رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

السودان يردع الانتهاكات الإثيوبية بالمناطق الحدودية

شهدت الحدود السودانية الإثيوبية مواجهات مسلحة أدت لسقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وقال شهود عيان من منطقة بركة نورين بالفشقة الصغرى الحدودية مع أديس أبابا، إن قوات إثيوبية هاجمت الجيش السودانى، وفرضت سيطرتها بالتقدم داخل الأراضى السودانية لاسترداد عدد من المشاريع الزراعية.

وتشهد العلاقات بين السودان وإثيوبيا توترا متصاعدا منذ أسابيع على خلفية هجمات مسلحة على حدود البلدين تقول الخرطوم إنها نفذت من قبل ميليشيات إثيوبية مدعومة بقوات رسمية على أراض سودانية، فيما تنكر أديس أبابا تلك التهم، قائلة إنها تتابع عن كثب ما حدث بيد إحدى الميليشيات المحلية على الحدود الإثيوبية السودانية.

وقال الدكتور أشرف مؤنس مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بجامعة عين شمس، إن النزاع الحدودى بين البلدين بدأ منذ عهد الاستعمار الإنجليزى الذى تنازل عن منطقة بنى شنقول، المقدرة بنحو 55 ألف كيلومتر مربع لإثيوبيا، وهى المنطقة المقام عليها سد النهضة.

أوضح لـ"الزمان" أن هناك قبائل إثيوبية اعتدت خلال الشهرين الماضيين، على بعض الأراضى السودانية وادعت الحكومة الإثيوبية أنها لا تملك أى سيطرة عليها، مما أدى إلى توتر الموقف بين البلدين، لافتا إلى حدوث مناوشات مسلحة عقب قيام الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس الانتقالى بزيارة المنطقة.

أشار الخبير الإستراتيجى إلى احتمال دخول الدولتين فى حرب مباشرة، أو تعرضهما لحرب استنزاف موارد طويلة الأجل.

لفت الدكتور مؤنس إلى تعرض إثيوبيا لصراع داخلى بين الحكومة الفيدرالية وإقليم التيجراى الذى يضم معارضى رئيس الوزراء آبى أحمد، والذى يتوقع أن يكون قد لجأ إلى فتح الملف القديم لتخفيف حدة الضغوط الداخلية عليه.

أضاف أن دولة جنوب السودان سعت للوساطة بين الدولتين، غير أننا لم نجد نتائج ملموسة لهذه الوساطة حتى الآن، موضحا أن الحل الجذرى للمشكلة يبدأ بترسيم الحدود بين البلدين، وربما تشهد الأيام القادمة قيام إحدى المنظمات الدولية بوساطة مباشرة لترسيم الحدود، وحول مدى تأثر سد النهضة بهذه النزاعات أكد الدكتور مؤنس صعوبة التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث فى ظل الصراعات الدائرة بين السودان وإثيوبيا.

فى سياق متصل أكد السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق، وجود مخاطر جسيمة على السودان ومصر من سد النهضة إذا استمر الوضع على ما هو عليه، لعدم تقديم إثيوبيا ضمانات السودان بمعامل أمان السد، حيث سيؤدى الملء الثانى إلى توقف سد الروصيرص السودانى عن توليد الكهرباء.

وقال السفير حليمة إن هناك مصالح مشتركة بين الدول الثلاث غير أن إثيوبيا ترفض الالتزام باتفاقية إعلان المبادئ التى وقعت عليها عام 2015، واتفاقية 1993، التى وقعها الرئيس الأسبق مع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، أو حتى الأخذ بآراء المراقبين ممثلا فى اقتراح واشنطن المنظم لعملية ملء وتشغيل السد.

توقع الخبير السياسى أن تنجح الكونغو الديمقراطية الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى، فى تقريب وجهات النظر على أمل حل المشكلة إقليميا بدلا من اللجوء لمجلس الأمن الدولى باعتبار أن أزمة السد تهدد السلم والأمن الدوليين، وليس لدى أفريقيا آليات لحفظ الأمن والسلم الإقليميين.