رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

اللواء نصر سالم: بايدن سيحتفظ بأهداف ترامب لكن الاستراتيجيات والسياسات ستختلف

قائد عسكرى مصرى، كرث حياته من أجل خدمة وطنه وحصل على تكريمات وأوسمة عدة، أبرزها وسام النجمة العسكرية، وسام الجمهورية، نوط التدريب.. إنه اللواء أركان حرب نصر محمد سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالقوات المسلحة، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 وكان قائدا لمجموعة استطلاع خلف خطوط العدو لمدة (180) يوماً، الذى شغل مناصب عدة وكبيرة أهمها "رئيس استطلاع الجيش الثانى الميدانى ورئيس فرع المعلومات بهيئة عمليات القوات المسلحة ورئيس فرع التخطيط والعمليات بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.

حاورت اللواء أركان حرب نصر محمد سالم "الزمان" فى العديد من القضايا التى تهم الرأى العام، مثل أوجه الاستفادة من التدريبات العسكرية المشتركة سياسيا وعسكريا.

كما تطرق حول إعادة العلاقات بين السعودية وقطر بتدخلات أمريكية كويتية، وحلل آخر التطورات فى الشأن الإيرانى، وهل سياسة بايدن ستختلف عن سياسة ترامب وأثرها على مصر وغيرها من الموضوعات.

وإلى نص الحوار..

بداية.. ما رأيك فى التدريب المشترك "ميدوزا ١٠" الذى يضم مصر واليونان وقبرص؟

التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الشركاء الأجانب والعرب، تعطى ثلاث رسائل لمن يعنيه هذا الأمر، وهذه التدريبات تعنى بالدرجة الأولى المواطن المصرى والعربى خاصة فى دول المتوسط.

الرسالة الأولى بمثابة رسالة طمأنينة للمواطن على مصالحه بأمان، لأنها تحميها قدرة القوات المسلحة المصرية، ولا تستطيع أى قوة معادية المساس بمصالح وأمن الشعب المصرى.

والرسالة الثانية موجهة إلى من يفكر فى تهديد مصالح دول البحر الأبيض المتوسط من الطامعين، الذين يعتدون على حقوق دول أخرى، وأنهم لا يهاجمون دولة بمفردها بل يواجهون تكتل المتوسط، وجميعهم سيتصدون لأى تهديد يواجه أى دولة، وأن من أهم التهديدات التى تواجه دول المتوسط هى الإرهاب والطمع فى ثرواتها.

أما الرسالة الثالثة هى للمجتمع الدولى بأجمعه، والتى تعنى أن كل الدول المشتركة بهذا التدريب تتحدث لغة واحدة وتقوم بالتدريب معًا فى مسرح عمليات واحد فى ظل هذه الأجواء العالمية المتوترة، وعلى المجتمع الدولى اتخاذ إجراءات ومسئوليات فى الحفاظ على الأمن والسلم الدولى وعلى منطقة البحر المتوسط لأنها إذا اشتعلت فإن السلم والأمن الدولى سيتأثر سالبًا.

وأخيرا هذا التدريب مختلف عن التدريبات الأخرى فيما يتعلق باختلاف كثير من الدول المشتركة وأن ذلك يؤكد الرسائل التى كنت أتحدث عنها، لأنه من الناحية التدريبية فهناك دول من حلف الناتو مثل فرنسا واليونان وقبرص، لها عقيدة وفكر عسكرى، بالإضافة إلى أن مصر أيضا تجمع بين العقيدة العربية والعقيدة الغربية، وأن هناك قدرات مختلفة وعقائد مختلفة، وبالتالى يتبادلون هذه الخبرات ويشكلون إضافة جديدة لبعضهم البعض لكى نستطيع أن نعمل معًا ضد أى عدو ونقضى عليه.

بشأن المشروع التكتيكى "بدر ٦" الذى قامت به القوات الغربية.. هل هذا يعد استعدادا من الجيش لصد قوات أردوغان بليبيا؟

فى الواقع قواتنا المسلحة مستعدة منذ أن أعلن الرئيس السيسى من المنطقة العسكرية الغربية تخطى سرت والجفرة فى ليبيا "خطا أحمر" بالنسبة لمصر، ومن المؤكد أن قواتنا المسلحة سواء فى المنطقة الغربية أو القوات الجوية أو البحرية مستعدة للتدخل فورا إذا ما تم عبور هذا الخط من أى قوات كانت، ومن الطبيعى أن هذه القوات تتدرب باستمرار سواء بدر 6 أو خلافه وهذه التدريبات هى إظهار قوتنا وهذا فكر فى الردع الاستراتيجى أن تصل الرسالة الواضحة لكل من تسول له نفسه فى التفكير فى تهديد مصالحنا.

- ما رأيك فى إعادة الروح فى العلاقات بين السعودية وقطر بتدخلات أمريكية؟

الولايات المتحدة تتبنى المصالحة الخليجية بين السعودية وقطر ليس حباً فى قطر إنما كرهاً فى إيران وهو نوع من الضغط عليها، ولا تزال هذه الوساطة الكويتية الأمريكية بعيدة المنال بسبب بقاء بعض القضايا العالقة، بما فيها علاقات الدوحة مع طهران، ومن المؤكد هذه المبادرة قد تتعثر إذا لم تتمكن دول أخرى، وهى البحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر، من الاتفاق على كيفية حل النزاع مع قطر، وعلى قطر أن تنهى وتوقف ما تقوم به من تمويل الجماعات الإرهابية وتمويل القنوات الإخوانية الإرهابية المأجورة لمهاجمة دولنا ولا يوجد بيننا وبين الشعب القطرى أى غضاضة.

-ما توقعاتك للوجود التركى فى ليبيا وزيادة أعداد المسلحين؟ وهل تتوقع وصول ليبيا إلى تنظيم الانتخابات على الرغم من الانقسام؟

بالنسبة لما يخص تركيا فى المشكلة الليبية أنها تبقى على الاتفاقيات التى قامت بإمضائها مع السراج، سواء كانت فى اتفاقيات خاصة بترسيم الحدود والاتفاقيات الأمنية وما يهمها أكثر هو اتفاقيات ترسيم الحدود لأنها تعطيها الحق فى البحث فى ثروات دول أخرى مثل اليونان وقبرص وبالتالى تركيا تضغط بكل ما أوتيت لكى يكون لحكومة السراج تواجد بأى حكومة توافقية قادمة أو أى نظام سينتخب فى ليبيا لكى يبقى على المعاهدات والاتفاقيات الممضية معهم، وبالطبع لن تقدر تركيا على الوصول إلى خط سرت والجفرة.

ولو أن الليبيين اتفقوا على توحيد كلمتهم ووصلوا إلى حل يرضى جميع الأطراف طبقا لمحددات الأمم المتحدة أعتقد هنا أن دور تركيا سيتضاءل وينتهى حتما.

وعن وصول ليبيا لتنظيم انتخابات أعتقد أن بهذا الوضع لا يمكنهم عمل أى انتخابات مع العلم أن تركيا أخدت الضوء الأخضر من ترامب بالعبث فى شؤون ليبيا الداخلية وللعلم من فرنسا لأمريكا لفرنسا لكل أوروبا يهمهم أن تفتت ليبيا ولا يريدون رجوع ليبيا لدولة مستقلة ذات سيادة وهذا هو مرادهم منها وقد كانوا يريدون أن يحدث ذلك فى مصر مثل ما حدث فى سوريا واليمن والعراق.

مع سوء حالة خامنئى.. ما توقعاتك لسير السلطة الإيرانية من بعده فى حالة وفاته؟

فى البداية يجب أن نوضح أن خامنئى ومن قبله ومن سيأتى بعده أنهم قادمون وعيونهم وقلوبهم على الإسلام ولكن الإسلام هو مجرد "عمامة" فوق رؤوسهم فقط لكى يحققوا الحلم " الفارسى" على حساب أى دولة عربية أو قوميات أخرى وهم يتباهوا بذلك، فأى ما كان سيأتى من بعد خامنئى سيرتدى هذه العمامة وينتهج نهجهم وللعلم كل هؤلاء مجرد صور ويوجد من يدير إيران ويخطط لها ليصلوا إلى مبتغاهم وهو الحلم "الفارس".

وعن وفاته لن تؤثر فى شىء فقد مات الخمينى وجاء من بعده ومات وجاء من بعده ولم يحدث أى تغيير ولو حدث تغير سيكون فى الموقف السياسى أو الموقف العالمى أو الموقف العسكرى وهذا لن يحدث.

ماذا عن تغريدة وزير خارجية إيران: "مستعدون للحوار مع جيراننا بشأن المنطقة وليس مع الغرب"؟

هذا الكلام متكرر وسيتكرر فهم يحاولون فك التحالف الغربى مع دول الخليج لكى يتفرغوا لكل دولة منفردة.

وتكررت تلك الدعوات منذ عهد الرئيس الإيرانى الأسبق رفسنجانى، وبعده الرئيس خاتمى. ولإقناع الدول الخليجيَّة عملت إيران على بناء إجراءات الثقة لتسهل تطبيع العلاقات معها، إذ أجرت مشاورات منتظمة مع حكومات دول مجلس التعاون الخليجى.

برأيك ما موقف مصر من اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل التى قامت بها بعض الدول؟

فى الواقع علينا ألا نتدخل فى شؤون دول الأشقاء فهم أعلم بمصالحهم ولكن يجب أن لا تطغى أى علاقة خارجية عن علاقة العرب ببعضهم البعض وعن تماسكنا ووحدتنا وأن لا تعلوا مصلحة فوق مصالح دولنا العربية.

برأيك هل سياسة بايدن ستختلف عن سياسة ترامب؟ وما أثر ذلك على مصر؟

فى رأيى أن الأهداف واحدة لن تتغير ولكن الاستراتيجيات والسياسات قد تختلف من شخص إلى آخر، وفى النهاية الذى سيحكم هذا هو موقف مصر وقدرتها على إدارة سياستها بنفسها من ناحية هل سنقبل أى ضغوط علينا أم لا فمصر لم ولن تقبل أى ضغوط وقد حدث ذلك فى فترة أوباما وضغطوا على مصر من عدة اتجاهات سواء فى الأسلحة أو السياسة والمقاطعة

بينما مصر لها قرارها الوطنى السيادى الذى لا يتأثر بأى ضغوط وبالتالى لا نقبل بأن يملى علينا أحد لا التزام ولا سياسة.

هل مصر تسابق العالم للوصول إلى الاكتفاء الذاتى صناعيا وعسكريا وغذائيا وصحيا؟

نعم بالطبع نتمنى ذلك فهو هدف قومى أمام أعيننا وهذا ما نعمل عليه منذ فترة تولى الرئيس السيسى، فالدولة تحاول أن تقلل من فاتورة الاستيراد بالتصنيع المحلى، أبواب تحقيق الاكتفاء الذاتى فى شتى المجالات، الزراعية والغذائية والصناعية، والعسكرية، وكل ذلك فى النهاية يصب فى مصلحتنا أولا.

أخيرا.. مع تنبؤ الخبراء بموجة ثانية لفيروس كورونا دائما القوات المسلحة لديها خطة لحماية شعبها من خطر هذا المرض.. برأيك كيف ستمر هذه الجائحة؟

الحمد لله رب العالمين.. لا يوجد دليل على ذلك أكثر من مركز مصر على المستوى العالمى والإقليمى فى أقل الخسائر المادية والمعنوية، ومن قبل ظهور فيروس كورونا فالبنية التحتية فى مصر صحيا على أعلى مستوى فقد قضينا على فيروس سى وقضينا على قوائم الحالات الحرجة وعالجناها تماما وقد كانت فى قوائم الانتظار لسنوات قادمة، وتفعيل نظام التأمين وحملة 100 مليون صحة، كل ذلك ساعد فى التصدى لجائحة كورونا بالإضافة للمستشفيات التى أنشأتها الدولة والقوات المسلحة بشكل كبير وبدأت القيادة العامة للقوات المسلحة منذ ظهور فيروس كورونا المستجد فى مصر خطتها لاتباع الإجراءات الوقائية لعدد من المنشآت الحكومية والمرافق الحيوية بالدولة، وحققنا نجاحات لم تحققها دول كبرى والحمد لله رب العالمين.