وزير الخارجية سامح شكري يلتقي نظيره البريطاني على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض الزراعة: المركزية لمكافحة الآفات تتابع حصاد القمح والمحاصيل الاستراتيجية في دمياط رحمي والسجيني يقودان حملات للرقابة وإحكام السيطرة على الأسواق بالغربية مناهج الفلكلور ينظم فعاليات نادي السينما تنفيذي الشرقية يُناقش الخطة الاستثمارية والموحدة للعام المالي 2023 / 2024 م محافظ الغربية يتابع أعمال رصف وتطوير طريق مستشفى الشرطة بمحلة مرحوم وزير الصحة يناقش مع نظيرته القطرية فرص الاستثمار في المجال الصحي والسياحة العلاجية رئيس الوزراء يعود للقاهرة بعد مشاركته نيابة عن الرئيس في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض خلال مناقشة الجودة.. عضو بالشيوخ : التعليم في مصر لا يزال بخير ولكن نتطلع دائما للأفضل النائب عبد السلام الجبلى يدعو لزيادة الاستثمار فى التعليم باعتباره ثروة بشرية توصيات ندوة المرأة العربية وإرساء السلام محافظ الغربية ورئيس الجامعة التكنولوجية يفتتحان معرض منتجات الطلاب بسمنود
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حوادث

الثأر.. الموروث الأسود يحصد الأرواح ويهدم البيوت ويورث الحقد والحزن

حادث الثأر الذى وقع بمنطقة أبوحزام بنجع حمادى بقنا أعاد للأذهان حوادث الثأر التى راح ضحيتها العشرات من قبل، والسؤال هنا متى تنتهى هذه الظاهرة والعادة القاتلة خاصة بمحافظات الصعيد، وظاهرة الثأر تقضى على الأخضر واليابس تحصد أرواحا وتهدم بيوتا ولا تورث إلا الحقد والحزن، الثأر موروث ثقافى عقيم يمتد عبر قرون مضت متوغلا فى العقول منذ الصغر، وهى من بقايا عادات الجاهلية التى كانت منتشرة بين الناس قبل الإسلام، وجاءت تعاليم الإسلام لتجرمها وتشرِّع القَصاص، هذا الموروث الأسود قائم على مجموعة من الأسباب التى كانت وقودا لفتنة لا تنتهى، أن قضايا الثأر فى الصعيد تجرى بدافع الانتقام، وأن هذا نابع من المعايرة بين العائلات التى تتفاخر بالسيطرة والأخذ بالثأر، وتحصد هذه الظاهرة أرواحا تصل إلى المئات كل عام، إذ تطالعنا وسائل الإعلام بشكل شبه يومى بجرائم قتل للثأر، فى بعض شرائح المجتمع رغم الجهود الأمنية التى تبذل للقضاء عليها، وكما قال الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله: إن القضاء على عادة الثأر المخالفة للشرع يتطلب تعزيز الوازع الدينى لدى الأفراد، وقيام الدولة بواجباتها التوعوية تجاه المجتمع.

من جانبه قال اللواء دكتور محسن الفحام مساعد وزير الداخلية الأسبق، وعضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة والخبير الأمنى، إن ظاهرة الثأر تقضى على الأخضر واليابس تحصد أرواحا وتهدم بيوتا ولا تورث إلا الحقد والحزن، وهى موروث ثقافى عقيم يمتد عبر قرون مضت متوغلا فى العقول منذ الصغر، هذا الموروث الأسود قائم على مجموعة من الأسباب التى كانت وقودا لفتنة لا تنتهى.

وأضاف الفحام، أنه من أهم أسباب انتشار الثأر النزعة القبلية والشعور المفرط بالزعامة والسيطرة، عنف وحماس الشباب، والتعصب لها ومؤازرتها فى الحق والباطل، وأيضا الشعور الجامح بالعزوة والاعتزاز الأعمى بالأنساب سواء ظالمة أو مظلومة، وجود منتفعين وأصحاب المصالح ومثيرى الفتن بين العائلات أو القبائل وذلك لتحقيق منفعة وأغراض قد تكون اجتماعية أو مادية أو غيرها.

وأشار الفحام، إلى أنه يجب علينا أن نعترف بأن الدولة لا تدخر جهدا فى مكافحة تلك الظاهرة للحد منها، وكذلك لا نغفل دور المجالس الشعبية فهو الدور العظيم تحت مظلة القانون وبرعاية رجال الشرطة فيتم التصالح بين القبائل التى نشأ بينهما الثأر وذلك حقنا للدماء، وقال: علينا أن نعترف بكل شفافية بأن القضاء على تلك الآفة المتوارثة عبر الأجيال يستغرق وقتا طويلا ويجب التحلى بالصبر.
وحول الحلول المقترحة أوضح الفحام أنه يجب علينا الاعتناء بالفرد ومحاولة إصلاحه وإزالة الأفكار الجاهلية البالية من عقله.. ويجب أن يكون لقصور الثقافة دورها فى تصحيح هذه الموروثات الخاطئة، وتحريك القوافل التوعوية بالمدارس من قبل رجال الدين والشرطة وأساتذة علم الاجتماع وعلم النفس.

وقال: يمكن إنشاء كيان تحت أى مسمى يضم شباب العائلات والقبائل ويكون دوره فض المنازعات قبل حدوث الكارثة فحوادث الثأر تبدأ عادة بنزاع بسيط بين طرفين ثم تتطور الأحداث وصولا للقتل ويكون العمل برعاية وزارة الداخلية.
من جانبه قال اللواء علاء عبدالمجيد مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمنى: للأسف الشديد لا يزال المجتمع فى الصعيد يؤمن إيمانا راسخا بالثأر، والتخاذل فى ذلك يولد العار والطرد من العائلة والقبيلة.. وتغيير المجتمعات لا يحدث إلا بتغيير القناعات، لأن عادة الثأر تحتاج إلى تغيير قناعات رموز القبائل والشباب، وإقناعهم بأن الثأر جريمة وليس بطولة، وأن القضاء هو السبيل الوحيد لاسترجاع الحقوق وليس حمل السلاح والقتل، وبالتالى مواجهة الظاهرة بالحلول الأمنية وحدها محكوم بالفشل إذا اعتمد عليها فقط من دون حلول تعالج المشكلة بأسلوب يربط بين الأسباب والمسببات.

ونصح عبدالمجيد، رجال المباحث خاصة فى قرى الصعيد الاهتمام بكل المشاكل حتى لو كانت صغيرة لأنها قد تتفاقم وتصل لخصومات ثأرية كما نرى ونسمع وبالتالى حل تلك المشاكل من المهد، وقال: أثناء عملى بدار السلام بسوهاج كان عدد الخصومات الثأرية 65 وتركتها والرصيد صفر من الخصومات، فقد قمت بعمل لجنة فى كل قرية وأى مشكلة حتى لو كانت بسيطة "كنا ننزل ونبقى وسط المشكلة".

وتابع: يجب الحد من حيازة السلاح بدون ترخيص ولا بد من استهداف المناطق الملتهبة وشن حملات لضبط الأسلحة للقضاء على حيازة السلاح.

وقال اللواء عمرو الزيات الرئيس الأسبق لمحكمة القاهرة العسكرية لأفراد الشرطة والخبير الأمنى، إن الثأر عادة اجتماعية خطيرة تهدد المجتمع البشرى وهى عادة موروثة ظلت فى صعيد مصر حتى وقتنا هذا، حمل السلاح عادة صعيدية فى أغلب محافظات الوجه القبلى، والأهالى يعلمون أولادهم استخدام السلاح وذلك حتى ينشأوا على ضرب النار فى لفتة تدل على القوة من وجهة نظرهم، والقضاء على عادة الثأر يبدأ من تعامل حازم من قبل مؤسسات الدولة والقضاء مع مرتكبى جرائم الثأر، والحد من ظاهرة حمل السلاح.

وأضاف الزيات، أن الثأر نتج عن عادة سيئة وتعتبر من رواسب الجاهلية وله عدة أسباب أبرزها؛ الجهل وقلة الثقافة وعدم التوعية والموروثات الثقافية الخاطئة، والمعايرة وهى سبب رئيسى فى انتشار جريمة الثأر بين العائلات، كما أن الطمع والجشع والبطالة التى كانت ترتفع نسبتها بين الشباب.

موضوعات متعلقة