رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

العنف يسيطر على الدراما التليفزيونية.. ونقاد: ليس هذا العام ويجب أن لا تناقش البلطجة بالدراما

أصبحت ظاهرة العنف ملحوظة بشدة في الداما التليفزيونية، فلم يعد الأمر مقتصرا على السينما، بل انتقلت العدوى للدراما وهذه كارثة، لأن السينما لها جمهورمعين، أما التليفزيون فهو زائر للجميع والمفترض أن يراعى في المحتوى المقدم، الأعمال التي يقدمها بعض الأطفال مع أسرهم عن انتشار العنف، وكان لـ«الزمان» هذا التحقيق لاستنباط آراء المتخصصين في الوسط الفني.

مجدي أبو عميرة العنف انتشر في الدراما التلفيزيونية بسبب عدم وجود نص

أكد المخرج القدير مجدي ابو عميرة الملقب بملك الفيديو، أن انتشار العنف الملحوظ في دراما رمضان لم يظهر في دراما 2019 فقط، بل ظهر منذ أكثر من ثلاث أعوام ببث نماذج لبعض الشخصيات الغريبة عن مجتمعنا نجدها في الدراما مقحمة تقدم على العنف، وكأن البلطجة أصبحت عنوان مصر.

وأضاف أبو عميرة، أن المفترض من صناع الدراما أن يقدموا أعمال مراعية للآداب والتقاليد المصرية كما كانت تراعي هذا الدراما القديمة فقد كانت الدراما تجمع العائلة.

وتابع أن هذه الأعمال كانت تقدم المجتمع الارستقراطي والشعبي لكن بشكل "شيك" فلم نجد بلطجي بالمسلسل، أما الآن فالمجال أصبح "هوجة"، وأرجع سبب انتشار العنف في الدراما مؤخرا إلى عدم وجود نص حقيقي محترم يتكلم عن التقاليد المصرية والعربية.

وتساءل: أين كتابنا العظام محمد جلال عبد القوي وبشير الديك ومحمد صفاء عامر، فمنذ ان استغنت عنهم الدراما واستبدلتهم بجيل شباب ليس لديه خبرة إلا في الاقتباس "خربت" الدراما.

وعن الحل، أكد أبو عميرة أنه في يد رجوع التلفيزيون ومدينة الإنتاج وصوت القاهرة والاستعانة بالكتاب الكبار اللذين تبرأت منهم كبار شركات الإنتاج لتقليل الأجور وتقديم دراما هابطة تتميز بالعنف

مصطفى محرم: الدراما اختلت وطغى عليها العنف والبلطجة والدمار

اتفق المؤلف مصطفى محرم مع المخرج مجدي أبو عميرة، في أن الدراما التليفزيونية تربع على عرشها العنف والبلطجة وأصبحت السمة الموجودة بالدراما في الأعوام الأخيرة باستثناء مسلسلات قليلة.

وأضاف محرم أن الدراما هذا العام كانت أقل بكثير عن الأعوام السابقة وهو له مردود إيجابي في تقليل عدد المسلسلات التي تحوي عنف وبلطجة، موضحا أن الحل في ابتعاد أعمال العنف عن الشاشة، فليس كل ما يقدم من مسلسلات عنف تحكي عن حارتنا المصرية، فمن يقدم عنف بالحارة المصرية لم يكتب بجد من داخل الحارة المصرية لأن الحارة المصرية بها الجدعنة والناس الطيبة والقلوب الرحيمة.

صفوت العالم: الميزة في دراما هذا العام هي تقليل العنف

من ناحيته، أوضح أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة د.صفوت العالم أن ظاهرة العنف بالمسلسلات الدرامية المصرية هذا العام كانت أقل من الأعوام السابقة، والسبب يرجع في تقليل عدد المسلسلات ورغم اختلافي مع أن أغلب المسلسلات هذا العام من إنتاج جهة واحدة، إلا أن الميزة التي قدمها كبيرة في تقليل العنف بالدراما عن الأعوام السابقة.

مكرم محمد أحمد: العنف قل هذا العام بشكل ملحوظ.

أبدى مكرم محمد أحمد بصفته رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، اعتراضه على وجود أعمال عديدة هذا العام بها عنف، قائلا: "هذا العام رصد أقل عدد مسلسلات بها عنف أو بلطجة، حيث أن العام السابق المجلس بذل جهد ملحوظ تجاه الأعمال الغير لائقة برصدها وعمل تحذيرات لصناع هذه الأعمال وأن المجلس عمل من أول يوم في رمضان إلى آخر حلقة من المسلسلات المعروضة؛ لرصد أي مخالفات لفظية أو مشاهد غير لائقة من أي نوع".

وأكد مكرم أن المجلس أرسل تحذيرات للمخالفين من صناع الدراما إذا لم يلتزموا العام القادم سيكون هناك جزاءات أكبر، منوهًا برسالة تفاؤل للمشاهدين والقراء أن العام القادم سيكون خالي من أي أعمال غير لائقة أو بها عنف.

أنعام محمد علي: الدراما أصبحت "هوجة" والعمل الغير لائق ينفر الجمهور

قالت المخرجة القديرة أنعام محمد علي إن الدراما المصرية في السنوات الأخيرة تحولت لاستنساخ من أعمال العنف المستوردة من السينما، مؤكدة أن المسلسل المفترض له سمات خاصة غير السينما التي يذهب إليها المشاهد برغبته ليشاهد فيلم بعينه به عنف وإثارة كوميدية وأكشن، لكن التلفيزيون يجب أن يحترم المشاهد ويقدم له وجبة درامية مميزة.

وأكدت أنغام أن الدراما هي نقل للواقع، معربة عن تفاؤلها بأن الدراما ستتحسن أكثر الأعوام القادمة مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بالإضافة للمشاهد أيضا هو الذي يقبل على العمل المميز وينفر من العمل الغير لائق وبهذا يكون هنا المنتج مستوعبا لم يقدم عليه المشاهد وما ينفره.

أمير شوقي: المنتجون لا يسعون لأعمال العنف

أكد المنتج أمير إبراهيم شوقي أن شركة الأهرام للإنتاج السينمائي والتلفيزيوني لا تقدم إلا أعمال راقية فلا تسعى لتقديم أعمال بها بلطجة أو عنف.

وتساءل المنتج: قدمنا هذا العام مسلسل شقة فيصل فهل كان به عنف وأساسا هذا المسلسل كان مفترض يقدم من عامين بل قدمنا مسلسل اجتماعي بشكل كوميدي بسيط لم يكن به أي لفظ أو مشهد عنف، مضيفا أن المنتجين لا يسعون لطلب أعمال بها عنف من المؤلفين بل المؤلفين يعرضون أعمالهم على شركات الإنتاج والشركة تنتقي أفضل الأعمال وتكون راقية، أما لو كانت أعمال قدمت بها بعض العنف هذا نتيجة أن الدراما تعكس المجتمع لأن المجتمع بالتأكيد لا يخلو من بعض أعمال العنف.

أحمد صيام النقابة ليست جهة رقابة لتمنع أعمال العنف

من جهته، أبدى الفنان أحمد صيام عن استيائه من مسمى ظاهرة عنف في دراما رمضان قائلا إن هذا العام هو أقل الأعوام التي قدمت مسلسلات عنف مقارنة بالعام الماضي والذي سبقه، وإن الأعمال كانت تقدم 40 مسلسل بها 20 مسلسل كله عنف وبلطجة، لكن هذا العام قدم عشرين مسلسل بهم ثلاث مسلسلات فقط بهم عنف، موضحا بصفته مسئولًا في نقابة التمثيليين أن النقابة لا تقدر على منع أي عمل يحوي عنف لأننا لسنا جهة رقابية، لكننا نقابة فقط دورها الاهتمام بمشاكل العاملين.

وعقد صيام مقارنة للعنف أيام الستينات في أفلام فريد شوقي إذ كانت أفلامه بها عنف لكن العنف كان يتمثل في مشاجرة بشومة ليس كما كان يمثل من سنوات بمطواة، وأبدى تفاؤله بأن الفترة القادمة ستكون أفضل بكثير عن ذي قبل في تقديم دراما تقدم واقع مميز للشعب المصري.