رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

أبرز محطات الرئيس مبارك فى حرب العبور

"نسر أكتوبر": إسرائيل ادعت أن ذراعها طويلة فقطعناها

خاض معركة الـ55 دقيقة وهى الأطول فى التاريخ

ثروت النصيرى: صاحب الضربة الأولى التى فتحت باب النصر

حمدى بخيت: الجنازة العسكرية تكريمًا له على بطولاته

«بدأت القوات الجوية حرب أكتوبر بالضربة الجوية المركزة مع باقى القوات المسلحة، واستهدفنا جميع وسائل الدفاع الجوى الإسرائيلية وهجمنا على مطارات العدو الموجودة فى سيناء وهجمنا على مراكز قيادة العدو فى أرض الفيروز ودمرنا 95% بدون مبالغة، وحدث ارتباك فى القيادة الإسرائيلية وحدث شلل فى صورايخ العدو التى كانت على طول القنال، ومراكز القيادة لديهم عطلت، وبهذا الشكل بدأنا العبور بكفاءة ونجاح واستمر اقتحام القنال حتى وصلت قواتنا لشرق القنال واحتلت رؤوس الكبارى»... كان هذا جزءا من حديث الرئيس الأسبق الراحل محمد حسنى مبارك عن الضربة الجوية بعد نصر أكتوبر وكان فى هذا الوقت اللواء طيار قائد القوات الجوية.

معركة الـ 55 دقيقة الأطول فى التاريخ

وكشف الرئيس الراحل مبارك، خلال حديثه عن الضربة الجوية، أن الخسائر العدو فى هذا اليوم كانت 18 طائرة وخسائرنا كانت أقل بكثير جدا، وكانت هذه هى آخر معركة دخلت فيها إسرائيل ضد قواتنا الجوية لمحاولة دخول عمق الدولة، ودامت 55 دقيقة وتعتبر فى سجل التاريخ معركة طويلة جدا.

قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، تعيين ابن محافظة المنوفية مديراً للكلية الجوية، بعد نكسة يونيو 1967 فى إطار حملة تجديد دماء قيادات الجيش، حيث كان مبارك يوم نكسة 1967 يتولى قيادة القاعدة الجوية فى بنى سويف، وتعرض للهجوم الإسرائيلى وتم ضرب الطائرات على الأرض، ثم تم تكليفه بعد ذلك بإعداد المقاتلين فى الكلية الجوية للثأر من العدو.

تدرج محمد حسنى مبارك فى المناصب العسكرية حتى ترأس أركان حرب القوات الجوية، وهو المنصب الذى ظل يشغله، إلى أن تم تعيينه قائدا للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع، قبل عام من عبور خط بارليف.

خلال قيادته الجوية شارك مبارك فى إعداد تخطيط مصرى كامل، لقطع الذراع الطويلة التى ادعت إسرائيل فى ذلك الوقت أنها تستطيع أن تطول أية هدف داخل مصر وأعلن مبارك أن الضربة المصرية بدأت بهجوم يعتمد على 220 طائرة دمرت 95% من الأهداف التى كانت مكلفة بها، بينما كانت خسائر قواتنا المسلحة من 1.5% لـ2%، وهو أمر لم يكن أحد يتخيله.

الفضل فى النصر للقوات المسلحة

ونسب مبارك الفضل فى النصر إلى جميع القوات المشاركة فى حرب أكتوبر، قائلا "الضربة الجوية مفتاح النصر للقوات المسلحة، مش بقول إن القوات الجوية هى التى حصلت على النصر للقوات المسلحة، لا القوات المسلحة كلها مشتركة هى التى أدت إلى نصر أكتوبر.. والضربة فتحت باب النصر لبلدنا".

نائبا للرئيس السادات

وفى عام 1975، اختاره الرئيس محمد أنور السادات نائباً له، وعقب اغتيال السادات عام 1981 على يد جماعة سلفية إسلامية مصرية تقلد رئاسة الجمهورية بعد استفتاء شعبى، وجدد فترة ولايته عبر استفتاءات فى الأعوام 1987، 1993، و1999 وبرغم الانتقادات لشروط وآليات الترشح لانتخابات 2005، إلا أنها تعد أول انتخابات تعددية مباشرة وجدد مبارك فترته لمرة رابعة عبر فوزه فيها، تعتبر فترة حكمه أطول فترة حكم فى المنطقة العربية.

وفاته

توفى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 91 عاما بمستشفى الجلاء العسكرى، الثلاثاء الماضى، ونعته رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع ومجلسا الوزراء والنواب.

وأعلنت رئاسة الجمهورية حالة الحداد العام فى جميع أنحاء الجمهورية لمدة ثلاثة أيام، حدادًا على وفاة الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية "محمد حسنى مبارك" وذلك اعتبارًا من الأربعاء الموافق 26 فبراير 2020.

كما تقدمت رئاسة الجمهورية، فى بيان لها، بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد الذى وافته المنية صباح اليوم الثلاثاء الموافق 25 فبراير 2020

ونعت القيادة العامة للقوات المسلحة أبن من أبنائها وقائداً من قادة حرب أكتوبر المجيدة الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية محمد حسنى مبارك والذى وافته المنية وتقدمت لأسرته ولضباط القوات المسلحة ولجنودها بخالص العزاء، ودعت المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته .

ونكس مجلس الوزراء، العلم حداد على وفاة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، فى ضوء قرار رئاسة الجمهورية بإعلان حالة الحداد العام فى جميع أنحاء الجمهورية لمدة ثلاثة أيام، حدادًا على وفاة الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية "محمد حسنى مبارك" وذلك اعتبارًا من الأربعاء الموافق 26 فبراير 2020.

جنازة عسكرية

وتم نقل جثمان مبارك عبر طائرة من المستشفى إلى مسجد المشير طنطاوى ليحظى أحد أبطال أكتوبر بجنازة عسكرية تليق به ثم نقل بعد ذلك إلى مقابر العائلة، حيث يوجد قاعة خاصة لاستقبال كبار الزوار، وشهد محيط المقابر حالة من الاستنفار الأمنى.

تراب الوطن

اللواء ثروت النصيرى مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، قال إن الرئيس الأسبق الراحل محمد حسنى مبارك كان رجلا وطنيا رفض أن يغادر مصر فى أحلك الظروف التى مرت على عمره بالكامل، لافتا إلى أن مبارك فضل أن يعيش على تراب الوطن والموت فى حضن أرضها.

وأضاف مستشار أكاديمية ناصر، أن القوات المسلحة لا تنسى أبناءها والرئيس الراحل خدم القوات المسلحة، سواء فى نكسة 1967 وحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر 1973، وكان أحد أبطال حرب أكتوبر، مشيرا إلى أنه كان متوليا القيادة الجوية خلال الحرب، وجلب الكرامة والعزة للأمة.

وأشار اللواء النصيرى، إلى أن مبارك كان صاحب الضربة الأولى التى فتحت باب النصر لمصر، موضحا أنه كان من أصحاب الفضل لتقريب العلاقات بين الدول العربية وكان دائما يرى أن مصر تملك الريادة فى العالم العربى والمنطقة الإقليمية.

ولفت اللواء ثروت النصيرى، إلى أن الرئيس الأسبق لراحل خلال ثلاثة عقود من حكمه جنب مصر من حرب أهلية ومن ويلات حروب، فضلا عن أنه لم يزج بالقوات المسلحة المصرية فى أية حرب ما عدا الحروب الضرورية مثل حرب تحرير الكويت التى رأى فيها أنه لا بد من أن تكون مصر شريكة فى تحرير الكويت، مضيفا أن مبارك كان يرى أنه لا يصح لدولة عربية أن تحتل دولة عربية أخرى.

ولفت إلى أن الرئيس الراحل مبارك بعد قيادة القوات الجوية، ولثقة الرئيس السادات فيه تم تعينه نائباً له، وذلك بسبب حسن أداءه ووطنيته، فضلا عن انضباطه الشديد الذى عرف عنه فى القوات المسلحة، لافتا إلى أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عينه مدير للكلية الجوية حتى يستطيع أن يربى أجيال من الطيارين بعد نكسة حرب 67، وتدمير 85% من الطائرات وجاء تعيينه لهذا المنصب بهدف إعادة كفاءة الطيارين وبث الثقة فيهم مرة أخرى.

وأكد اللواء النصيرى، أننا لا ننسى أن مبارك كان يشرف بنفسه على إعداد المقتلين للحرب، وهو الذى وضع إستراتيجية الضربة الأولى وكان يراجع كل صغيرة وكبيرة، بحيث يضمن أن نصر أكتوبر حليفا لنا، مشيرا إلى أن مصر كانت عازمة تماما على عدم الهزيمة مرة ثانية.

واستطرد: "مبارك كان له تاريخ مشرف فى القوات المسلحة، وكل الطيارين الموجودين الذين تتلمذوا على يديه كانوا يروا أنه السبب فى تحقيق نصر أكتوبر، فضلا عن أنه كان يطير بطائرات القاذفات الثقيلة".

وأوضح اللواء النصيرى، أنه بسبب ثقة السادات الكبيرة فى مبارك ظلت نائباً له لمدة 6 سنوات وكان اختياره له جاء من بين الكثيرين من قادة القوات المسلحة، مؤكدا أن هذا يدل على كفاءته العظيمة كمقاتل فى القوات المسلحة.

وأشار مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إلى أن مبارك كان أهلا للمسئولية واستطاع طوال فترة حكمة وهى ثلاثة عقود، أن يرفع من مستوى الدولة، وكان أصغر قائد للكلية الجوية، وكان أحد الأبطال الذين صمدوا وتصرفوا بحكمة فى نكسة 67، موضحا أنه تمكن من التحليق بطائرات TU 16، وهذه الطائرات كانت من القاذفات الثقيلة ووصل بها إلى إسوان دون خسائر، نظرا إلى أن وجود هذه الطائرات فى المطار كانت ستحقق خسائر لمصر، وهو بذلك جنب سرب من التدمير وكان لهذا حكمة وتفكير سليم.

وأنهى اللواء ثروت النصيرى، كلماته عن الراحل حسنى مبارك أنه تولى حكم مصر بعد استشهاد السادات وكان يرى أنه لا بد من استكمال المسيرة بنفس نهج سلفه السادات وهو عدم الزج بمصر فى حروب أخرى، موضحا أنه يتجه إلى التنمية ورفع مستوى معيشة الفرد إلى أنه فى الفترة الأخيرة من حكمه كان يحيط بنظامه بعض المشاكل التى أدت إلى ثورة 25 يناير 2011 والتى تمخضت أنه ترك منصبه ولم يثبت عليه أية أخطاء إلى أن وافته المنية.

أكد اللواء عادل العمدة مستشار فى أكاديمية ناصر العسكرية، أن ما حدث بعد وفاة مبارك أثبت أصالة الشعب المصرى ونسبة وفاءه وانتماءه، مشيرا إلى أن تقديم القوات المسلحة نعى للرئيس الأسبق مبارك وتذكره تفصيلا كأحد أبنائها الذى ساعدوا فى انتصار أكتوبر، واسترداد الأرض والعرض فى منتصف عام 1989، وعودة طابا والعريش التى رفع عليهم العلم هذا دلالة على الوفاء والانتماء من الدولة المصرية كسمة من سمات الشعب المصرى.

 

وأضاف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أن حياة مبارك بها عدد من المحطات التى يجب التطرق إليها، وهى مشاركته فى انتصار حرب 1973، فضلا عن أعداده للقوات الجوية لكى تقطع الطرق فى الحرب، وإصراره على ضرب مراكز القيادة للطائرات دون حماية جوية، لافتا إلى أنه كانت سببا لنصر أكتوبر بعد أن تشتت العدو وأبلغ الأثر فى تحقيق الهدف.

وتابع، كما حارب الرئيس الأسبق مبارك الإرهاب فى التسعينيات وتزامن مع ذلك الغزو العراقى فى الكويت والنداءات الـ 35 التى قام بها لصدام حسين حتى لا يتدخل فى الكويت، مضيفا أن الراحل مبارك أصر وشارك على عودة الكويت ولهذا السبب الشعب الكويتى دائما ينسب الفضل لشخصية الرئيس الأسبق مبارك فى هذا الصدد.

ولفت اللواء عادل العمدة، إلى أن مبارك شارك فى إيجاد حالة من الاستقرار داخل المنطقة العربية ودعمه المستمر للقضية الفلسطينية من جهة، مشيرا إلى أنه كان يحضره موقف مع مبارك عندما سأله عن أسباب الإرهاب فى المنطقة وأكد عليها أن عدم وجود عدل ونبذ للقضية الفلسطينية كان أحد الأسباب وكانت هذه الرؤية منذ 20 عاما تحديدا وهذا دلالة أنه كان مستشرفا للواقع وهذا سبب أنه حقق جزء من التوازن ما بين مصر والدول الكبرى والعظمى فى هذا التوقيت.

وأوضح اللواء العمدة، أنه فى مرحلة الألفية أصر الرئيس الأسبق مبارك فى البنية التحتية واستكمال مشروع مترو الأنفاق وبعض الكبارى والمحاور مثل محور 26 يوليو ومحور صفط اللبن ثم انتهينا إلى أحداث يناير 2011، وإصراره على البقاء رغم إتاحة الفرصة له أن يبتعد عن مصر، لافتا إلى أننا رأينا كيف حدث ما رؤساء سابقين لدول عربية حاولوا الهرب ولكنه لم يفعل ذلك إصرار منه على الدولة المصرية وحرصه على استقرارها وتسليم القيادة للقوات المسلحة الأهم فى حماية الأمن القومى والمسئول الرئيسى عنه وهذا كان له ريا وبعد نظر بإصراره على البقاء رغم الزج به فى السجون التى برأته فى النهاية فكل الاحترام والتقدير لهذا البطل العسكرى السياسى الذى جادت بها الدولة المصرية فى مرحلة معينة.

اللواء حمدى بخيت الخبير الاستراتيجى والعسكرى، قال إن الرئيس الأسبق مبارك أحد القادة البارزين فى القوات المسلحة وله بصمة هامه فى التاريخ فى حرب أكتوبر، مشيرا إلى أنه كان قائد القوات الجوية وفى عمر مبكر جدا ثم قاد القوات الجوية فى حرب من أهم الحروب التى خاضتها مصر، والقوات المسلحة لها مبدأ الوفاء لأبنائها بغض النظر عن أية شيء آخر.

وأضاف الخبير الاستراتيجى، أن الراحل مبارك كان لديه إخلاص للقوات المسلحة وقدرته على قيادة القوات فى وقت حرج وبأدوات فى هذا الوقت كانت محدودة جدا لذلك كرمته القوات المسلحة.

وأشار إلى أن الرئيس الراحل قاد عملية التخطيط فى حرب أكتوبر والإعداد والتدريب وخصتا الضربة الجوية التى حققت المفاجأة فى افتتاحية الحرب، موضحا أن الجنازة العسكرية تكريما له على بطولاته وما حققه من انتصارات لمصر.