رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حوادث

 شهيد وحفيد الشهيد: البطل المقدم محمود طلعت زيادة بطل موقعة ”جبل الحلال”

أرملة الشهيد: مقهورة من القتلة اللى حرموا بناتى من الأب .. وأتمنى تكريم الشهيد فى ندوة تثقيفية بحضور الرئيس

أكدت بسمة محمد حرم الشهيد مقدم أ . ح محمود طلعت زيادة، أن الشهيد كان يتمنى الشهادة وتحققت رغبته وأمنيته، مشيرة إلى أنها أنجبت منه ابنتين مليكة وتاليا، وهى تخبرهما دائما أن والدهما كان بطلا وضحى بنفسه من أجل الوطن، وأضافت بسمة لـ"الزمان"، أن الشهيد كان يتمتع بهدوء وحسن خلق يشهد له الجميع بدون مبالغة، وكان دائم الابتسامة وبشوش الوجه، وأيضا كان بارا بوالديه بدرجة كبيرة جدا.

وأشارت إلى أن الشهيد محمود طلعت كان ملتزما دينيا ويعلم أهل بيته الصلاة وقراءة القرآن وعمل الخير، قائلة: فى أحد الأيام كنا فى الشتاء وقالى "يلا نروح نتمشى بالعربية"، قولتله الساعة 3 الفجر فقال لى عادى، بس تعالى، وفجأة وقف بالعربية ونزل منها ناحية إحدى السيدات "عجوز"، وأعطاها أموالا وقال لى "هى دى اللى باقية لينا الصدقة وعمل الخير".

وتروى زوجة الشهيد الراحل أنه قبل استشهاده بأسبوع كان متأثرا بحادث استشهاد 21 من زملائه فى إحدى العمليات الإرهابية بسيناء، وقال لى: "ياريتنى كنت معاهم"، وفى يوم الاستشهاد أخبرنى فى التليفون أنهم متوجهون لمداهمة بجبل الحلال فى سيناء، وطلب منى ألا أغلق تليفونى، وكانت تلك هى آخر مكالمة سمعت صوته فيها بالتحديد يوم الأحد الموافق 22 أبريل 2018، وكان دائما يقول "هو فيه حد يكره أنه يبقى شهيد".

وحول قصة المجسم الذى صنعته لزوجها الشهيد البطل، قالت بسمة: بنتى مليكة دائمة السؤال عن والدها حتى اليوم فقلت لها إنه شهيد وموجود فى السماء، فوجدتها تخرج إلى البلكونة وتنظر إلى السماء وتقول "إنت فين يا بابا.. تعالى بقى"، فتوصلت إلى فكرة أزاحت عن قلبها حملًا ثقيلا "عملت مجسم على صورة الشهيد فى الصالة"، ليتحدثا إليه كلما استبدت بهما وحشة الفراق "هو مدفون فى القاهرة، وأنا فى الإسكندرية، ودايما بيوحشنا فمش بنعرف نروح نزوره بشكل متكرر، قولت ده يخفف عنا شوية".

وتكمل بسمة قائلة: صباح يوم الدراسة الأول، وقفت "مليكة وتاليا" أمام مجسم والدهما، ليلتقطا صورا معه بملابس المدرسة، فرحة عارمة غمرتهما، مما جعلنى أنشر صورهما مع المجسم عبر صفحتى على الفيس بوك، فما هى إلا ساعات معدودات حتى انتشرت الصورة بين رواد السوشيال ميديا "مكنش فى دماغى الصورة تنتشر.. أنا كنت مقهورة من القتلة اللى حرموا البنتين من أبوهما وهم فى السن ده".

وتابعت أرملة الشهيد البطل: أدركت حجم المسئولية التى وضعت على كاهلى فأصبحت الأم والأب فى وقت واحد، حاولت أن أجتهد فى ألا يشعر البنتان بغياب أبوهما، فقررت استقطاع إجازة طويلة من عملى، "مليكة بعد استشهاد باباها قالتلى انتِ هتسبينا زى بابا؟!!!!"، فربطت على جرحى، أودعت حزنى فى قلبى، لأحسن تربية الطفلتين، وسط حكاياتى لهما عن الأب الشهيد البطل، المتواجد طول الوقت وسطهما متمثلًا فى المجسم الذى يمثل الكثير لهما، إلى أن أقرر أنه حان موعد الزيارة، فأصطحبهما إلى قبره فى القاهرة "نزوره، ونقرأ له ما تيسر من القرآن الكريم ونقعد نتكلم معه بالساعات"، وبعدين نرجع إلى الإسكندرية مُجددًا، فى انتظار موعد الزيارة المُقبلة.

من ناحية أخرى تقدمت بسمة بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، والقوات المسلحة، قائلة: "أتقدم لهم بجزيل الشكر فهم لم يتركونا لحظة، ودايما بيسألوا عن بنتى الشهيد، ولكن عندى أمنية وهى أن يتم تكريم اسم الشهيد فى ندوة تثقيفية بحضور الرئيس السيسى وهذا حلم كبير لى وأتمنى أن يتحقق فى أقرب وقت".

جدير بالذكر أن الشهيد محمود طلعت زيادة، هو حفيد الشهيد، فجده لوالده أيضا كان ضابطا برتبة اللواء فى القوات المسلحة ونال الشهادة، أما الشهيد محمود طلعت، كان برتبة رائد بسلاح المدرعات, وتخرج فى الكلية الحربية الدفعة 97, وعين قائدا ثانيا لكتيبة مدرعات بمدينة القسيمة بشمال سيناء، وكان ضمن مسئولياته تأمين المدينة وتطهير جبل الحلال, نال الشهادة أثناء دفاعه عن الأرض والعرض خلال عملية اقتحام جبل الحلال وتطهيره من الإرهابيين التكفيريين فى 22/4/2018، وتمت ترقيته استثنائيا إلى رتبة المقدم، وتم إدراج اسمه فى قائمة الشرف الوطنى المصرى - باب القوات المسلحة بعد منحه قلادة تاميكوم من الطبقة الذهبية فى 16/3/2020.