رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

الفريق مدكور أبو العز.. طيار أبكى الإسرائيليين

 

"الرجل الذى لقن الإسرائيليين درسًا قاسيًا بعد 40 يومًا من هزيمة 1967".. هكذا عُرف عن الفريق طيار مدكور أبوالعز، الذى تولى قيادة الكلية الجوية بعد أن أثبت جدارة فى تخريج دفعات من مقاتلى مصر فى هذا السلاح، شهد لها الجميع بالكفاءة العالية والتميز والاقتدار.

عندما حدثت النكسة كان الشهيد مدكور أبوالعز محافظا لأسوان، وعقب عدول الرئيس جمال عبدالناصر عن قرار التنحى الذى أعلنه فور حدوث النكسة، كان أول قرار اتخذه تعيين "أبو العز" قائدًا للقوات الجوية فى 10 يونيو عام 1967، إذ اتخذ الأخير قرارًا بإنشاء دشم للطائرات الحربية المصرية لتفادى محاولات العدو الإسرائيلى ضربها مرة أخرى على الأرض.

وعندما رفض عبدالحكيم عامر وصدقى محمود هذا القرار قال لهما أبو العز: "من الشرف لقواتنا الجوية أن تفقد إحدى الطائرات فى معركة جوية، لكن من العار أن تفقدها وهى رابضة على الأرض"، وعليه، اقتنع وزير الدفاع وقتها بقرار إنشاء الدشم، والتزم أبوالعز بتقديم خطة لتزويد المطارات الحربية بهذه الدشم.

ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ "أبوالعز" ﺑﻬﻤﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ 250 ﻃﺎﺋﺮﺓ، ﻫﻰ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ طائرات القوات الجوية المصرية، وبعد مرور 40 يومًا من الضربة الجوية التى استهدفت طائرات مصر الحربية نجح "أبوالعز" فى الرد على الاستفزازات الإسرائيلية للجنود والمقاتلين المصريين بتوجيه ضربة جوية استهدفت طائرات العدو، حيث اتبع أسلوب الطيران المنخفض واستهدف فيها  ﻣﻄﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭ ومراكز قياداته وتشكيلاته فى سيناء، دون أن تفقد قواتنا الجوية طائرة واحدة فى هذه الطلعة الناجحة.

وقد اعترف الإسرائيليون وقتها بتكبدهم خسائر كبيرة فى الأفراد والطائرات الحربية، فضلًا عن انتشار حالة الذعر بين الجنود الإسرائيليين المرابطين فى مطارات سيناء، التى استولوا عليها خلال فترة الاحتلال.

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺑﻠﻎ ﺍﻟﻤﺴئوﻟوﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﺄﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻌﺪﻭ "ﻣﻮﺷﻰ ديان" يتوسل لوقف إطلاق النار، قال لهم الرئيس: "اسألوا مدكور أبوالعز"، وحين أبلغ أبوالعز بكلمات الرئيس عبدالناصر مال برأسه فى اعتزاز المنتصر وقال: "الآن يمكن وقف إطلاق النار".