رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

منوعات

رسالة دكتوراه تناقش جهود الشيخ منصور عبيد في خدمة الدعوة الاسلامية

حصل الباحث محمد يونس حسن حسن عيسى المدرس المساعد بقسم الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الازهر على درجة العالمية ( الدكتوراه) في تخصص الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الدعوة الاسلامية بجامعة الأزهر بتقدير مرتبة الشرف الأولى عن رسالته حول جهود الداعية الاسلامي الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الاوقاف الاسبق في خدمة الدعوة الإسلامية.

وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول السابق مشرفا أصليا، والدكتور محمد عبدالله منصور المدرس بقسم الدعوة بكلية أصول الدين مشرفا مشاركا، والدكتور محمد حسانين البطح استاذ الدعوة بكلية أصول الدين مناقشا داخليا، والدكتور أحمد محمد شحاته الاستاذ بقسم الثقافة الاسلامية بكلية الدعوة مناقشا خارجيا.

أكدت الدراسة سعة وتنوع علوم الشيخ منصور حيث كان جامعا لعلوم القرآن، والفقه، والحديث، واللغة، وجهوده في افحام المنكرين لوجود الله ، مشيرا إلى أنالشيخ منصور نشأ في بيت صلاح وتقوى وورع، وأنه تلقى العلم عن ثلة من العلماء الأجلاء الذي تأثر بهم، وأثر بعدهم في تلاميذه حتى شهد له الجميع بنبل أخلاقه، وكرم أصله، وسعة علمه.

وأثبتت الدراسة أن الشيخ منصور اعتمد في نقده لشبهات أهل الكتاب، والرد على شبهات المستشرقين والعلمانيين والليبراليين على عدة مناهج علمية، كالمنهج التاريخي، والحجج العقلية، والأساليب المنطقية المسلم بها والتي لا يستطيع أحد إنكارها، لافتة إلى أن الشيخ منصور من أبرز علماء المسلمين الذين سلكوا مسلك العدل والاتزان في العقيدة والشريعة والأخلاق بضوابط منهجية علمية محكمة استنبطها من الكتاب والسنة دون إفراط أو تفريط.

كشفت الدراسة أنه لا يوجد دين على أديم تلك الأرض أنصف المرأة ورفع من شأنها، وأنزلها المكانة السامية اللائقة بها كدين الإسلام،

مؤكدة أن الدعوة إلى الله تعالى لا تقتصر على ميدان الخطابة في المساجد وحسب، بل يمتد مجالها إلى ميادين أخرى كالدرس والندوة والحوار والمناقشة والمناظرة والتصنيف والتأليف، ومن ثم فقد عني الشيخ منصور بكافة قضايا الأمة الإسلامية، وحرص على علاجها علاجا ناجحا من خلال تلك الوسائل والأساليب.

طالبت الدراسة الدعاة أن يكون قدوة لما يدعو إليه، ولهذا أبلغ الأثر في نفوس المدعوين، وثباتهم على الطريق، وعلى الداعية أن يكون كالطبيب الماهر الذي يشخص الداء ويقدم الدواء الناجح، لافتا أن الشيخ منصور درس حالة المجتمع دراسة واقعية مستفيضة، وقدم العلاج الناجح من خلال يسر الإسلام وسماحته.

10. بنى الشيخ منصور دعوته على منهج وسطي سليم بعيد البعد كله عن الغلو والتطرف أو الانحلال والتفريط.

وكشف أن الشيخ منصور لم يكن بمعزل عن الناس ولم ينطوي على نفسه بل كان أكثر التصاقا بالناس في بيئته الاجتماعية، حيث تحدث عن مشكلة العنوسة، والبطالة، والدروس الخصوصية، كما كشفت عن عظمة الإسلام في دعوته للمسلمين خاصة وللبشرية عامة إلى التعايش السلمي تحت مظلته وفي رحابه للكافر ما للمسلم، وعليه من الحقوق والواجبات ما عليه.

وأوصى الباحث الدعاة إلى الله تعالى بإبراز محاسن الإسلام وسماحته، والبعد عن التعصب الممقوت في دعوتهم، والغلو والتشدد في الدين، والسطحية في الفهم، كما أوصى بضرورة تلقي العلم من مصادره الأصيلة(القرآن والسنة)، ومن أربابه من العلماء الأتقياء الذين أفنوا حياتهم في دراسته وعكفوا على تحصيله، والبعد عن المتطفلين عليه من السفسطائيين الذين يفسدون أكثر مما يصلحون، ويضرون أكثر مما ينفعون، وعلى الدعاة الوقوف في وجوه أرباب الدعوات الهدامة عن طريق بيان زيفهم، وإسقاط أقنعتها؛ حتى لا يغتر بهم العوام من الناس؛ فيقعوا في شباكهم الذي دس فيها السم بالعسل.

كما أوصي الدعاة بضرورة تعميق صلتهم بالتراث الإسلامي، ودراسة المتون العلمية دراسة مستفيضة واعية متأنية على أيدي العلماء المتخصصين؛ لأن ذلك يضمن تخريج الداعية الذي يفكر بطريقة منهجية مبنية على أسس علمية، وقواعد سلمية.

ودعا الباحث إلى دراسة جهود الدعاة المخلصين الربانيين، والقادة المصلحين من العلماء الأجلاء السابقين والمعاصرين؛ حتى يستفيدوا منها في حاضرهم، فيتعرفوا على أسباب النجاح فيلتزموها، ودواعي الإخفاق فيجتنبوها، مع ضرورة العناية بتربية الناشئة على الثقة بالنفس والرسوخ في العقيدة والكفاءة العلمية المتعمقة مع جودة الأمانة والإخلاص؛ لأن هذا الصنف من الناس يعد عصب الأمة وقلبها النابض وضميرها الحي وقادتها الحقيقيين، فإذا صلحوا صلحت الأمة وهنأت؛ ومن ثم إذا وجد العالم الحق، والداعية المؤمن الذي لا يخشى في الله لومة لائم فقد وجدت القيادة الحكيمة التي تملك التوجيه السديد الذي يضمن للأمة أسباب النجاح وسبل الفلاح.

أوصي بعدم وقوف الداعية من الكافرين المذيعين للباطل موقف المدافع دائما ولكن لا بد من الوثوب عليهم بالحجج البالغة، والبراهين الساطعة دون الالتفات إلى ما يرجوه حول الإسلام مرة أخرى.

أوصى الباحث في دراسته بإنشاء مواقع إلكترونية على الشبكة العنكبوتية(الإنترنت) ومواقع التواصل الاجتماعي(الفيس بوك، واتس آب، تويتر....إلخ) لخدمة آيات الله الإنسانية والكونية، والاستفادة منها في الدعوة إلى الله تعالى، إذ هي بمثابة أنسب وأقوى وسيلة لتبليغ الدين الإسلامي في العصر الحاضر باستخدام ما يسمى مشتهرا على ألسنة علماء الإسلام بتعبير(الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة)، مع ضرورة

الاستفادة من توجيهات الشيخ منصور ومقترحاته التي قدمها خاصة في مجالات تربية الأبناء والناشئة، ومحاولة تطبيقها قدر الاستطاعة.