رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

أزمات أسرية بسبب راتب الزوجة المصرية

أزمات عديدة شهدتها الأسر المصرية عقب زيادة الخلافات الزوجية التى باتت تقع بين الزوجين بشأن راتب الزوجة إذا كانت تعمل، ومن الأساسى أن الزوج هو المكلف بالنفقة على زوجته وأطفاله، لكن هنالك عددًا من الزوجات من يعملن، فمنهن من تتخذ تلك الوظيفة لمساعدة زوجها وتحسين الظروف المعيشية، وهناك نوع من الزوجات من تتخذها لتلبية احتياجاتها الشخصية وليس لمساعدة زوجها فى أمور ومتعلقات الحياة، وهنا ينشأ الخلاف، حيث أشارت دراسة إلى أن 49% من الخلافات الزوجية تنتهى بالطلاق فى مصر، بسبب الخلاف بشأن راتب الزوجة.

وجدل واسع أثار مواقع التواصل الاجتماعى وتساؤلات عديدة لدار الإفتاء المصرية عن مصير الرجل الذى يفرض على زوجته دفع راتبها فتوكد حنان على أن زوجها عاشق للمال: "تزوجت من شاب ميسور الحال، بادلته مشاعر الحب الذى كنت أراه منه، فكان لا يتحدث معى نهائيًا فى الأمور المادية، وكان دائما ما يظهر أنه غير مهتم بها وأن هذه الأمور لا تعنيه، إضافة إلى أخلاقه، لكن الصدمة جاءت باكرة، فعقب مرور عام من الزواج ذهب الحب فعقب أن بدأت ضغوط الحياة والظروف المعيشية التى تواجه الأسر، ظهرت جميع عيوبه، وأهمها، وعلى رأسها أنه بدأ يطالبنى بنصف راتبى من العمل لأجل الإنفاق على البيت، ووافقت على إنفاق نصف الراتب على البيت وذلك لأننى امرأة عصرية، وتجاوزت هذه المشكلة، وبمرور الوقت طالبنى أن يأخذ الراتب كله، بنفس الُحجة الأولى وهى الإنفاق على البيت، لكنى لم أتقبل هذا المطلب الغريب، كان ذلك صدمة له، فى بداية الأمر كنت أعتقد أن هذا الأمر من باب المداعبة ولكن وضع راتبى أمام الطلاق، وبالفعل عندما رفضت قام بطردى من المنزل وأرسل ورقة الطلاق".

بينما تروى ميادة محمود بكل حزن والذى كانت تعمل مهندسة وللأسف وافقت منذ بداية زواجها على التكفل بمصروفات منزلها وإلا كان الطلاق مصيرها، قامت بالتضحية من أجل أطفالها وتركت راتبها بأكمله لزوجها، حيث إنها لو كانت رفضت طلب زوجها، لكان مصيرها الضرب أو الطلاق، وفجأة أصيبت بمرض خطير وذهبت للطبيب فقرر إجراء عملية جراحية عاجلة لها، لكن الزوج رفض دفع مصاريف العملية، ما تسبب فى بتر قدمها، ومن تلك الواقعة كانت صدمة كبيرة بالنسبة لها فلم تبخل عليه بمرتبها كاملًا، حيث إنها لو كانت تملك مصاريفها فى يدها لما احتاجت إليه، لكنه كان ينفق أموالها أولا بأول، وعندما احتاجت للمصاريف تركها، وتألمت وأصيبت بحالة اكتئاب، وأصبحت غير قادرة على العيش أو رؤية زوجها، فتركت زوجها المنزل وأقامت دعوى طلاق فى محكمة الأسرة بالجيزة، وتمكنت من الحصول على حريتها.

ولم نقف أمام وقائع الزوجات الذين وقعوا ضحايا أزواجهن ولكن كان للأزواج رأى أخر.

يؤكد على قطب أنه تزوج منذ 3 أعوام وزوجته تعمل، وقام بالزواج عن قصة حب كبيرة، ومع وجود أطفال وزيادة الظروف المعيشية طلبت من زوجتى مساعدتها بجزء من راتبها بالمنزل، وكان ذلك نظير أن تذهب إلى عملها، فإن عملها يقتصر جزء من وقتها بالمنزل ولا بد وأن تقوم بدفع جزء من راتبها كى تحصل على الوقت الذى تريده وحدث مشاكل عديدة بسبب هذا الأمر ولكنها وافقت لتحسين ظروف المعيشة والحفاظ على الأسرة، وباتت تفعل ذلك بدون إجبار بل كى تحسن من مستوى معيشة أطفالنا ولم نرَ أزمة فى هذا الأمر، ولكن هناك رجال تجبر الزوجات على التنازل عن راتبها بالكامل نظير وقتها لعملها أو يصل الأمر إلى الطلاق حتى تتنازل عن راتبها، فبات راتب الزوجة هو أساس أزمات الأسر المصرية.

وفى هذا السياق صرح الدكتور عادل المراغى أحد علماء الأزهر الشريف، أن ما تتقاضاه الزوجة من راتب شهرى هو حق لها، ولها حق التملك والتصرف فيه فى أوجه الحلال كتجارة وغيرها، ولها أن تنفق منه على أهلها، وليس من حق الزوج أن يتسلط على مالها أو يأخذه منها إلا بطيب نفس منها، ولكن من حق الزوج أن يمنع زوجته من العمل، ولا يجوز لها أن تخرج للعمل ولا لغيره دون إذنه، إلا إذا كان معسرا أو امتنع عن النفقة عليها، فإنها حينئذ يجوز لها الخروج للعمل بدون إذنه، وينبغى على الزوجين أن تكون حياتهما مبنية على التسامح وعدم التدقيق فى طلب الحقوق والواجبات، فإن هذا قد يزرع العداوة بينهما، وعلى كل منهما أن يقوم بما عليه تجاه الآخر من تلقاء نفسه.

وأضاف عادل المراغى، ينبغى أن نعلم أن عمل المرأة أمر مباح، ما لم يفض ذلك إلى أمر محرم كالاختلاط والتبرج ونحو ذلك، وقرارها فى بيتها خير لها.