رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

الوجوه القديمة تعيق حل الأزمة الليبية

سادت حالة من التشاؤم على الأزمة الليبية بعدما كانت قريبة من الحل، وتوقعات بعدم وصول لقاءات جنيف والمغرب إلى أى مخرجات هامة بالنظر لحجم العراقيل والخلافات بين الأطراف المتنازعة فى ليبيا، ووجود محاولات لإعادة تدوير نفس الوجوه التى تتصدر المشهد السياسى بمناصب جديدة.

فيما أكدت مصادر مطلعة، أن رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق غير الشرعية فايز السراج يعتزم الاستقالة من منصبه، كما أشارت المصادر إلى أن السراج سيبقى فى منصبه حتى إجراء المفاوضات فى جنيف الشهر المقبل.

ومن جانبه قال على التكبالى، عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب الليبى أن هناك "إخلاصا من رئيس البرلمان، عقيلة صالح، لإنجاح المفاوضات، إلا أنه يغفل، أن الانبهار بالجلوس مع جماعة الإخوان هو مضيعة للوقت، حيث ما تريده هذه الجماعة ليس ما يتحاورون عليه".

وأضاف التكبالى لـ"الزمان" أن حوار المغرب مثل سابقيه إلى زوال، مشيرا إلى أن الغرب يرفض استقرار البلاد.

ولفت إلى أن النتائج التى توصل إليها الطرفان خلال مشاورات بوزنيقة المغربية لا تعبر عن رأى الشعب الليبى، مشيراً إلى أن ما حدث تقاسم للمناصب لمحاصصة جهوية وقبلية.

وأكد التكبالى، أن السراج يحاول المناورة بالاستقالة ولكنه لن يقدمها، مشيرا إلى أن المشكلة الليبية كما قلنا دائماً هى مشكلة أمنية فلو لم تصلح من الأمن لن تستطيع أن تفعل شيئا، كيف تستطيع أن تجلس وتبعد الجيش وأنت محتل من قبل الأتراك والمرتزقة، هناك 20 ألف مرتزق من سوريا فقط وهناك تنظيم داعش الإرهابى وهناك بوكو حرام كل أنواع الأجانب فى ليبيا.

وشدد عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب الليبى، على أن الشعب لن يرضى بهذه الوجوه التى سوف تذهب إلى جنيف، ولم يختارها الشعب ولا البرلمان ولا أى شخص آخر يمد إلى ليبيا بصلة والجميع يهمه مصلحته فقط.

وأكد أن اتفاق جنيف سيأتى بالفاسدين والطامعين والسارقين لاستمرار الأزمة الليبية على خطى العراق، مشيرا إلى أن البعثة الأممية تعمل على إفساد كافة الحياة فى البلاد.

ولفت إلى أن وصول وفد من أعضاء طرابلس والوفاق إلى القاهرة فى هذا الوقت بالتحديد بناء على توجيه من قبل الأتراك والغرض منه محاولة إفشال جهود لقاء المغرب ومحاولة إقناع مصر بدعم ما جاء فى بيان السراج بشأن وقف إطلاق النار والدفع فى اتجاه الانتخابات فى مارس المقبل"، مؤكدا أن الجميع يعمل على إفشال مبادرة القاهرة وهى الوحيدة لحل الأزمة الليبية.

وفى ذات السياق قال عضو مجلس النواب الدكتور سمير غطاس، إن اجتماعات أبوزنيقه بالمغرب بين ممثلى رئيس البرلمان الليبى عقيلة صالح، وممثلى المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق غير الشرعية، قد غيرت الوضع الاستراتيجى على أرض الواقع.

أوضح غطاس لـ"الزمان" أن الجانبين اتفقا على 75% من نقاط الخلاف الخاصة بتوحيد البنك المركزى الليبى، والذى استقر الطرفان على أن يكون بالعاصمة طرابلس، كما اتفقوا على عودة ضخ البترول، ووضع هيئة الرقابة الإدارية.

أشار غطاس إلى أنه فى حالة تقديم فايز السراج رئيس حكومة الوفاق باستقالته سيكون نظرا لإصابته بمرض السرطان، مما يجعله غير قادر على استمرار ممارسة عمله، مؤكدا احتمالية انسحابه الكامل من المشهد السياسى، بسبب ظروفه الصحية.

وأكد الخبير السياسى توقف خيار الحرب بين الطرفين سواء المشير خليفة حفتر أو الغرب عبر حكومة الوفاق، لافتا إلى تصريحات مستشار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بأن الجيش المصرى جيش وطنى وإعلانه عن رغبته زيارة مصر فى القريب، يؤكد وجود ضغط من جانب الولايات المتحدة الأمريكية على كل من مصر وتركيا بوقف الحرب فى خليج سيرت.

وتوقع عضو مجلس النواب تراجع دور المشير خليفة حفتر، بعد توقف صوت المدافع، ووجود رغبة دولية بعودة مؤسسات الدولة الليبية وتوحيدها تحت قيادة متفق عليها بين الطرفين، مشيرا إلى زيادة عدد المفاوضين بأبوزنيقه إلى 150 فردا من كل طرف.

من جانبها أوضحت رانيا عبدالحميد عنانى باحثة دكتوراه فى القانون الدولى أن جلوس طرفى الأزمة على مائدة واحدة، بداية لمؤشر جيد جدا، هو أن استيعاب الأطراف الليبية لخطورة الأزمة وما يمكن أن يحيق بها إذا لم يتم تسوية الأمر بينهم متوقعة أن تتم التسوية بينهم هذا على صعيد الداخلى.

ولفتت عنانى فى تصريحات خاصة لـ"الزمان" إلى أن التدخل المصرى واشتراكه كطرف أساسى فى المعادلة، بعث برسالة واضحة لتركيا فيما يطلق عليه "التدخل الإيجابى الهادئ"وإن ما قامت به مصر من قبل قد أتى بثمار جيدة على المستوى الداخلى لليبيا وربما يؤثر ذلك ويشكل بدوره ضغطا على الميليشيات المسلحة التى بدأت قوتها تتهاوى، لتبدأ مؤسسات الدولة فى ممارسة مهام عملها.