«كاف» يعلن موعد مباراتي نهائي دوري الأبطال والكونفيدرالية محافظ كفرالشيخ يعلن التشغيل التجريبى لمستشفى مركز الأورام الجديد على مساحة 8876 م2 بقوة 160 سريراً محافظ الغربية يشهد الاجتماع الدورى لمجلس الجامعة التكنولوجية بسمنود محافظة الجيزة تضبط ١٦٠ سيارة سرفيس غير ملتزمة بالتعريفات المحددة لخطوط السير نتنياهو يعترف بـ«الخطأ».. ويعتزم التراجع عن هذا القرار الأونروا: الوقت يمضي بسرعة نحو المجاعة في غزة محافظة الجيزة: قطع المياه لمدة 10 ساعات عن قرى المناوات وطموه بمركز ومدينة ابوالنمرس غداً وزيرة الهجرة: أبناء مصر في الخارج يعدون ثروة قومية كبرى «مدبولي» يوجه وزيري المالية والتجارة بالاجتماع مع المُصدرين للتوافق حول مقترحات لزيادة الصادرات السفارة الصينية في مصر تنظم فعالية بعنوان «شهر الخيرات» فحص 795 ألف مواطن ضمن المبادرات الرئاسية لتحسين الصحة العامة للمواطنين خلال رمضان وزيرة البيئة تلتقي نقيب الصحفيين لبحث سبل التعاون في دعم الصحافة البيئية في مصر
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي

حدث في مثل هذا اليوم

نيفين عباس
نيفين عباس

فى مثل هذا اليوم تاريخ من أهم التواريخ التى ترسخت فى ذاكرتى للأبد، فهو تاريخ يوم فاصل فى حياتى كنت أقف فيه على أعتاب الموت، وأنا لا أعلم هل تنتظرنى الحياة بالخارج أم ستتركنى للموت وتمضى، تماماً فى تلك اللحظات كنت أُحمل على السرير الأبيض فى طريقى لغرفة العمليات لأواجه مصيرا لا أعلمه، فى ذلك اليوم لم أكن كغيرى من الناس فقد كنت فى عالم آخر لا يعلم عنه الكثيرون، عالم المتعبين الذين يتألمون بصمت انتزع كل جميل بداخلهم.

لا يمكن إنكار أنها كانت رحلة شاقة محملة بالأوجاع والألم، لكننى وللحظة وجدت فيها الراحة بعد تخديرى وغيابى عن الوعى، لقد أغمضت عينى وأنا أستودع الله نفسى وعائلتى وأصدقائى دون أن أعلم هل سيمهلنى القدر أن ألتقيهم من جديد أم سأذهب لوجهتى الأخيرة لأقابل والدى الحبيب رحمه الله.

والآن، بعد مرور عام كامل، وبعد رحلة طويلة محملة بالأوجاع ما زلت أتعافى، أتعافى من ألمى الداخلى، لقد وجدت للحظة أن كل الآلام التى واجهتها فى حياتى كانت أهون بكثير من ألم أن تشعر بالوحدة وأنت محاط بالناس، أن لا تجد مكاناً تذهب إليه عندما تريد أن يكون لك مكان، أن لا تجد من يستمع لحديثك دون أن تتحدث، كثير من الوجوه حولك لكنك لا تتعرف على ملامح أى أحد منهم بشكل دقيق يسمح لك بأن تتذكر ملامحه للأبد بداخلك.

حتى ذلك الاستثنائى الذى ظننت أنه سيكمل معك الطريق، سريعاً ما تبخر من أمامك وكأنه خلق ليوقظ جروحاً قديمة قد طويتها بين صفحات النسيان، ثم مضى مستكملاً طريقه الذى لا مكان لك معه فيه دون أى إحساس بالذنب تجاهك.

بعد رحلة البحث الطويلة عن حق الإنسان فى البوح، وجدت أن فى الصمت راحة، أن لا يحق لأى إنسان أن يتحدث عن الألم دون أن يجرب مرارة أن يصل بسبب الآخرين إلى مشارط الجراحين ويجرب الألم النفسى والجسدى فى آن واحد معاً، إنها الرحلة الحقيقية إلى حافة الموت التى تجعلك تعيد ترتيب الحسابات ومكانة الأشخاص فى حياتك، تنظر لنفسك أمام المرآة دون أن تعرف إجابة السؤال الدائم.. إلى متى؟؟ هل يستحق الأمر العناء؟؟ ما الذى حل بى؟؟ أين ستكون وجهتى؟؟ أين نفسى القديمة؟؟

أنا لا أعلم ما الذى ينتظرنى فى المستقبل، لكننى أعلم نفسى جيداً، إننى شخص أكثر قوة عن السابق، لكن وبكل أسف تلك القوة اكتسبتها بعد رحلة طويلة من التوديع.. توديع أحلام، آمال، طموحات، وحتى أشخاص.

لا أدعو للوحدة، لكننى أفضل البقاء منعزلة وحيدة على أن أعيش بين أناس لا أنتمى إليهم، فالعيش يوماً واحداً أو حتى ساعة مع شخص يفهمنا ويجعلنا سعداء، أفضل بكثير من أن نمضى سنوات إلى جوار أشخاص لا نعرف من نحن بجانبهم أو نظل نفتش عن السعادة معهم ولا نجدها، كل الأشياء ناقصة، باهتة، لا معنى أو إحساس لها.. لكننى على يقين بأن يوماً ما سأصل لوجهتى الذى أفتش عنها لسنوات طويلة، حتى وإن أتعبتنى الرحلة لكننى يوماً سأصل.