتى بالتبرعات فى ظل الغلاء المتفشى».

واختتموا: «إحنا مستعدين نصرف اللى ورانا واللى قدمنا عشان نعلم أولادنا، لكن ده ميرضيش ربنا أن يحصل تفرقة بينا أولادنا والطلاب فى المدارس الأخرى، بالرغم أننا اتكلمنا واشتكينا أكثر من مرة ولكن لا حياة لمن تنادى».

ولم تكن هذه الواقعة الأولى، إذ تحولت أكثر من مدرسة إلى قاعات أفراح، ففى الثانى من أكتوبر الماضى، تداول رواد موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» صورًا لمدرسة العبيدية بدمياط بمدينة فارسكور التى تحولت من مدرسة لتلقى العلم صباحًا إلى ملهى وصالة أفراح كبرى ليلًا.

ووضع المخالفون السماعات فى فناء المدرسة، وعدد هائل من الكراسى والأنوار وتحول مكان العلم إلى قاعة للرقص ووكر للمخدرات، وحدثت الواقعة بعد ساعات قليلة من حضور وزير التربية والتعليم الدكتور الهلالى الشربينى لدمياط لوضع حجر الأساس للمدرسة الثانوية الزخرفية بنين بمدينة دمياط، وحدث ذلك أيضا فى مدرسة بالهرم.

وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، فى مطلع أكتوبر الماضى، مقاطع فيديو وصورًا يوضحون استخدام فناء إحدى مدارس شارع السلام فى الهرم، لإقامة حفل ليلى، وأكد بعض العاملين فى المدرسة أنها تستقبل على فترات أفراحا من هذا النوع ويتم تحويل الفناء تمامًا ليتناسب مع قاعة أفراح ومعازيم يرقصون حتى الساعات الأولى من اليوم التالى، على حد قولهم.

وكشف محمد أنور خبير تربوى لـ«الزمان»، أن حال التربية والتعليم فى مصر تحول من سيئ الى أسوأ، وذلك بسبب تدنى مستوى التعليم والانحراف الأخلاقى بالمدارس، ووصل الأمر إلى أن هناك مشاجرات تحدث داخل المدارس ويقوم أولياء الأمور بالحضور إلى المدارس، والمشاجرة مع بعضهم بعضا، وهذا ما يؤدى إلى حالة من الاحتقان، والتأثير النفسى على الطلاب، معتبرين أن هذه المدرسة أصبحت تدار بالبلطجة، وهذا ما يتسبب فى إيذاء مشاعر التلاميذ.