رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

نجاح برلمانى وفشل سياسى لاختيار مجلس رئاسى فى ليبيا

تتواصل المبادرات العربية والدولية لحل الأزمة الليبية، حيث اجتمع أعضاء مجلس النواب الليبيين بمدينة طنجة المغربية لتوحيد صفوف المجلس واستكمال مهامه السياسية حتى الوصول للانتخابات نهاية العام المقبل، مع وجود شبه اتفاق على عقد الجلسة التالية للبرلمان كامل وموحد بمدينة غدامس الليبية.

ومن جانب آخر، فشل أعضاء الحوار السياسى فى استكمال الملتقى الثانى والتصويت على آلية الترشح لشغل منصب رئيس المجلس الرئاسى الجديد ورئيس مجلس الوزراء ونائب الرئيس.

واقترح الحاضرون تحديد موعد اللقاء المباشر لاختيار المرشحين حيث يقدم كل مترشح مسوغات الترشح، ويحدد له فترة زمنية لعرض رؤيته أمام الملتقى وذلك التصويت لاختيار الحائزين على ثقة الملتقى لتولى المناصب الرئيسية فى البلاد.

وفى سياق أخرى، يسعى رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح البحث عن إيقاف التدخلات التركية وإيجاد المساندة لحل الأزمة الليبية خلال زيارته لروسيا والتى بدأت الثلاثاء.

وأكد مجلس النواب الروسى "الدوما" على دعمه للبرلمان الليبى المنتخب مبديا استعداده لتقديم المساعدة فى المستوى البرلمانى فى تطبيع الوضع فى البلاد بعد انتهاء الصراع.

يأتى ذلك بعد فشل الملتقى الذى عقد فى تونس من 9 إلى 16 نوفمبر الجارى فى التوصل إلى توافق حول تشكيل مجلس رئاسى برئاسة ممثل عن شرق ليبيا ونائبين من الجنوب والغرب ورئاسة حكومة انتقالية برئاسة مرشح من الغرب ونائبين عن الشرق والجنوب.

ومن جانبه أفاد الدكتور جمال شقرة رئيس لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، بأن النظام العالمى لا يرغب فى حل المشكلة، لافتا إلى أن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذى أطلقه برنارد لويس قبل تسعة وعشرون عاما، وأقره الكونجرس الأمريكى لا زال قيد التنفيذ.

أوضح شقرة أن الصراع بين القوى الإقليمية ساعد القوى الدولية على تمزيق المنطقة، حيث يسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى استعادة الخلافة العثمانية، وتسعى إيران إلى سيطرة الهلال الشيعى على منطقة الخليج العربى، حيث أصبحت بالفعل تسيطر سياسيا على اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

لفت الخبير الاستراتيجى إلى استمرار إسرائيل فى تنفيذ خطتها التى أعلنتها منذ إنشائها، وهى قيام إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، والتى تسعى لتدمير الوطن العربى للوصول لأهدافها المشئومة، والتى تتفق فى حقيقتها مع أطماع العالم الخارجى فى المنطقة.

أما رانيا عبدالحميد عنانى باحثة الدكتوراه فى القانون الدولى فتعتقد أن مجلس النواب الليبى هو الجهة التشريعية الرسمية الوحيدة الآن فى ليبيا وعليه يقع عبء جمع شتات الأمور خاصة تلك الانقسامات داخل المجلس نفسه كذلك اعتباره جهة تشريعية رسمية قد يجعل منه محلا لثقة الشعب الليبى حتى لو كان هناك خلافات داخلية وهذا قد يجعل الشعب مواليا إلى حد ما للمجلس عند اختيار رئيسا لليبيا.

ومن جانبه أكد عبدالقادر حويلى، عضو مشارك بالحوار السياسى الليبى الافتراضى، أن الاجتماع الثانى لأعضاء الحوار السياسى برعاية الأمم المتحدة، انتهت بالفشل.

وأوضح فى تصريحات خاصة أن الجولة الثانية لم تسفر عن أى شىء جديد، مما تم التناقش حوله، من آليات اختيار المجلس الرئاسى والحكومة الجديدة. مشيرا إلى أن البعثة رفضت تحديد موعد جديد لعقد جلسة افتراضية أخرى.

وتابع أن أعضاء ملتقى الحوار السياسى رفضوا آلية التصويت عبر برامج الاتصال المرئى، مؤكداً أن بعض الأعضاء الموجودين فى ليبيا عانوا بسبب ردائة الاتصال هناك، ولم يستطيعوا المشاركة بإيجابية فى جلسات الحوار.

وشدد حويلى على أن أعضاء الملتقى طالبوا بتحديد جلسة مباشرة لمناقشة آليات اختيار السلطة التنفيذية، والتصويت على الآليات المقترحة من البعثة الأممية، بعد فقدان العديد من الأعضاء الثقة بملتقى الحوار السياسى.