الزمان
تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير (156) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون محافظ الغربية يعقد اجتماعًا لمتابعة تنفيذ محور محلة منوف مجلس النواب يواصل مناقشات الموازنة العامة لـ 2026 نواب يرفضون موازنة 2026: ”85% ضرائب وهدر 200 مليار جنيه في التصالح” ناس كتير طلعت معاش..البرلمان يوصي الحكومة بتعيين العاملين بالعقود المؤقتة عضو بمجلس النواب يرفض الموازنة بسبب عجز 3.5 تريليون جنيه: ”الضرائب تلتهم 85% من الإيرادات” بعد استهدافه في هجوم إسرائيلي.. ما هي الحالة الصحية لـ علي شمخاني كبير مستشاري المرشد الإيراني؟ الرئيس السيسي يجتمع مع رئيس العربية للتصنيع.. ويطلع على عدد من سيارات طراز سيتروين C4X المصنعة محليا بنسبة 45% جيش الاحتلال الإسرائيلي: تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق تحسبا لتسلل طائرات مسيرة الاثنين 16 يونيو 2025.. الدولار يعاود التراجع أمام الجنيه بما يصل لـ 38 قرشا وزير الري يتابع حالة محطات رفع المياه خلال فترة أقصى الإحتياجات المائية
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

شواطئ العرى تفضح تجار المتعة المحرمة

«الرفاهية القاتلة» تعرى شواطئ المحروسة

«فتنة الجسد» تغرق شواطئ الساحل الشمالى فى أبحر الرذيلة الفاضحة

حصار للجزر المنعزلة وتوحد لمواجهة حرب الغرب ضد الهوية المصرية

مواطنون: المؤسسات الدينية متهمة بالغياب عن دورها التوعوى

نقابة المهن الموسيقية: نحرر محاضر بالمخالفات.. ولكن المشكلة فى اختفاء الضبطية

المطربون: ضاع زمن الفن الجميل والفنان الآن يرتدى الملابس المودرن

أمنيون: خطة محكمة لإرهاق أجهزة الداخلية واستنزاف قواتها الأمنية 

إسلاميون: الدين الإسلامى وسطى.. وحفلات الرقص حرام شرعا

النقاد: فيسبوك وراء الأزمة.. والله يرحم زمن الإبداع الأصيل

 

 مشاهد مختلفة كلها تُدمِع القلوب فتبكى دمًا على أحوال مصر الوطن، تلك المشاهد منها ما تتناقله وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى، ونستقبلها بدموع الفرح ويظهر فيها شهداء الواجب الوطنى، ممن يدخلون فى مواجهات أمنية مع العناصر الإرهابية، وهم يسعون لتحقيق أقصى درجات الأمن والأمان على أرض مصر الغالية، وفى المقابل تنتشر مقاطع أخرى لشباب قد يكون فى نفس السن، لكنه يتراقص ويتمايل ويشارك فى حفلات تبيح العرى وتبث الرذيلة وكأنها أسلوب حياة .

 

ولا تنتهى المشاهد التى تكشف حجم المعاناة التى يجدها أبطال الجهاز الأمنى، الذين يلتزمون الوقوف بالساعات على الحدود يدافعون عن حبات تراب وطنهم الغالى، يحملون أسلحتهم فى أيديهم وعيونهم يقظة تترصد أعداء الوطن، متسحلين بالوطنية التى تسرى فى عروقهم، لا يتراجعون عن الشهادة التى تزيغ قلوبهم فى كل وقت وحين، كما لا تنتهى أيضا مشاهد الشباب الضائع الذى يفتقد الأهلية، إذ تتصلب الدماء فى عروقه، وتتساقط عنه الآدمية والإنسانية، فينطلق على الشواطئ والمدن السياحية يحجز مكانه بين الراقصين والمخمورين، ليستمتع بوقته دون أن يكون لديه أى شعور بالمسئولية.. وبالطبع لا توجد أى مقارنات بين المشاهد الوطنية والأخرى الداعية للعرى والرذيلة على شواطئ البحار، فالأبطال يدافعون عن مصر التاريخ والسمعة الطيبة، والفريق الآخر يتعرى أمام الكاميرات لنشر البذاءات وطمس التاريخ المصرى.. «الزمان»، تفتح خلال السطور التالية ملف مشاهد العرى التى تسيء إلى مصر أمام الرأى العام الدولى، التى يكون بطلها الشباب المستهتر الباحث عن سعادة زائفة لنفسه، ويشيع الرذيلة، فى الوقت الذى يدفع فيه شباب هو زهرة الحياة حياته على أرض الفيروز الطيبة ليسعد الملايين ويشيع الأمن والأمان على أرض الوطن، ونعرض خلال السطور التالية رؤى الخبراء والمختصين فى حجم المخاطر التى تواجه مصر عبر هذه الاحتفالات التى تروج للعادات الغربية التى تطمس الهوية المصرية، وتنذر بالكوارث الوخيمة.

 

فى البداية يتفق عدد من المواطنين على أن مصر تواجه العديد من الحملات التشويهية والحروب الخفية التى تستهدف الشباب المصرى وتضربه فى مقتل، إذ تكسبه عادات غريبة على مجتمعه الشرقى الأصيل، لافتين إلى أن كل هذا يحدث فى ظل غياب شبه تام من أجهزة الدولة التى تقوم بعضها بالترخيص لبيع الخمور فيما يغيب بعضها عن دوره التثقيفى والتوعوى، واتهم بعضهم المؤسسات الدينية بأن غيابها زاد الفجوة وجعل الشباب يستبح الحرام ويحرم الحلائل.

 

أجهزة الدولة

 

رضا عبدالحليم، ربة منزل، ترى أن هناك مسئولية كبرى تقع على عاتق الكثير من أجهزة الدولة التى تتجاهل ما يفعله بعض المواطنين خروجا على العادات والتقاليد والأعراف المرتبطة بتاريخ مصر، لافتة إلى أنه يجب تشديد الرقابة على مناطق الساحل الشمالى التى تشهد الكثير من الخروقات فى هذا الشأن.

 

وتتعجب رضا، من الجهات الحكومية التى تصدر تراخيص بممارسة أعمال لا يقبلها المجتمع كالسماح ببيع الخمور، وغيرها من الأمور التى يرفضها المجتمع الشرقى وأبناؤه الشرقيون.

 

وتطالب رضا، مجلس النواب، بالعمل على إصدار تشريع جديد يحافظ على الهوية المصرية، ويحفظ للمجتمع الشرقى ماء وجهه، خاصة أن هناك محاولات لطمس معالم الزمن الجميل داخل المجتمع الشرقى.

 

فساد أخلاقى

 

سيد جمال، مدرس، يشير إلى أن ما يواجه شبابنا يمكن تلخيصه فى أن هناك محاولات من بعض القوى الداخلية والخارجية التى تستهدف بمصرنا سوء، وتسعى بما أوتيت من مال وقوة لإفساد عقول وأخلاقيات شبابنا ومساعدته على الانغماس فى طريق الشيطان.

 

ويحذر جمال، الأسر المصرية من إهمال أحوال أبنائها وعدم مواجهتهم بالحقيقة، لافتا إلى أن هناك ضرورة لأن يواجه الأب أبناءه بحقيقة الكوارث التى يتسببون فيها، مشيرا إلى أنه فى الوقت الذى يتراقص هؤلاء الشباب على أنغام الشيطان ويتسابقون فى تناول الخمور، هناك عشرات الشباب من أبطال الأجهزة الأمكنية يدفعون حياتهم ثمنا لأمن وأمان هذا الوطن.

 

عناصر سيئة

 

محمد مختار، موظف، يتهم المؤسسات الدينية بالتخاذل فى أداء دورها لتوعية الشباب ومطالبتهم بالالتزام بتعاليم الدين الصحيح، والكشف عن العقوبة التى يقرها الدين عند ممارسة أعمال الفسق والفجور، لافتا إلى أن هناك بعض الدعاة –فى حاجة إلى من يقدم لهم النصح والإرشاد- وهذه عناصر سيئة موجودة فى المجتمع، وبسبب عدم ثقة الشباب فيهم فإنهم يلفظونهم ويبتعدون عنهم ولا يستمعون لما يقولون.

 

ويوضح مختار أنه يجب أن تكون هناك خطة بعيدة المدى تشارك فيها جميع أجهزة الدولة لمواجهة تلك المخاطر الجمة التى تستهدف النيل من مصر فى شبابها، وتشويه سمعتها وسمعة أبنائها.

 

الجزر المنعزلة

 

طه عبدالشافى، موظف بالمعاش، يكشف أن الكارثة الحقيقية تتمثل فى حالة الجزر المنعزلة التى تلتزمها أجهزة الدولة، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون هناك خطط مشتركة بين أجهزة الدولة المعنية لتوعية الشباب ومواجهة المخاطر بشكل وقائى تحقيقا لمبدأ الوقاية خير من العلاج.

 

وأعلن الكثير من الفنانين رفضهم للمشاركة فى مثل هذه الحفلات التى تشوه صورة الفن والفنان، وتعطى رسالة سيئة عن حجم الإسفاف الذى وصلت إليه الفنون فى بلد الفن والإبداع، مطالبين بضرورة التصدى للدخلاء على مجال الفن والموسيقى، ومحاسبة من يساندهم وبحاول إكسابهم شرعية دون أن توجد لهم شرعية فى ذلك.

 

مفاهيم خاطئة

 

الفنانة منى عبدالغنى الأستاذة بالمعهد العالى للموسيقى تعلق على ظهور بعض الفنانين عرايا على المسرح لتقديم ألبوماته، قائلا: «هناك أكثر من فنان تسبب بحفلاته فى حالة جدلية، ومن بين هؤلاء محمد رمضان، وهو فى الحقيقة فنان موهوب جدا، وعملت معه فى مسلسل زلزال خلال الموسم الرمضانى المنقضى، ولكن أولا هو ليس مطرب، هو مؤدٍ فقط، وسبق له أن ظهر عاريا على المسرح ليقدم الشخصيات التى ظهر بها أثناء تقديمه للأغنية، بمعنى أنه ظهر فى الحفل ليس بشخصيته وإنما ظهر ليجسد الشخصيات التى قدمها فى أعماله فقط».

 

مبادئ فنية

 

وفيما يخص المخالفات التى تعلو الساحة الغنائية سواء على مستوى الذوق العام أو سلوكيات الفنان، تقول الفنانة الشابة إيناس عزالدين: «شغلنا ده يفقع المرارة، وبيورد علينا أصوات تعكنن على الجميع، للأسف أكبر مخالفات موجودة حاليا هى ظهور أصوات لا علاقة لها بالفن أو الموسيقى، وبالمناسبة يوجد فنانون أسماؤهم تكون مجهولة، ويمكن أن أكون واحدة من بينهم، ويرفضون تقديم حفلات فنية مع مطربين مشاهير، كما أن أصواتهم لا تمت للفن بصلة، وعن نفسى فإن مبادئى الفنية تمنعنى من تقديم حفل من أجل المال مع شخص حتى إذا كان هذا الشخص ناجحا وله جمهوره ولكن هو ليس موهوبا ولا يقدم فنا حقيقيا».

 

وتتابع إيناس: «قرار نقابة الموسيقيين بوقف بعض المطربين جاء بوقته، لأنه لا يصح أن تتم مقارنة فنان يعتمد على تقديم الفن المحترم الخارج من القلب للجمهور بحمو بيكا».

 

وعن المخالفات السلوكية والواقعة الأخيرة للفنان محمود العسيلى بعد إحراجه أحد الحاضرين لحفل له فى الميكرفون عندما طلب منه التقاط صورة قائلا له: «معاك واسطة»، قالت إيناس عزالدين: «الجمهور له حق على الفنان مع احترامى طبعا للعسيلى  فالجمهور الذى يأتى لحضور الحفلات يحضر بسبب حبه للفنان، ويكون حلما لدى البعض التصوير مع فنانه المفضل لتكون صورة ذكرى، ويمكن للفنان الاستجابة أو الرفض لكن دون إحراج فى المايك، كما فعل العسيلى مع الجماهير».

 

الملابس الكاجوال

 

الفنانة أنوشكا، ترى أن طبيعة ارتداء الفنان للملابس على مسارح الحفلات أمر تطور كثيرا عن الماضى، فالجمهور تعود على صورة معينة للمطرب، وهى البدلة الرسمية، أما الآن أصبح الفنان يتمتع بحرية أكثر فى اختيار ملابسه خاصة مع تقديم الحفلات فى أماكن مفتوحة بعيدا عن المسارح المغلقة.

 

وتتابع أنوشكا قائلة: «الفنان غالبا تكون ملابسه معبرة عن الموقف والمكان الذى يتواجد به، فإذا كان مسرحا مغلقا أو أوبرا فإنه يرتدى بدلة، أما إذا كان بمنطقة ساحلية فإنه يلجأ إلى ارتداء الملابس الكاجوال والتى تتناسب من وجهة نظره مع المكان والحفل».

 

فساد عام

 

«ظهر الفساد فى البر والبحر»، جاءت هذه الكلمات على لسان الفنان حلمى عبدالباقى المرشح لعضوية نقابة المهن الموسيقية، قائلا: نرى الآن أن الفساد يطغى ويتفشى بين أبناء المجتمع المصرى، وأسوأ مثال على ذلك هو انتشار الحفلات الصاخبة التى تتميز بالفحشاء والمنكر والأعمال الفاضحة، خاصة على شواطئ الساحل، وكأن شبابنا اليوم نسى ما تربينا عليه من أخلاق، وهنا أريد أن أقول بالجملة الواحدة «الزمن اتقلب».

 

ويوضح عبدالباقى أن مصر بعدما كانت منارة الفن، وأصله، وأثمرت للدنيا روائع مطربى العالم وعمالقة الفن مثل أم كلثوم، والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، أصبحت جرداء فنيا، فلا يوجد بها فن أو موسيقى، وباتت الأشياء التى يطلق عليها البعض أنها أعمال فنية، هى فى الأصل مظاهر اشمئزاز واستنفار من الفن.

 

ويشير عبدالباقى إلى أن السقطات التى تحدث فى بعض الحفلات كـ«العُرى  والخمور، والرقص وسط الغناء»، ليست أخلاقيات المصريين، فوجودنا بالساحل ليس مبررا لتناول الخمور والتعرى من الملابس، وتساءل فهل هذا يعد فنا؟!

 

ويستنكر عبدالباقى قائلا: كل الأشياء السيئة أخلاقيا التى تنتشر على الشواطئ، مؤكدا أنه يجب أن يكون هناك قرارا حازما ووقفة جدية من نقابة المهن الموسيقية والحكومة، لوقف ما يحدث من تجاوزات فى حق المجتمع، قائلا: هذه ليست مصر، والدين لا يدعو لذلك، مطالبا بمحاسبة المسئولين عن التجاوزات التى تحدث فى مجال الموسيقى والغناء، والبحث عمن ساعد من لا علاقة لهم بالمهنة فى استخراج كارنيهات عضوية النقابة وتمكينهم من الغناء بصور تحمل من الإساءة أكثر ما تحمله من غناء وموسيقى.

 

وبالنسبة لموقف محمود العسيلى يقول عبدالباقى: أغضبنى جيدا هذا الأمر، وخاصة أن ذلك الإنسان أصبح شيئا من لا شيء، ويجب أن يحمد الله ويحترم الناس ومحبيه ومعجبيه جميعهم من صغيرهم لكبيرهم، ولا يصح أن يتخيل الإنسان أنه الإمبراطور ويصر على إحراج الناس أو الكسر بخواطرهم، وموقفه مع الجماهير لا يمكن إلا وصفه بانعدام الأخلاقيات.

 

أمر طبيعى

 

الناقد الفنى، أحمد عبدالصبور، يرى أن ما يحدث فى المدن الساحلية أمر طبيعى بالنسبة للكثير من الناس فى الوقت الحالى، إذ يتوافد المصطفون من مختلف محافظات مصر خلال موسم الصيف للمدن الساحلية بسبب التزايد الشديد فى ارتفاع درجة حرارة الطقس فى فصل الصيف، للاستمتاع بالجو اللطيف على الشواطئ، فقد أصبح فصل الصيف خاصة بالساحل الشمالى أمل المصريين لما يحدث على شواطئه من رفاهية وحفلات فنية متنوعة، إذ تحرص المنتجعات السياحية بالساحل الشمالى على تنظيم الحفلات فى موسم الصيف، والتى يحضرها عدد كبير من الجماهير أثناء قضائهم عطلتهم الصيفية، ويحضر الجمهور تلك الحفلات بملابس البحر، وقال متعجبا: «لا تتعجبوا أيها السادة.. فهذا مصيف أولاد الذوات».

 

ويتابع عبدالصبور: «صارت تلك الحفلات خاصة التى تقام فى الساحل الشمالى تتسم بالعرى والرقص، وكأنها ترويج للرذيلة ودعوة لانتشار الفوضى والتسيب بين الشباب المستهتر، والملفت للأنظار أنه مع انتهاء الحفل تنتشر صورها على شبكات التواصل الاجتماعى وهو ما يجعل الجمهور ينتقد العرى والبذخ المبالغ فيه، وبالطبع كل تلك المساوئ لا يقبلها المجتمع الشرقى وكل هذه الحفلات تسيطر عليها الفنانات الاستعراضيات، وصار يشارك أيضا فى تلك الحفلات كبار المطربين والفنانين من مختلف أنحاء الوطن العربى».

 

وينتقد عبدالصور مشاركة كبار المطربين فى تلك الحفلات بملابس لا تتناسب مع أسمائهم وتاريخهم (وكأنهم يجارون الجو)، لافتا إلى قيام أحدهم بالغناء على مسرح أمام الشاطئ مباشرة مرتديا (شورت وكاب وشبشب) وفنانة أخرى قامت بالغناء مرتدية المايوه، مستنكرا بقوله: ربما بدلة الرقص لا تثير المشاهد أكثر مما كانت ترتديه تلك المطربة !

 

ويشدد على أهمية دور نقابة المهن الموسيقية فى مراقبة تلك الحفلات، وضرورة وضع المعايير الحاكمة لبدل الرقص التى ترتديها الراقصات، ويجب أن تكون البدلة مطابقة للمواصفات التى تقرها النقابة، على أن يتم وضع القوانين والجزاءات الصارمة لكل من يخالف اللوائح والقوانين، مشيرا إلى أن الجمهور فى الماضى كان ينتظر لحضور حفلات كبار نجوم الغناء والطرب للاستمتاع بأصواتهم والوقوف على أحدث صيحات الموضة التى ينقلها الفنان بينما صارت الفوضى والتبجح هى سمة العصر.

 

مراقبة بالقانون

 

أما عن دور نقابة المهن الموسيقية فى الرقابة على الحفلات التى تشهدها القرى والمنتجعات السياحية والفنادق، فيقول المستشار الإعلامى للنقابة طارق مرتضى: «نراقب كل الحفلات أيا كانت بمحال مثل الفنادق أو القرى والمنتجعات السياحية من الساحل الشمالى إلى أسوان أو التى تقام بالشوارع، إذ يتواجد مندوب من النقابة فى تلك الحفلات وتكون مهمته الأساسية هى مراقبة المصنف الذى يقدمه الفنان، وهل يتواجد به أية إيحاءات أو إيماءات غير أخلاقية من عدمه، بالإضافة إلى ما يتم إيفاده من لجان تفتيشية تعمل بنظام المفاجأة للرقابة على هذه الحفلات».

 

ويضيف مرتضى: «القانون يعنى قانون، وأى مخالفة فى المصنف الفنى يتم إخطار المصنفات على الفور، وهناك جهات أخرى تساعدنا فى السيطرة على المخالفات التى تشهدها الحفلات الفنية، وجميع أجهزة الدولة تتعاون فى هذا الأمر وعلى رأسها وزارة الداخلية».

 

ويشير مرتضى إلى أن نقابة الموسيقيين تراعى جيدا أن المجتمع ما زال يتواجد به انفلات سلوكى وعدم انضباط بعد الثورة، ويأتى دور الرقيب على الحفلات والأفراح التى تقام بالشوارع الذى يمكنه إلغاء الحفل إذا ما تخلله بعض المخالفات.

 

وفيما يتعلق بملابس المطربين على المسارح بالحفلات الفنية وانتشار ظاهرة الشورت والشبشب، يقول المستشار الإعلامى لنقابة المهن الموسيقية: «النقابة تمنع نهائيا ارتداء الملابس العارية والخادشة للحياء، بل وكل ما يثير الغرائز ويتم السماح فقط بارتداء الملابس التى لا تثير الفتن».

 

ويتابع: «الفترة الأخيرة لم نشهد أى واقعة مخالفة من ناحية الملابس الخاصة بالفنانين باستثناء محمد رمضان الذى ظهر عاريا فى إحدى حفلاته، وبالمناسبة هو ليس مطربا، وغير مقيد بنقابة المهن الموسيقية، وما قدمه هو شو فنى عندما ظهر بملابس الشخصيات التى يلعبها فى أفلامه، وهذه الفكرة قدمها الفنان محمود عبدالعزيز من قبل، وأحمد زكى ظهر عاريا وهو يغنى فى فيلمه استاكوزا».

 

إرهاق الشرطة

 

ويرى خبراء الأمن أن مثل الحفلات الصاخبة التى تقام على الشواطئ والقرى السياحية ترهق أجهزة الأمن وتستنزف جهودها، لما تستلزمه من حشد أمنى لأعداد كبيرة من قوات الأمن المركزى لمواجهة حالات الخروج عن الآداب العامة وغيرها من الظواهر الغريبة على المجتمع الشرقى، بالإضافة إلى تأمين الفنانين أنفسهم من أى محاولات تسيء لهم.

 

الخبير الأمنى اللواء محمد نورالدين، مساعد أول وزير الداخلية الأسبق، يرى أن الحفلات الساقطة التى تقام فى الأماكن العامة وخاصة بالمدن الساحيلة تسبب إرهاقا شديدا لقسم الشرطة ومديرية الأمن التابع لها المنطقة، مشيرا إلى أن حفلات الزمن الجميل التى كانت تحييها كوكب الشرق أم كلثوم، وعبدالحليم، وغيرهما من عمالقة زمن الفن الأصيل، كان المطرب يظهر فى كامل أناقته وشياكته فى قمة الأدب، بالإضافة إلى الملابس التى كان يختارها بعناية شديدة مراعيا مطابقتها لعادات وتقاليد المجتمع الشرقى الذى تقام به الحفلات، وذلك عكس ما يحدث اليوم من حفلات «العرى والفسق» التى تخالف الذوق العام.

 

ويشير نورالدين إلى أن تلك الحفلات التى تقام فى الأماكن العامة المفتوحة تجد أجهزة الأمن صعوبة فى التحكم فيها لكثرة أعداد الجماهير بها، كما أنها تحتاج إلى إعداد الخطط التأمينية فى المدينة كاملة بالإضافة إلى أنها تكلف أجهزة الدولة إعلان حالة من الطوارئ، خاصة فى العديد من قطاعات الشرطة بالإضافة إلى مرفق الإسعاف، كما تعتمد هذه الحفلات على انتشار قوات الأمن المركزى لفض الاشتباكات التى تشهدها تلك الحفلات فضلا عن حالات التحرش التى تتزايد فى مثل هذه التجمعات.

 

ويتساءل نورالدين، قائلا: عندما يحضر المطرب بشورت يبقى الجمهور هيلبس إيه؟

 

مضمون فارغ

 

الخبير الأمنى اللواء على النجار، مساعد وزير الداخلية الأسبق، يقول إن وزارة الداخلية تدفع بأعداد كبيرة تتناسب مع الفعاليات لتأمين المشاركين بها، والحفاظ على الأمن بصورة عامة فى هذه التجمعات، لافتا إلى أن مثل هذه الحفلات فارغة المضمون، ترهق الجهاز الأمنى بلا فائدة، ولا يجنى منها المجتمع سوى انتشار العادات الغريبة على المجتمع أخلاقيا بافضافة إلى نشر ثقافة العرى والانفلات الأخلاقى بين الشباب.

 

ويشير النجار إلى أنه بالنظر إلى الفائدة التى تعود على المجتمع من تلك الحفلات فلا تجد سوى الاستفزاز للرأى العام، بالإضافة إلى أنها تتسبب فى إثارة المشكلات بين الحضور، وارتفاع نسبة الاشتباكات لأسباب تافهة، نتيجة تناول المشروبات الكحولية والخمور التى تفقد الوعى، وهنا تظهر الممارسات –غير الأخلاقية- التى تتنافى مع قيم وعادات وتقليد المجتمع المصرى.

 

ويطالب النجار بضرورة تشديد الرقابة على مثل هذه الحفلات وألا يتم السماح بتنظيمها بهذه الصورة -غير اللائقة- بالمجتمع، وحجب التصريحات الأمنية لتنظيم الحفلات المخالفة للذوق العام.

 

المستشار عمر الأصمعى، المحامى بالنقض، يوضح أنه لا توجد جريمة أو عقوبة إلا بنص قانونى، مشيرا إلى أن هناك جرائم أخلاقية واجتماعية تستعصى محاولة إيجاد نص لتجريمها، ومنها ما تشهده الحفلات الصاخبة التى تشهدها منطقة الساحل الشمالى وما يحدث فيها من رقص ومجون وعرى وبذخ شديد.

 

ويضيف الأصمعى أن القرية السياحية هى مكان يتسم بالخصوصية، ولا سبيل به لتنفيذ القانون خاصة بعد تطبيق الاشتراطات القانونية لاستصدار التراخيص، ويمكن تطبيق قانون العقوبات إذا ما ارتكبت الجماهير بعض الجرائم التى يعاقب عليها القانون كجريمة الفعل الفاضح المؤثمة، إذ تنص المادة 278 من قانون العقوبات على أن كل من فعل علانية فعلا فاضحًا مخلا بالحياء يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تتجاوز 300 جنيه مصرى.

 

ويشير الأصمعى إلى أن الفنان أو الراقصة التى تقوم بإحياء الحفل تكون هناك رقابة حول وجود أى مخالفة للقانون رقم ٣٥ لسنة ١٩٧٨، واللائحة الداخلية للنقابة المهن الموسيقية، إذ يتم التأكد من أن المظهر ملائم للفنان، كاشفا أنه على الرغم من ذلك إلا أن العقوبات واهية وليست رادعة، خاصة إذا تم تحرير محضر بالمخالفات من قبل مندوب النقابة، وكان الفنان من أصحاب النفوذ والشعبية، فتكون الغرامة عبارة عن مبلغ بخس، فيقوم الفنان بسدادها مقابل ظهوره بمظهر غير لائق.

 

ويشدد الأصمعى على أن الحلول الأمنية وحدها لن يكون لها مردود فى مواجهة تلك الظاهرة التى تثير الحقد الاجتماعى وتنشر فكرة الكراهية بين أفراد المجتمع، بالإضافة إلى أنها تعمل على زيادة معدلات الجريمة بصورة عامة، وتسهم فى إفساد الأخلاق، مشيرا إلى أنه يجب على كل إنسان أن يمارس دوره الإرشادى لنفسه ولغيره، وأن تكون هناك خطة لتحفيز الشباب على مقاطعة مثل هذه الحفلات على أن يتم مخاطبة الوازع الدينى لدى الشباب، وتتكاتف الجهود من خلال الأسر والبرامج التثقيفية لحجب المخاطر التى تنتظر هؤلاء الشباب عند المشاركة فى مكثل هذه الحفلات الهابطة.

 

اتفق علماء الدين على أن إقامة حفلات العرى والرقص والخمور فى الشواطئ وبعض القرى السياحية بحجة ترويج السياحة الأجنبية فى مصر، أمر مرفوض شرعا، مشيرين إلى أن هناك مسئولية كبرى تقع على عاتق الآباء الذين يهملون فى تربية أبنائهم، ولا يشغلون أنفسهم فى متابعتهم وحثهم على اتباع المعروف، والابتعاد عن طريق الشيطان وأصدقاء السوء، مشددين على أهمية الدور التوعوى للدعاة فى المساجد وخارجها.

 

أمة وسطا

 

الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، تقول: إن الله جعلنا أمة وسطا، سواء فى أفراحنا أو أحزاننا، لكن ما نراه الآن من بعض الحفلات الصاخبة المليئة بالشطط لا تليق بشباب المسلمين ولا شباب هذه الأمة.

 

وتضيف نصير، أن مثل هذه الحفلات تضر الصحة أيضا، فطبيعة الإنسان البيولوجية تميل للهدوء أكثر، لا للأغانى الصاخبة التى تؤذى حاسة السمع وقد تؤدى إلى إتلافها وتصيب الأعصاب بالإرهاق، مؤكدة أنها تستقبح مثل هذا النوع من الحفلات التى يعلو فيها صوت الـ«مايك»، والـ«دى جى»، دون مراعاة لظروف الآخرين، مشيرة إلى أن لجوء بعض المشاركين فى مثل هذه الحالات قد يأتى لوجود ظروف مأساوية أو أنهم طلاب يستذكرون لامتحاناتهم، لكن انتشار هذه الظاهرة بطريقة فوضوية مزعجة تؤدى إلى إيذاء الغير فى حين أن الله –عز وجل- نهانا عن ذلك.

 

وتوضح نصير أنه يجب على ولى الأمر وليس المؤسسات الدينية، التصدى لمثل هذا الشطط المنتشر فى مثل هذه الحفلات، وأن يقوموا بالتوجيه الأمثل لأبنائهم وحثهم على الاتجاه لما يحقق لهم ولوطنهم النفع والصلاح، والعمل على إعانة الناس على الخير، ومنعهم من الشرور، قائلة: أولادنا هم النبتة التى نرعاها لتخرج لنا أفضل الثمرات التى نتباهى بها أخلاقيا ودينيا واجتماعيا.

 

واختتمت: على الأئمة فى المساجد ممارسة دورهم التوعوى لأبناء المسلمين وحثهم على اتباع آداب الإسلام الصحيحة التى شرعها لنا الله، وأنزلها على نبيه المصطفى، حتى يكون لدينا جيلا نفتخر به بين الأمم.

 

حرام شرعا

 

الشيخ عبدالله رشدى أحد علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، يرى أن إقامة الحفلات التى تتوافر فيها صفات مذمومة، كالعرى والصخب والرقص وغيرها من الصفات التى تتنافى مع العادات والتقاليد، وتروج للرذيلة وانتشار المساوئ التى لا يقبلها المجتمع الشرقى، هى فى منظور الشرع حرام شرعًا، لافتًا إلى أنه يجب على المسؤولين أن يمنعوا ذلك، كما يجب على المجتمع كله أن يساهم فى النفور عن ذلك وعلى الآباء والأمهات أن يمنعوا أبناءهم من حضور مثل هذه الحفلات.

 

وعن دور هذه الحفلات فى دعم السياحة وما إن كان منع هذه الحفلات سيسهم فى تخفيض نسبة السياحة، يقول رشدى: «دعم السياحة على العين والرأس، لكن المقرر شرعًا أن حفلات العرى تعتبر أمرًا محرمًا، ودخل المحرم حرام شرعًا، كما أنه يجب التأكيد على أن جذب السياحة لا يقتصر فقط على مثل هذه الصورة، بل يمكننا أن نقوم بجذب السياحة بكل وسيلة ممكنة، لكن ذلك لن يجعلنا نحلل ما حرم الله».

 

الشيخ أحمد البهى إمام وخطيب مسجد السيدة زينب سابقًا، يرى أن انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة هو سر توغل هذه الحفلات فى المجتمع، رافضا وصفها بالظاهرة، فهى ليست منتشرة بشكل كبير، بل ربما توجد فى أماكن محدودة، قائلا: لكن ما يجعلها تثير ضجة هو امتلاك الكبير والصغير للهواتف المحمولة، ما يجعل الفرصة سانحةً أمامهم لبث مقاطع عدة من نفس الحفلة، بشكل يوحى أنها عدة حفلات، فى حين أن الحقيقة غير ذلك، مشيرًا إلى أن هذا الشكل من الحفلات سواء كان حفلة واحدة أو عدة حفلات فهى مرفوضة شرعًا.

 

مراقبة النفس

 

ويضيف البهى أن الدولة لا تتوانى فى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد حالات كثيرة مشابهة، إذ لم تتوان فى منع حفل للشواذ بالقاهرة، وتمت محاسبة الأشخاص الذين قاموا بنشر كليبات فاضحة أمام القضاء وصدر فى حقهم عقوبات بنص القانون المصرى، مشيرا إلى أن الفترة السابقة شهدت أيضا انتشار أخبار بوجود فيديوهات خادشة للحياء لفنانين معروفين وتم محاسبتهم عليها، كاشفا عن أن هناك حالة من الطمأنينة لدى الشعب المصرى بالإضافة إلى ثقته الكبيرة فى أن الدولة المصرية لا تسمح بمثل هذه التجاوزات.

 

كما نوه البهى، إلى أنه من المفترض أن تكون هناك مراقبة شخصية من الإنسان مع الله سبحانه وتعالى، تسبق مراقبته لسلطة الدولة والقانون، وذلك برفض تواجده فى مثل هذه الأماكن، وعدم الاقتراب منها أو مشاهدتها ولو من مكان بعيد، مستدلًا بالنص القرآنى الكريم فى قوله تعالى: «إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»، وبالتالى فإذا أرسل أحد الأصدقاء لصديقه صورًا أو فيديوهات من هذه الفواحش، فعليه ألا يساعد فى نشرها حتى لا يُشارك فى الإثم والذنب.

 

 

click here click here click here nawy nawy nawy