رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

حركة حماس تعليقًا على ذكرى بلفور: «مقاومتنا مستمرة»

أكدت حركة حماس في بيانٍ صحفي، أنّ مقاومتنا مستمرة، وكل الوعود والصفقات والمؤامرات لن تمر.

 

وقالت، إنّ "ذكرى وعد بلفور الــ 102، تمر على شعبنا الفلسطيني، وما زال يعاني الظلم والاضطهاد والعدوان المستمر ضد أرضه المحتلة، ومقدساته المسلوبة، وضد شعبه المشتت في مخيمات اللجوء، حيث يمارس الكيان الصهيوني أبشع الجرائم والانتهاكات ضد شعبنا الفلسطيني، من قتل وتشريد وحصار واعتقال وهدم وتدمير للبيوت والمؤسسات منذ إقامة كيانه الصهيوني المزعوم عام 1948م على أنقاض قرى شعبنا ومخيماته ومدنه بسبب الوعد الظالم المشؤوم من وزير خارجية بريطانيا الهالك بلفور، الذي مكّن العصابات الصهيونية من أرضنا الفلسطينية.

 

وأوضحت، أن الحكومة البريطانية التي منحت هذا الوعد الظالم للصهاينة، سببت مأساة ومعاناة على مدار عقود من الزمن عاشها شعبنا الفلسطيني العظيم، وما زال حتى يومنا هذا، وإن من نتائج ومحصلات هذا الوعد الزائف الإعلان المرتقب لما يسمى بصفقة القرن التي يرفضها شعبنا بأكمله، فوعد بلفور غير جائز قانونيًا، ويتناقض مع كل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية؛ وهو ما يتوجب على بريطانيا التراجع عنه، والاعتذار لشعبنا الفلسطيني عمّا سببه له من كوارث ومجازر على مدار ما يزيد على قرن من الزمان.

 

وتابعت، لقد واجه شعبنا الفلسطيني العظيم ومنذ وعد بلفور المشئوم عام 1917م، واحتلال الكيان الصهيوني أرضه منذ عام 1948م وحتى يومنا كل أشكال العدوان، وأكد على مر التاريخ، ورغم الكثير من المحطات الدموية والمؤلمة والكثير من القرارات الباطلة والمؤامرات الدولية، تمسكه بوطنه فلسطين، وأنها لا تزال تسكن قلبه وروحه، ولديه الاستعداد للتضحية من أجل حريته واستقلاله، وأنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يتخلى عن ذرة تراب منها، ووقف صامدًا ثابتًا مقاومًا، ولم تنجح كل المؤامرات والاتفاقيات الانهزامية من النيل من إرادته الصلبة، وكسر صموده الأسطوري، وإسقاط حقوقه العادلة رغم محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني، والهرولة نحوه لإضفاء شرعية زائفة عليه.

وشددت، على أنّ ذكرى وعد بلفور المشئوم، تأتي ومدينة القدس تتعرض لأشرس المحاولات الصهيونية لتهويدها، وتغيير معالمها، والاستيلاء على المسجد الأقصى الذي يواصل جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين اقتحامه وتدنيسه، وإغلاق أبوابه، والاعتداء على المرابطين والمرابطات فيه، وطرد المصلين من ساحاته.

ونوّهت، أننا في حركة حماس وفي هذه الذكرى الأليمة بحق شعبنا نؤكد على:

أولاً: إن وعد بلفور الغادر الذي أسس لمأساة القرن، وأوجد أكبر مظلمة تاريخية ما زالت قائمة، وأنشأ كيانًا إحلاليًا صهيونيًا على أرضنا الفلسطينية، وبدعم من بريطانيا التي خولت لنفسها الحق في أن تتصرف في أرض شعبنا ومقدراته - هو وعد باطل منذ إطلاقه، وسرقة للتاريخ، ولحقوق شعبنا، وهي من تتحمل الكوارث والمآسي التي حلت بشعبنا بسببه.

ثانيًا: نحيي الأصوات الحرة التي صدحت في اجتماع الأمم المتحدة في الدورة الرابعة والسبعين، والتي أعلنت تضامنها مع شعبنا الفلسطيني، وأرضه المحتلة، وأنصفت شعبنا بالاعتراف بحقه في إقامة دولته واسترداد حقوقه، كما ندعو كل دول العالم أن تحذو حذوها في إنهاء الاحتلال ورحيله عن أرضنا.

ثالثًا: سيبقى شعبنا الفلسطيني متمسكًا بالمقاومة بكل أشكالها، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة لمواجهة الاحتلال الصهيوني، وجرائمه البشعة بحق شعبنا، حتى تحقيق أهدافه المنشودة بالحرية والاستقلال.

رابعًا: إن محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني المغتصب لأرضنا مرفوضة بكل أشكالها، وهي خذلان لشعبنا الفلسطيني، وطعنة غادرة لتضحياته الجسام، ولا يمكن أن تمنح أي شرعية لهذا الكيان المسخ.

خامسًا: تجدد الحركة دعمها لكل الجهود الهادفة إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني، على قاعدة الشراكة لمواجهة التحديات التي تحدق بالقضية الفلسطينية، ومشاريع تصفيتها، كما تؤكد جهوزيتها التامة لخوض وإنجاح العملية الديمقراطية، وإجراء الانتخابات الشاملة في الضفة وغزة والقدس لصياغة حالة فلسطينية جديدة ترعى مصالح شعبنا وقادرة على تحقيق طموحاته.

سادسًا: حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأوطانهم التي هجروا منها هو حق شرعي وقانوني ثابت، ومكفول بالقوانين الدولية، والقرارات الأممية، ولا تراجع عنه ولا تفريط فيه أو المساومة عليه.

سابعًا: نحيي كل أبناء شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده، في الضفة الغربية والقدس وغزة وال48 والشتات والمهاجر، على هذا الثبات الأسطوري، والنضال الملحمي لدحر الاحتلال وعودة أرضنا فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس، كما نحيي جموع المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك وعلى بواباته، وفي مدينة القدس المحتلة، ونعتبر القدس قلب فلسطين النابض، وجوهر الصراع الحقيقي مع هذا المحتل الغاشم.

ثامنًا: تعتبر مسيرات العودة وكسر الحصار أيقونة في العمل الوطني المشترك مع الفصائل الفلسطينية ومجموع شعبنا، وامتدادًا لمشواره الكفاحي الطويل، وقد شكلت تضحيات شعبنا وإرادته العظيمة خطوة متقدمة في مواجهة مشاريع تصفية قضيته العادلة، وإسقاط ما يسمى بصفقة القرن، وإسقاط وعد بلفور، وهو ما يتطلب تعزيز عوامل القوة والصمود، وتحشيد كل طاقات الأمة لدعمه، والوقوف إلى جانبه حتى تحرير أرضه ومقدساته.