تحذيرات دينية من خطورة السوشيال ميديا

باتت مهنة اليوتيوبر عمل ما ليس له مهنة، وأصبح العاملون بها يفعلون أى شىء على حساب منظومة الأخلاق كى يحصلون على كمية طائلة من الثروة، ولكن أصبحت هذه المهنة تهدد المجتمع بأكمله، وباتت ناقوس خطر يدق أبواب جميع المنازل المصرية بمختلف الطبقات.
وأكد الدكتور هاشم الحديدى مدير مركز الفتوى الإلكترونية بالأزهر أن مهنة كسب اللايكات عبر مواقع التواصل الاجتماعى استطاعت القضاء على مقولة العمل عبادة وأصبحت مرضا يهدد قيم المجتمع واستقراره، ولأن دعوة الإسلام هى دعوة إلى الرحمة والفضائل وإتمام مكارم الأخلاق والصفات، حيث قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
وتابع: "لمواقع التواصل الاجتماعى استخدامات إيجابية كثيرة على مستوى التقارب الاجتماعى، والتطور الذاتى، والترقى المهنى والعلمى والثقافى ويباح استخدام مواقع التواصل الاجتماعى إن خلا الاستخدام من ارتكاب المحرمات، وتضييع الأوقات، ولم يشغل عن أداء واجب شرعى، وإذا لم يراع المرء استخدام مواقع التواصل الاجتماعى وفقا للضوابط السابقة، كان فيه من الحرام والإثم بقدر ما فيه من الشر، والمفاسد، وما أُهدر من الضوابط من السلوكيات المحرمة شرعًا، والمنافية لقيم الفضيلة والمروءة على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى يفعلها أصحابها طلبًا لـ"اللايكات والتفاعلات"، ودخول قائمة الأكثر مشاهدة التريند والذى سوف يكون فى سياق التريند ويعتبر تنمرا وسخرية وتنابز بالألقاب فى منشورات مكتوبة أو فيديوهات مصورة وإهانة الناس والتطاول عليهم والنيل منهم بقول أو فعل، فكل هذا يعتبر كارثة فى حق الأخلاق ولكسب أكبر عدد من اللايكات".
واستكمل الدكتور على عابد عضو مركز الفتوى الإلكترونية أن مواقع التواصل الاجتماعى باتت تشكل أزمة كبيرة لدينا بالفتوى فأصبحنا نتعرض لكثير من الكوارث الأخلاقية والانهيار الأخلاقى وبات حيل الضعفاء والأطفال لجلب المال وبات العامل الأساسى لكسب اللايكات هو التعرى وإظهار العورات التى حقها الستر؛ السباب، والبذاءة، والتلفظ بالألفاظ الخارجة والمشينة وانتشر أيضاً فعل حركات، وإيحاءات، وأفعال منافية للآداب العامَة، والتقاليد، ومحاسن الأخلاق ونشر الإشاعات، والتَّرويج للأفكار المتطرفة والتجسس، وتتبع عورات النَاس، وتصوير خصوصياتهم، ونشرها.
وأضاف عضو مركز الفتوى الإلكترونية أنه على الأسرة واجب متابعة الأبناء، وتقويمهم، وغرس قيم: الرحمة، والفضيلة، والمروءة، والاحترام فيهم، وتحذيرهم، ومنعهم عن كل ما يشوه تدينهم، وأخلاقهم، وإنسانيتهم.
تعليم النشء والشّباب مراقبة خالقهم سُبحانه، وأنه ناظرهم، ومطّلع على حركاتهم وسكناتهم، فى جهرهم، ومطلع على أجهزتهم الذَّكية فى خلواتهم؛ قال الله سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أن اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ أن اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. [المجادلة: 7].
وأضاف أنه من حق سلطات الدولة شرعًا أن تحمى مواطنيها من انتهاك حقوقهم، وإيذائهم، وابتزازهم حسيًا أو معنويا، فى الواقع الحقيقى أو الافتراضى، وأن تُغلّظ العقوبة على المسىء، حتى ينتشر بساط الأمن والأمان فى المجتمع.