رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

اختراق سوق «التغذية العلاجية» يهدد حياة المواطنين

حلم الحصول على جسم رشيق واتباع نظام غذائى سليم وصحى أصبح يراود الجميع بعدما اقترنت أمراض العصر الحديث من ضغط وقلب وسكر بالنظام الغذائى الذى يتبعه الإنسان، ومن هنا برزت أهمية وجود أخصائيين للتغذية العلاجية وحجم الدور الهام الذى يقومون به لمساعدة الآخرين، وأخصائى التغذية العلاجية فى الغالب يكون من خريجى كليات الصيدلة ويقوم بالحصول على درجة الماجستير فى هذا التخصص ومن ثم يحصل على ترخيص بمزاولة تلك المهنة بمعرفة إدارة العلاج الحر بوزارة الصحة، لكن المفاجأة كانت مع تعنت وزارة الصحة فى منح التراخيص بما دفع نقابة الصيادلة مؤخرًا إلى مخاطبة الوزارة لتؤكد أحقية الصيادلة فى العمل بمجال التغذية العلاجية، طبقا لقانون مزاولة مهنة الصيدلة، وقانون إنشاء النقابة، واللائحة الداخلية للنقابة.

بيزنس أخصائى التغذية العلاجية

"كانت حياتى هى الثمن الذى سأدفعه حال استمرارى وراء نصائح الأخصائى المزيف" بتلك العبارة بدأ "أحمد الصوفى" حديثه لـ"الزمان"، مؤكدًا أنه واحد من مئات الضحايا لمجموعة أشخاص يعرفون أنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى بأخصائى التغذية العلاجية وعلاج السمنة والنحافة وهم فى الغالب مدربون داخل صالات الجيم ويقومون بتقديم النصائح "أون لاين" بأسلوب يجذبك للاشتراك معهم وتلقى النصائح منهم مقابل اشتراك شهرى يتم تحويله عبر خاصية "فودافون كاش".

وعن مشكلته مع أخصائى التغذية العلاجية، يقول: صادفنى شخص عبر الفيس بوك يدعى أنه "أخصائى تغذية علاجية" ولديه عيادة خاصة يمارس عمله من خلالها ومهمته تنظيم أسلوب مرضى الأمراض المزمنة فى الطعام ولأنى مصاب بداء السكر وأرغب فى ممارسة الرياضة اتبعت نصائحه لمدة 5 شهور وكانت النتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية أكثر من ثلاث مرات خلال تلك المدة نتيجة النظام الغذائى الذى اتبعه معى وهو ما دفعنى للتحرى وراء هذا الشخص وكانت المفاجأة هى عدم حصوله على أى مؤهل ليمارس وظيفة أخصائى التغذية العلاجية، وهو مجرد حاصل على مؤهل متوسط وكان يعمل داخل صالة "جيم".

يلتقط "خالد أسامة" طرف الحديث، والذى تعرض لمضاعفات صحية نتيجة الالتزام بالنظام الغذائى الذى فرضه عليه أحد الأشخاص منتحلى صفة "أخصائى تغذية علاجية"، قائلاً: أعانى من مرض الضغط وطبيعة ضغطى منخفضة واحب ممارسة الرياضة وتعرفت من خلال من خلال ممارستى لرياضة "كمال الأجسام" على هذا الأخصائى المزيف واكتشفت مؤخرًا أنه مندوب تسويق لدى شركة مكملات غذائية ويستغل الحالات التى تستشيره فى عمل نظام غذائى ليشير عليهم بتلك المكملات كواحدة من أسلوب الغذاء المثالى للحفاظ على الجسم بالمخالفة لكل الأعراف المتبعة فى عالم التغذية العلاجية.

واستطرد، فى بداية مشوار علاجى مع هذا المتخصص المزيف طلب منى التوقف عن كل أنواع الأدوية التى أحصل عليها لضبط ضغط الدم وقد استجبت إليه وفى المقابل يتم تعويض ذلك بأنواع من الغذاء والفاكهة ثم عرض على شراء مكملات غذائية والتى تسببت لاحقًا هى والنظام الغذائى فى تعرضى لهبوط بالدورة الدموية وتكرر الأمر على فترات متقاربة لأستشير الطبيب المعالج والذى أخبرنى بأن النظام الغذائى الذى أسير عليه هو السبب وحال استمراره قد أتعرض للوفاة، وحينما واجهت هذا الأخصائى المزيف تهرب من الرد وحاول إسكاتى بكل الطرق حتى لا أفضح أمره وأكشفه أمام عملائه والذين وصلوا إلى مئات الأشخاص.

دورات أون لاين

على الجانب الآخر، كانت دورات الأون لاين والتى سهلت عمل الأخصائيين المزيفين هى السبب وراء انتشار هؤلاء واصطيادهم للفرائس عبر مواقع التواصل الاجتماعى، حيث كشفت الدكتورة منيرة عبدالله "استشارى علاج السمنة والنحافة": أخصائى التغذية العلاجية يجب أن يكون بالأساس خريج واحدة من كليات الطب أو الصيدلة لأنهم أكثر دراية بالمضاعفات الطبية التى قد تحدث حال اتباع أحد الأشخاص نظاما غذائيا معينا ومن ثم دخول أشخاص من غير المتخصصين يؤدى معه إلى حدوث أخطاء خاصة مع أصحاب الأمراض المزمنة الذين يعانون فى الأساس من أمراض يجب التعامل معها بمنتهى الدقة.

وتابعت، الأصل فى ممارسة تلك المهنة وجود تصريح وعليه يجب التعامل فقط مع الحاصلين على ترخيص وعلى حسب معلوماتى فإن توجد مشكلة بالأساس بين وزارة الصحة ونقابة الصيادلة نتيجة رفض منح وزارة الصحة عبر إدارة العلاج الحر تصاريح للصيادلة الحاصلين على ماجستير ودكتوراه فى التغذية العلاجية، فما بالك بغير المتخصصين.

ويتفق معها الدكتور مينا عادل "صيدلى وحاصل على ماجستير التغذية العلاجية"، قائلاً: لأن مجال السمنة والنحافة والتغذية العلاجية بات من أكثر المجالات لتحقيق ربحية سريعة نتيجة انتشار ثقافة الحفاظ على القوام الرشيق داخل المجتمع وارتفاع حالة الوعى بأهمية الغذاء الصحى، بما ساهم فى انتشار غير المتخصصين وهو الأمر الذى يهدد صحة وسلامة أفراد المجتمع ممن لجأوا الآن إلى هؤلاء فى ظل غياب الرقابة وعدم وجود وعى كامل لدى الضحايا.

وأضاف، لممارسة التغذية العلاجية لا بد من حصولك على درجة علمية تؤهلك لذلك العمل يكون عن طريق الدراسة، لكن للأسف المنتشر الآن معاهد بير سلم تقوم بمنح مثل تلك الدورات والحصول على تراخيص مزيفة للعمل من خلالها وحتى يقتنع الضحايا بالأمر، وعليه اقترح من وزارة الصحة وبالتحديد إدارة العلاج الحر بعمل قاعدة بيانات باسم كافة أخصائى الصحة العلاجية المسجلين لديها حتى يتثنى للمريض معرفة إن كان هذا الأخصائى يمارس العمل بموجب ترخيص من وزارة الصحة أم لا.

فيما أوضح الدكتور مجدى وهبة "استشارى تغذية علاجية": هناك ثلاثة مجالات للتغذية العلاجية يتم دراستها ويجب أن يخضع الشخص لاختبارات حتى يستوعب المناهج العلمية ليمارس عمله، وهى ثقافة التغذية فى هذا المجال، يكون دور الأخصائى متمثلا فى نشر الثقافة التغذوية فى المجتمع، وتقديم النصائح إلى المرضى، كما يتعامل الأخصائى مع مرضى السمنة، التغذية الرياضية، انتشر مفهوم التغذية الرياضية بشكل كبير، فأصبح لكل لاعب أو رياضى أخصائى خاص به، فضًلا عن الأندية والمراكز الرياضية، التغذية السريرية تحتاج المستشفيات بشكل خاص، أخصائى تغذية سريرية، حيث يعملون على تقديم البرامج الغذائية للمرضى فى شكل طبيعى أو من خلال الأنابيب.

وتابع، مهمه أخصائى التغذية العلاجية المعتمد، تقييم الحالة الغذائية للأشخاص، تخطيط نظام غذائى متكامل، متابعة النظام الغذائى للمريض، معرفة حساسية الأطعمة، تقييم الأغذية، والتأكد من سلامتها، ومعرفة ما إذا كانت تتطابق مع المعايير السلامة الغذائية، المساعدة وتدريب اللياقة البدنية والتعليم الصحى، متابعة التغذية الإكلينيكية للمرضى ومعرفة كل التداخلات بين الدواء والغذاء، الإشراف على الأطعمة الخاصة بالطلاب فى المدارس، التوعية بأهمية الغذاء الصحى.