رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الأمن يدفع ضريبة الإرهاب منفردًا منذ 50 عامًا.. «بورتريه بطولى» لشهيد الواجب المقدم محمد الحوفى

حسن الخلق.. جسور.. وفدائى

الرئيس السيسى ينعى شهيد الواجب "الحوفى"

خبير أمنى: ضربات استباقية وجاهزية عالية

أحمد كريمة: التيار السلفى متغلغل فى الأميرية.. وحادث الفتنة فى "الزاوية الحمراء" خير شاهد

ليلة خيم فيها الحزن على أهالى قرية أدمون بالبحيرة، إثر وصول نبأ استشهاد المقدم "محمد الحوفى"، الضابط بالأمن الوطنى، أثناء مداهمة فدائية من أبطال الشرطة المصرية، لإحدى الخلايا الإرهابية، بمنطقة الأميرية، للقضاء على ما تبقى من العناصر الإرهابية فى مصر وتجفيف منابعه وإفشال مخططاتهم، وشيع المواطنون جثمان الشهيد البطل، بمقابر عائلته بمسقط رأسه بقرية الصفاصيف، حيث جاءت العملية الاستباقية لإحباط المخططات الإرهابية لارتكاب العمليات التخريبية تزامنا مع أعياد الربيع.

وأعلنت وزارة الداخلية تفاصيل واقعة الأميرية فى بيان لها قالت فيه: إنه وردت معلومات لقطاع الأمن الوطنى عن وجود خلية إرهابية يعتنق عناصرها المفاهيم التكفيرية تستغل عدة أماكن للإيواء بشرق وجنوب القاهرة كنقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع أعياد القيامة حيث تم رصد عناصر تلك الخلية والتعامل معها، مما أسفر عن مصرع سبعة عناصر إرهابية، عثر بحوزتهم على (6 بنادق آلية، 4 أسلحة خرطوش، وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة)، كما أسفر التعامل عن استشهاد المقدم محمد الحوفى بقطاع الأمن الوطنى وإصابة ضابط آخر وفردين من قوات الشرطة.


وأضافت الوزارة أنه تم تحديد أحد مخازن الأسلحة والمتفجرات بمنطقة المطرية والتى كانوا يعتزمون استخدامها فى تنفيذ مخططهم الإرهابى وباستهدافه عثر على (4 بنادق آلية- كمية من الذخيرة).

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنه تابع بكل فخر وإعزاز ما قام به رجال وزارة الداخلية من عمل بطولى يؤكد بسالة رجال الشرطة فى مواجهة الإرهاب وقدرة الدولة المصرية.

وقال الرئيس السيسى، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «تابعت بكل فخر وإعزاز ما قام به رجال وزارة الداخلية من عمل بطولى يؤكد بسالة رجال الشرطة فى مواجهة الإرهاب وقدرة الدولة المصرية، على حفظ أمن وسلامة الوطن والمواطنين، رغم كل التحديات .

وتابع الرئيس السيسى: «وأتقدم بخالص التعازى لأسرة شهيد الواجب المقدم البطل محمد الحوفى، كما أتمنى الشفاء لمصابى الشرطة البواسل .حفظ الله مصر والمصريين».

حياة الشهيد

بمهارة وكفاءة شهد بها الجميع له من أصدقاء وجيران وأقارب من درجات مختلفة، "كان حافظاً لكتاب الله الكريم، وأنشط الضباط فى القطاع، وأصيب أكثر من مرة بسبب حبه فى الدفاع عن وطنه، ومحبوبا من الجميع وكان دائمًا يصل رحمه وعلى اتصال دائم بهم".. بهذا الكلمات وصف زملاء الشهيد حياته باختصار، وكان أبرزهم العميد عادل عودة.

ضربات استباقية وجاهزية عالية

"تعمل الأجهزة الأمنية على تعقب جميع المهددات التى من الممكن أن تستغل أزمة انتشار فيروس كورونا لعمل أى شىء من المخططات الإرهابية خلال الأيام القادمة، ويعد حادث الأميرية الكاشف عن أن أجهزة الأمن لم تنتظر وقوع حادث إرهابى ولكنها قامت بضربة استباقية".. هكذا علق العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى، على حادث الأميرية، قائلًا" إن قوات الأمن قامت بمداهمة وتعقب الخلية التى كانت تريد القيام بأعمال إرهابية خلال هذه الفترة".

"جناحان يحلق بهما الإرهاب فى سماء مصر، العنف الفكرى، وهوالتكفير، وأساسه التيار السلفى فى مصر، والعنف السلوكى وهو انتهاج التيار التكفيرى، ويتمثل فى إراقة الدماء وسرقة الأموال، وعمليات التفجير، لذلك يجب على جميع مؤسسات الدولة التى تتمثل فى الثقافة، والتعليم، والإعلام، والتضامن والتكافل الاجتماعى، العمل على تجفيف منابع الإرهاب، ولا نترك الشرطة وقوات الأمن وحدهم يدفعون ضريبة الإرهاب".. هكذا علق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على استشهاد المقدم محمد فوزى الحوفى.

وأضاف "كريمة" لـ"الزمان": منذ 50 سنة ورجال الأمن يدفعون ضريبة مواجهة العناصر الإرهابية، مشيرًا إلى حادث الفتنة الطائفية فى "الزاوية الحمراء" خلال عام 1981، فى عصر الرئيس السادات، وحالة الانفلات التى تجسدت فى القتل واستباحة محلات الصاغة، قائلًا "التيار السلفى متغلغل فى الأميرية ولا بد أن نتعلم من الدروس الماضية".

من جانبه قام اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، بزيارة المصابين من أبطال الشرطة الذين أصيبوا خلال تصديهم للعناصر الإرهابية بالأميرية، وأشاد الوزير ببطولات رجال الشرطة فى التصدى للإرهاب الأسود، مثمناً شجاعتهم وبسالتهم وتعاملهم مع العناصر الإرهابية بكل قوة وجسارة مما كان له الأثر فى إفشال مخططهم الإرهابى ومصرع 7 من تلك العناصر .

ووجه وزير الداخلية، خلال زيارته لمصابى الشرطة، بتقديم كافة أوجه الرعاية الصحية لأبطال الشرطة.. موجهاً التحية والتقدير لأسرهم الذين قدموا شباباً يواجه كل من تسول له نفسه الاعتداء على هذا الوطن.. متمنياً لهم الشفاء العاجل .

وفي السياق نفسه، أكد اللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة، تخليد اسم الشهيد فى المحافظة وشوارعها ومؤسساتها، وقدم عزاءه لأسرة الشهيد.

من ناحيتها أشادت النقابة العامة للفلاحين والمنتجين الزراعيين، بالبطولات التى يقدمها جهاز الشرطة لحماية البلاد من أطماع الجماعات الإرهابية، والتى تريد بمصر السوء، وتصدير صورة مشوهة للأحداث الجارية على أرض مصر.

وأكد فريد واصل، النقيب العام للفلاحين والمنتجين الزراعيين، أن الضربات الاستباقية التى ينفذها أبطال الجهاز الأمنى، تمثل عنوان النجاح فى الحفاظ على أمن وسلامة المصريين، حيث إن هذه العمليات تقى البلاد من مخاطر العمليات التخريبية التى يريد بها أعداء الوطن السوء للبلاد.

وأشار واصل، إلى أن جرائم الجماعات الإرهابية تزيد المصريين قوة وصلابة، وترسخ الرغبة لديهم فى المواجهات الحاسمة للإرهاب حتى القضاء عليه.

وأوضح واصل، أن شهيد الواجب الذى دفع حياته خلال المواجهات الأمنية مع خلية إرهابية بمنطقة الأميرية، وهو ابن القطاع الريفى، قدم ورفاقه أروع الملاحم البطولية فى الدفاع عن الوطن، ونعى واصل شهيد الوطن، مؤكدا على أن الحادث الإرهابى، يمثل طعنة غادرة فى قلب الوطن.

وأكد النائب تامر عبدالقادر، عضومجلس النواب، أن جرائم الجماعات الإرهابية لن تفرق وحدة المصريين، ولن تبعدهم عن رغبتهم فى اقتلاع الإرهاب من جذوره، مشيدا بالبطولات التى يقدمها أفراد الجهاز الأمنى، والتى يتحقق بها الأمن والاستقرار للوطن والمواطن، وقدم عبدالقادر نعيا لجهاز الشرطة فى شهيد الوطن الذى قدم روحه فداء للوطن، فداء للوطن والمواطن.

وأكد عبدالقادر، على أن الحادث الإرهابى، يمثل طعنة غادرة فى وجدان الوطن، مشيرا إلى إدانته الحادث الإرهابى، مشيدا بجهود الأجهزة الأمنية لمواجهة الإرهاب من خلال الضربات الاستباقية التى تحبط محاولات عناصر الجماعات الدموية لإحداث حالة من البلبلة بين المواطنين.

وأوضح عبدالقادر، أن الإرهاب الأسود لا دين له ولا وطن، موضحا أن قضية الإرهاب والتصدى له مسئوليتنا جميعا حكومة وجيشا وشرطة وشعبا بمختلف فئات هذا الشعب العظيم.

جدير بالذكر أن الشهيد الذى شهد له الجميع بالبسالة والأخلاق الحميدة عمل الشهيد معاونا لمباحث مركز شرطة حوش عيسى، فى مدينة دمنهور، ونظرًا لكفاءته ومهارته تم نقله إلى قطاع الأمن الوطنى فى القاهرة، أصيب فى عام 2016 فى العام التى رزقه الله بطفلة أسماها خديجة، وزار بعدها بيت الله الحرام فى موسم حج 2017، ليحمد الله على تعافيه من الإصابة التى لحقت به.

الشهيد تزوج من أمينة ماهر مصطفى شريف، حاصلة على ليسانس حقوق، وأنجب منها طفلتين مريم ابنة السابعة، وخديجة ابنة الرابعة.