رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

سلالات كورونا الجديدة تجبر العالم على الإغلاق مرة أخرى

تخوفات كثيرة تنتاب العالم مع نهاية العام، وذلك بعد ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا أشد وأسرع وأشرس فى الانتشار من السلالات الأخرى ظهرت فى بريطانيا، وتحديدا فى جنوب إنجلترا، وهذا ما دفع عددا كبيرا من الدول الأوروبية إلى إغلاق مجالاتها الجوية، وتطبيق الإجراءات الاحترازية بشكل كبير وصارم كما قامت بعض الدول العربية بمنع رحلاتها الجوية إلى لندن خشية وصول هذه السلالة إليها.

وظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا يكون السبب الرئيسى فيها أن الفيروسات تقوم بتحديث وتطوير نفسها من أجل البقاء مدة أطول، وأن ما حدث فى بريطانيا هو أن الفيروس قام بتحديث نفسه وعمل طفرة جينية جديدة ولديه القدرة على أن يكون أكثر مرتين من الطبيعى، حيث إن السلالة الجديدة لها نفس الأعراض الخاصة بكورونا مثل ارتفاع دراجات الحرارة والكحة، وتخشى بريطانيا على المواطنين التى تكون صحتهم ضعيفة وأصحاب الأمراض المزمنة، حيث إنهم سيكونوا ضحايا هذا المرض، وعندما تكون قوة السلالة الجديدة أشرس مرتين فيكون هناك تخوف على هؤلاء المرضى.

وبالنسبة لوجود سلالات جديدة من الفيروسات، فهذا غير جديد، حيث إنه كل فترة تحدث طفرة جينية من الفيروسات القديمة، حيث إن الفيروس الذى ظهر فى الصين كان مختلفا عن الفيروس الذى وصل إلى بريطانيا، حيث إن الفيروس قام بتحديث وتطوير نفسه ودائما ترتبط الطفرات الجينية بزيادات كبيرة فى الأعداد، حيث إنه فى إسبانيا فى فصل الصيف حدثت زيادة كبيرة فى الأعداد وكان ذلك نتيجة طفرة جديدة فى جينات الفيروس، وهذا ما حدث فى إنجلترا، وسببه أن الفيروس أصاب مريض مناعته ضعيفة فقام بتطوير نفسه بسبب بقائه مدة طويلة داخل جسم المريض وخرجت منه هذه السلالة الجديدة والمتطورة التى أصابت عددا كبيرا من المرضى.

من جانبه كشف الدكتور ياسر الشربينى أستاذ المناعة بجامعة نوتنجهام ببريطانيا، أن هناك سلالة جديدة من فيروس كورونا انتشرت فى جنوب بريطانيا وهى سلالة مخيفة أكثر من السلالات الأخرى التى انتشرت فى الماضى، وقد تعرف الأطباء البريطانيين على هذه السلالة عن طريق أخذ 1800 عينة من المرضى الذين جاءت نتائج عيناتهم إيجابية ومع زيادة أعداد الإصابات خلال الفترة الماضية أصر الأطباء على معرفة أسباب هذه الارتفاعات وقد تبين أنها سلالة جديدة من فيروس كورونا.

وأضاف الشربينى وقد تبين أن نسبة 80% من مصابين الكورونا فى جنوب بريطانيا مصابين بالسلالة الجديدة من كورونا ومشكلتها أنها سريعة الانتشار جدا وقامت برفع نسبة الإصابات بشكل سريع وكبير، فبطبيعة الحال تم اتخاذ إجراءات مشددة لغلق لندن بمعنى ألا يدخل أحد أو يخرج أحد وتم منع الزيارات الخاصة الكريسماس.

وأوضح الشربينى أن اللقاح الجديد الذى يتم إعطائه للمرضى فى بريطانيا ينفع لفيروس كورونا وبالتالى ينفع للسلالة الثانية، ولكن هذا سابق لأوانه، حيث إنه سيتم تجربة اللقاح على السلالة الجديدة ونعرف مدى استجابة السلالة لهذا اللقاح، ولا يستطيع أحد أن يعرف مدى تأثير اللقاح على جميع السلالات، وجميع أطباء المناعة فى بريطانيا متخوفون من السلالات الجديدة من فيروس كورونا، وهل سينفع اللقاح لجميع السلالات أم لا، حيث إن الفيروس بدأ فى وجود باب للهروب من لقاح كورونا، حيث أن الفيروسات لا تنتهى وتجدد وتطور نفسها من أجل البقاء وتضمن أن تكون لمدة أطول، والأصح أن نأخذ اللقاح لأنه من المتوقع أن يكون للقاح مناعة ضد الفيروس أو جزء منها متشابه مع فيروس آخر يستطيع من خلالها تكوين اللقاح المناسب، حيث إنه يمكن أن يحصل الشخص على لقاحين من شركات مختلفة سواء اللقاح الروسى أو الصينى أو الأمريكانى.

أما الدكتور محمد عبيد صيدلى كشف لـ"الزمان" أنه لا داع للقلق بالنسبة لظهور السلالات الجديدة الخاصة بفيروس كورونا، حيث إن ما حدث فى العالم كله بسبب السلالات الجديدة يعرفه العلماء جيدا وأن هذه موجة ثانية من فيروس كورونا وستحدث، مشيرا إلى أن الفيروسات عموما يحدث لها تحورات وطفرات طول الوقت وهذا أمر يعرفه أى طبيب درس علم الفيروسات فى طب أو علوم أو وهذا ما يؤدى لظهور سلالات جديدة من الفيروسات طوال الوقت، ولكن أهم أمر أنها رغم تغيرها شكلها وبعض صفاتها لكن تظل محتفظة بالتركيب الأساسى الخاص بها، وهذا ما تعمل عليه اللقاحات، والدليل على ذلك أن التطعيمات التى أخذها ملايين المواطنين حول العالم ضد معظم الأمراض الفيروسية بقيت تعمل فعاليتها طوال العمر فيما عدا بعض الاستثناءات القليلة مثل لقاح الإنفلونزا الموسمية الذى يجب أن يأخذ كل عام بسبب تطور فيروس الإنفلونزا.

وأضاف أن ظهور سلالات جديدة من الكورونا حتى لو كانت أشرس وأقوى فى الانتشار ليس من المفروض أن تغير فى الإجراءات الاحترازية والخاصة بارتداء الكمامات ومنع التجمعات وأن نقوم بزيادة عدد أسرة المستشفيات والرعاية وأجهزة التنفس الصناعى، ونحسن من جودة الخدمة الطبية ونحمى الأطقم الطبية، وأن نسارع فى توفير اللقاحات التى حصلت عليها الدول المتقدمة من أجل إعطائها إلى الفئات الأكثر عرضة لخطورة المرض، وذلك من أجل أن تعود الحياة لطبيعتها مرة أخرى، وبالتالى لا داع للقلق والهلع من السلالات الجديدة لأنها غالبا موجودة فى مصر أو موجود سلالات أخرى لا نعرف عنها شيئا.