رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«المياه المقلية» تحدٍ جديد على مواقع التواصل الاجتماعى

قال القدماء من يلعب بالنيران ستحرقه يوما ما، ومع تقدم وسائل التكنولوجيا وازدياد عدد الرواد على مواقع التواصل الاجتماعى تظهر العديد من التحديات والتجارب بين أفراد المجتمع وتتنوع من بين كثرة المعرفة أو الجرأة ومدى الشجاعة، وقد ظهر مؤخرا تحد غريب تحت عنوان "المياه المقلية".

وقد أثار هذا التحدى العديد من الأشخاص الذين حاولوا القيام به حيث يأتون بالمياه الثقيلة المضاف إليها بعض المواد الكيميائية فتؤدى إلى تماسكها ومن ثم يضعون فوقها الدقيق ويلقونها بالزيت حتى يقوموا بتجربة فريدة من نوعها تحت مسمى "طهى المياه" كما لم تعرفه من قبل.

وقد أسفرت هذه التجارب عن بعض الخسائر التى قد تسببت فى إحداث بعض الحرائق واشتعال النيران، وفى هذا الصدد يقول الدكتور على عبدالنبى نائب رئيس هيئة الطاقة النووية السابق، إن المياه الثقيلة تكون منتجا ثانويا يدخل فى بعض الصناعات مثل صناعة الأسمدة، مثل مصنع كيما للأسمدة يصنع مياه ثقيلة، وإذا كان استخدام تلك المياه كثيرا كأن يكون هناك محطات نووية، تنشئ مصنعا خاصا لها أو يتم استيرادها من الخارج، ونحن فى هيئة الطاقة النووية مع مصنع كيما للحصول عليها لنستخدمها فى الهيئة.

وأضاف "عبدالنبى" فى تصريح خاص لـ«الزمان» أنه لا يمكن تصنيعها فى البيت لأنها تحتاج خصائص معينة، ولا يفرق شكلها عن شكل المياه العادية ولكن الاختلاف يكمن فى الخصائص فقط، مشيرا إلى أنها تتكون من ذرة أكسجين وذرتين هيدروجين، أما المياه الثقيلة تكون بنفس الخصائص مع اختلاف ذرة الهيدروجين.

وأوضح نائب رئيس هيئة الطاقة النووية السابق، أنه فى المياه العادية تتكون من هيدروجين به إلكترون وبروتون، أما فى المياه الثقيلة لا تحتوى على النظير العادى للهيدروجين الذى يُسمّى "البروتيوم"، حيث يوجد ما يسمى بنظير نّما تحتوى على واحد من نظائر ذرة الهيدروجين الذى يُعرف بـ"الديوتيريوم"، لكن لا يوجد فرق فى الشكل والطعم فلا يستطيع أحد أن يميزها بسهولة.

وبشأن العثور عليها فقد أكد أنها تتم فى مصانع مثل مصانع الأسمدة أو بعض المصانع الكيميائية التى يمكنها تغيير خصائصها، وقد تنشأ بظروف العوامل الطبيعية كظواهر البرق والرعد مع المطر فى البحار أو المحيطات، ولكن فى التربة تتلاشى ولا يكون لها أثر، وأما ما نشاهده على السوشيال ميديا من مياه لزجة أو متماسكة يمكن مسكها باليد، فهم يضيفون عليها موادا تساعد فى تماسكها.

وحذر الدكتور على عبدالنبى، من التلاعب بالمواد الكيميائية التى قد تسبب خطرا صحيا وجسيما للإنسان، خاصة أن مزج بعض الكيماويات تنتج سوائل وغازات سامة، وبشأن المياه الثقيلة فهى تستخدم للصناعات فقط ولا يجب ملامستها للعين أو الفم أو البشرة لما تُسبّبه من أضرار نتيجة تفاعل ذرات الديوتيريوم فى العمليات الكيميائيّة الحيويّة داخل خلايا الجسم، فقد تسبب فى الشعور بالدوار لأنَّ كثافتها أعلى من كثافة المياه العاديّة، ممّا يُؤثّر على السائل الموجود فى الأذن الداخلية والمسئول عن المحافظة على توازن الجسم، فقد تؤدّى إلى العُقم أو الموت، لأن المياه الثقيلة يُمكن أن يزداد نمو البكتيريا فوقها، وبالتالى هذا به خطر على حياة البشر.

جدير بالذكر أن استخدامات المياه الثقيلة فى مجال المفاعلات النووية، تكون فى إبطاء سرعة النيوترونات بمفاعلات الانشطار النووى ضمن عملية تُعرف بتهدئة النيوترونات، وذلك لضمان حدوث تفاعل تسلسلى انشطارى فعّال، إلى جانب ذلك تُمثّل أحد الوسيطين اللذين يُمكن استخدامهما للسماح للمفاعل النووى أن يعمل باستخدام اليورانيوم الطبيعى، وتستخدم أيضا كمُبرّد فى المفاعلات النووية، والتحليل الطيفى بالرنين المغناطيسى النووى لرصد المجالات المغناطيسيّة حول أنوية الذرات، وتُستخدم فى إنتاج التريتيوم الذى يُعد مادة فعالة فى تفاعلات الاندماج النووى.