رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

مصر تلجم أردوغان على حدود سرت والجفرة

أطماع تركيا فى النفط الليبى تتبخر بعد فيتو «البرلمان المصرى» ​

أبوهشيمة: القوى الدولية تريد إحداث توازن بالمنطقة​

التكبالي: مجلس النواب الليبى لن يشارك فى أى مبادرة تشارك بها أنقرة​

البحباح: الأطراف المدعومة من تركيا تحاول التمدد شرقًا تجاه سرت ​

وافق مجلس النواب المصرى، الاثنين الماضى، على إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية فى مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية، للدفاع عن الأمن القومى المصرى فى الاتجاه الاستراتيجى الغربى ضد أعمال الميليشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبية التى تهدد الأمن القومى المصرى والليبى على أساس أن ليبيا هى العمق الاستراتيجى لمصر، وأى تهديد للاستقرار داخلها يزعزع الاستقرار على أرض مصر، وبالرغم من تصاعد وتيرة الحرب فى المنطقة بسبب استمرار تدفق الميليشيات إلى حكومة الوفاق الليبية فى طرابلس، التى تصر على السيطرة على منطقة سرت فى تحد منها لتهديدات الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى سبق وأن أعلن "سرت والجفرة" خطا أحمر لا يمكن السماح لأى قوات أو ميليشيات أجنبية بتجاوزه.​

اللواء سامح أبوهشيمة المستشار العسكرى والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، قال إن القوى الدولية عندما تريد السيطرة على أى إقليم فى العالم، تسعى أولا إلى تدمير القوة الإقليمية الرئيسية الموجودة بها قبل تدخلها العسكرى، ضمانا لعدم تعرضها لخسائر بشرية أو عسكرية.​

أوضح لـ"الزمان" أن القوة الإقليمية فى منطقة الشرق الأوسط، تتركز فى أربع دول هى" مصر- تركيا- إيران- إسرائيل"، مشيرا إلى التزام الأخيرة الصمت التام تجاه ما يحدث فى المنطقة نظرا لأن كل الأحداث التى تدور من حولها تصب فى مصلحتها بالدرجة الأولى، حيث تستنزف قدرات الدول المحيطة بها اقتصاديا وعسكريا دون أن تفقد جنديا واحدا.​

أضاف أبوهشيمة أن لدينا مع ليبيا حدود يزيد طولها عن 1200 كيلو متر طولى، يتولى الجيش المصرى حمايتها منفردا، نظرا لانشغال الجيش الوطنى الليبى فى الصراعات الداخلية، لا سيما بعدما تدفقت على ليبيا المئات من العناصر الإرهابية مدعومة بعربات الدفع الرباعى المسلحة بمدافع نصف بوصة، مشيرا إلى قيام بعض هذه العناصر الإرهابية بالاعتداء على كمين واحة الفرافرة فى يوليو عام 2014، وكمين الواحات البحرية فى يوليو 2017.​

أكد الخبير العسكرى أن تدخل الجيش المصرى يأتى فى نطاق معاهدة الدفاع العربية المشتركة الموقعة بين الدول العربية عام 1950 تحت مظلة الجامعة العربية، والخاصة بالتعاون العسكرى بين الدول العربية فى إطار الشرعية الدولية، لافتا إلى تركز النفط الليبى فى مثلث "سرت- راس لانوف- مرسى بريقة"، وهو خط أحمر لا يمكن السماح باختراقه لتحكمه فى الموارد الاقتصادية والبترولية للمنطقة.​

وحول موقف الاتحاد الأوروبى من الأزمة، أوضح أبوهشيمة أن أوروبا تطمح فى أن تكون المستورد الأول للغاز المسال من مصر، والمزمع إنتاجه العام القادم من منطقة إدكو شمال غرب الدلتا، مما دفع عددا من زعماء أوروبا يتقدمهم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى مساندة الموقف المصرى فى الأزمة.​

أكد الخبير العسكرى أن الموقف الاستراتيجى العسكرى يصب فى صالح مصر نظرا لتشابه الطبيعة الجغرافية بين المنطقة الغربية فى مصر ومناطق القتال المحتمل ليبيا، كما أنها تدخلت بناء على الطلب الذى قدمه المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبى إلى نظيره المصرى وإلى الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته لمصر مؤخرا.​

أشار أبوهشيمة إلى استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى عددا من زعماء القبائل الليبية الأسبوع الماضى، كما يجرى حاليا التنسيق بين القادة العسكريين المصريين مع قوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، لافتا إلى عدم اعتراف البرلمان الليبى المنتخب بحكومة الوفاق الوطنى، المنبثقة عن اتفاق الصخيرات الموقع فى المغرب ديسمبر 2015، والذى منح حكومة الوفاق مهلة قدرها 18 شهرا للانتهاء من المرحلة الانتقالية للبلاد تبدأ فى أبريل 2016، وتنتهى بنهاية أكتوبر 2017 مما يعنى أن صلاحية هذه الحكومة قد انتهت.​

لفت الخبير العسكرى إلى خوض الجيش المصرى العديد من المعارك الحديثة بداية من حرب الاستنزاف بين عامى 1968و1970 ثم حرب أكتوبر 73، كما شارك فى حرب تحرير الكويت عام 1991، مما أكسب قادته خبرات ميدانية كبيرة، تجعله قادرا على إنجاز المهمة بسرعة وبأقل خسائر ممكنة.​

وقال المحاضر بأكاديمية نصر العسكرية، إن القوة العسكرية لأى جيش يحددها أربعة عناصر هى قدراته العسكرية ومستوى التصنيع العسكرى، والخبرات السابقة لدى قواده والفكر العسكرى الذى يتمتع به قادته الميدانيون، وكلها عناصر تصب فى صالح مصر، مشيرا إلى فشل القوات التركية فى الاقتراب من خليج سرت مرتين سواء نتيجة تعرض قواتها لضربات جوية أو لهجوم قوات برية عليها.​

واختتم كلامه بأن سياسات الردع تقوم على استراتيجية اتخاد الخطوات الجادة تجاه الحرب دون الوقوع فيها، مؤكدا أن الجيش الليبى لن يسمح بالسيطرة على الهلال النفطى لا سيما بعد امتلاكه طائرات الميج 29، ودعمه ببعض القوات الجوية من بعض الدول العربية، إضافة إلى الخبرات التى اكتسبها من الصراعات المسلحة التى بدأت بسقوط حكم العقيد معمر القذافى عام 2011، ولا زالت مستمرة إلى يومنا هذا.

من جانبه قال الدكتور على التكبالى عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب الليبى إن قطر وتركيا يتآمران على مصر وليبيا ويجلبان المرتزقة من كافة بلاد العالم، مشيرا إلى استخدامهم الصومال مفرخة للإرهابيين وتدريبهم هناك قبل إرسالهم إلى ليبيا مما يزيد الأمور تعقيدا.​

وأضاف التكبالى أن موافقة مجلس النواب المصرى، على إرسال عناصر من القوات المسلحة فى مهام قتالية خارج حدود الدولة، تاريخى، مؤكدا أن ليبيا لم تعد خارج الحدود المصرية بل شقيقة لها، حيث تربطهما حدود يصل طولها إلى 1200 كيلو متر.​

أوضح عضو مجلس النواب الليبى أن قرار البرلمان المصرى ليس إعلان حرب إنما يسمح للجيش المصرى بالمناورة والحركة والاستعداد للدفاع عن الأمن القومى المشترك للبلدين ضد الإرهاب والتهديدات التركية والتى تدعمها جهات أجنبية.

وأكد التكبالى أن المجلس لن يشارك فى أى مبادرة تشترك بها تركيا بهدف تقسيم البلاد والاستيلاء على ثرواتها، مشددا على أن الهدف التركى وهو إضعاف المبادرة المصرية وقرارات مؤتمر برلين، ولا بد من خروج المرتزقة خارج البلاد قبل بدء إجراء أى حوار بين الأطراف الليبية.​

وشدد عضو لجنة الأمن القومى، على أن تقسيم البلاد إلى نصفين بعد الخط الأحمر ليس فى صالح ليبيا أو دول الإقليم، نظرا لأن جزءا منه سيكون راعيا كبيرا للإرهاب والإرهابيين.​

فى سياق متصل أوضح الدكتور رمضان البحباح سفير ليبيا السابق بالهند أن الأطراف التى تمثلها تركيا ستحاول تصعيد مواقفها حيث إنها أعلنت عن استمرارها فى التمدد شرقا حتى السيطرة على مدينة سرت، مشيرا إلى أن تركيا تهدف إلى إحكام سيطرتها على الموانئ النفطية.​

وأكد البحباح أن المشهد الليبى تغير كثيرا بعد تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى ولقائه القبائل وموافقة البرلمان المصرى، على التدخل العسكرى فى ليبيا، مشيرا إلى أن العديد من الدول سارعت فى الاتصال بالمسئولين الليبيين وقامت بتنظيم العديد من الزيارات الدبلوماسية داخل ليبيا وخارجها​.

وتابع البحباح أنه تم توجيه الدعوة إلى رئيس البرلمان عقيلة صالح لزيارة روسيا وإيطاليا وجار التحضير لزيارة الجزائر لتدارس الموقف ومحاولة إقناع الأطراف الخارجية بإيقاف التصعيد التركى قبل الوصول إلى مرحلة المواجهة العسكرية، مضيفا أنه تم تنظيم زيارات من قبل الأمريكيين للقيادة العامة للقوات المسلحة فى محاولة حسب التسريبات إلى جعل منطقة سرت منطقة منزوعة السلاح لكلا الطرفين وتحييد موانئ النفط لهذه التجاذبات.​

وأكد البحباح إن صحت هذه التسريبات فإن الموقف الأمريكى موقف لا يتعاطى بإنهاء حالة التوتر بقدر ما زاد من حدتها، وبالتالى فهى محاولة لتمييع المبادرة المصرية التى تقود لحل مهم ومنصف للصراع.​

من جانبه قال المتحدث باسم مجلس النواب الليبى عبدالله بليحق، إن ميليشيات حكومة السراج تواصل حشد عناصرها قرب مدينة سرت، مؤكدا أن الليبيين يؤمنون بأن الحل السياسى هو المخرج الوحيد للأزمة"، مشيراً إلى أن الجيش الليبى مستعد للتصدى للقوات الغازية المدعومة من تركيا.. وتابع بأن القوات المسلحة الليبية تستمد شرعيتها من مجلس النواب الممثل الشرعى الوحيد للشعب الليبى عكس حكومة السراج التى تستمد شرعيتها من الخارج.​

موضوعات متعلقة