جزار يقتل زوجته بالمرج ويعرض لحمها للبيع بـ40 جنيهًا للكيلو  

رغم أن الدنيا لا تزال بخير، فإنها فى الوقت ذاته مليئة بالنفوس الضعيفة، بالمجرمين والأشرار الذين تتملكهم رغبة الانتقام بشكل لم يكن أحد يتصوره.

هذه الحكاية "الكارثة" حدثت بالفعل وليست من خيال أفلام أمريكية ومؤلفين سينمائيين امتلأت قلوبهم بالشر، والمؤسف أنها حدثت فى مصر أم الدنيا وبلد الإسلام والإنسانية والحضارة.

لم يجد "خميس"، الذى سكنه الشيطان وتملك عليه حياته، وسيلة للانتقام من طليقته التى نغصت عليه الدنيا سوى أن يقتلها.

والحكاية إلى الآن حكاية جريمة قتل، إلا أن التفاصيل مروعة بحق، حيث يعمل خميس الذى يقطن فى منطقة المرج جزارا وعرف عنه عنفه الشديد وغشه الدائم للحوم، إذ يقوم بخلط اللحوم البلدية باللحوم المستوردة المدعمة ماليا من أجل تحقيق أكبر أرباح ممكنة.

كان خميس البالغ أربعين عاما قد تزوج من خمس سنوات بفتاة جميلة أعجبته. أمضيا معا السنوات حلوها ومرها وعاشا حياة عادية لا هم فيها ولا مشاكل حتى عامين مضيا؛ حينما علم أن زوجته حسنة لا تنجب.

ثار بشدة وبدأت حياتهما تنقلب رأسا على عقب. غضب يومى وصراع شديد. وحينما أخبرها بأنه سيتزوج عليها فتاة تنجب له البنين غضبت هى الأخرى بشدة أيضا، وهددته بأنها ستقاضيه لكى تأخذ مستحقاتها المالية البالغة 100 ألف جنيه، والتى كان بعد زواجه بها قد وقع على إيصال أمانة بديلا عن قائمة المنقولات التى تستحقها.

ولأنه جزار لا يتعامل إلا مع السكاكين والسيوف رفض أن يدفع، بل قام بتلقينها علقة ساخنة نجم عنها كسر فى يدها.

فرت إلى بيت إخوتها طالبة حمايتها، فقاموا بضرب خميس ضربا مبرحا وإهانته أمام الجيران.

مرت عدة أشهر والشد والجذب بينهما لا ينقطع، كان هو فى بيته وهى فى بيت إخوتها، وحينما صدر لصالحها حكم قضائى بتغريمه مبلغ إيصال الأمانة ووجد أنه لا بد أن يدفع راح يضمر الغل والغيظ فى قلبه.

وبدأ فى استخدام الحيلة للانتقام، مستغلا أنها ما زالت فى عصمته، حيث كان يحدثها بأن الطلاق لن يحدث سوى بعد تمزيق إيصال الأمانة الذى وقعه لها.

وراح يستغل تلك الأجواء ويغير من شخصيته متصنعا أنه يحبها، ولا يستطيع نسيانها، وسعى بين الناس يطلب وسطاء يتدخلون للم شملهما مجددا، ونسيان الماضى حتى صدقته حسنة وإخوتها وعادت إلى بيتها.

ظل يعاملها معاملة طيبة لفترة كبيرة، حتى نسى الجميع بمن فيهم الزوجة أنه لا يزال يضمر غيظه وإجرامه نحوها.

استغل فى أحد الأيام الصمت المطبق فى العمارة التى يقطن بها، والتى تعود ملكيتها إليه بعد مغادرة عدد كبير من سكانها لها فى أجواء عيد الأضحى، وبدلا من أن يضحى تقربا لله بكبش راح يضحى بزوجته نفسها وذبحها ذبحا فى حمام البيت.

وليت ذلك فحسب، بل راح يتخلص منها ليس فى مدفن تحت الأرض أو حتى إلقاء جثتها فى مقلب قمامة، بل قام بسلخها وتقطيعها وعرض لحمها فى محل جزارته على أنه لحم خروف ليدفن جثتها فى بطون الناس.

نعم ذلك ما حدث بالفعل، حيث عرض الجزار أكل لحوم فخذ زوجته فى محل جزارته، بسعر 40 جنيها للكيلو وقال للزبائن إنها لحم خروف بلدى، وكاد الناس يشترونها لولا شك أحد الزبائن فى نوعية اللحم.

وراح الرجل يؤكد للزبائن الآخرين أنها ليست لحوم خراف حيث إنها قليلة الدسم، ومع إصرار الجزار على أنها لحوم خرفان حدثت مشادة بين الزبون وبينه نجم عنها إبلاغ الشرطة، التى قامت بالقبض عليه وأخذت الفخذ لتحليله فى مستشفى جراحات اليوم الواحد؛ اعتقادا منها أنها لحوم ميتة أو حيوان محظور الذبح، لكن كانت الطامة الكبرى حينما أكد التقرير الطبى أنها لحوم بشرية.

هنا داهمت الشرطة منزله، وعثرت فى الثلاجة على قدمى السيدة المذبوحة وكفيها.

تم تحريز الأشياء وتولت النيابة التحقيق فى الواقعة التى هزت أحياء عين شمس والمرج وعزبة النخل بالكامل، فى حين طالبت شخصية مرموقة بإعدام الجزار الوحش فى ميدان عام، لأنه انتهك إنسانية الإنسان.