رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

خطة الإصلاح السودانية تحاصرها «ضبابية المؤامرة» الخارجية

عهد مجلس السيادة الانتقالى السودانى بتشكيل حكومة مدنية خلال الأيام القليلة المقبلة، وتقديم نموذج مثالى فى إدارة شؤون البلاد، وكان "مجلس السيادة الانتقالى قد عقد اجتماعه بكامل عضويته برئاسة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس، الذى رحب بالأعضاء الجدد، ووعد برؤية مستقبلية جديدة تحقق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة وفى مقدمتها تنفيذ شعارات الثورة فى الحرية والسلام والعدالة.

وأضافت أن "أعضاء المجلس تعهدوا بتقديم نموذج أمثل فى إدارة شؤون البلاد بصورة ترضى الشعب السودانى وتشكيل حكومة مدنية فى الأيام القليلة القادمة، من جانب آخر دعت قوى الحرية والتغيير فى السودان، يوم الاثنين الماضى، المجلس السيادى إلى منح كامل الحرية لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك والسماح بعودته لمزاولة مهامه وفقاً للوثيقة الدستورية.

كما طالبت بإطلاق جميع المعتقلين السياسيين والتمسك بنصوص الوثيقة الدستورية الموقعة فى أغسطس 2019

ومحاكمة من تثبت مسؤوليتهم عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص يوم 13 نوفمبر الجارى، وأعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى موسى فكى عن إرسال مبعوث للسودان بشكل عاجل للتوصل لحل سياسى للأزمة التى يمر بها السودان.

وقال الدكتور جمال شقرة رئيس لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، إن الأمور تزداد سوءا فى السودان مع تزايد الدعوات للمظاهرات وللعصيان المدنى، لافتا إلى وجود تدخلات أجنبية تهدف إلى إفشال السودان كدولة، ولهذا اضطر الجيش إلى التدخل المباشر للتصدى للمخاطر المحيطة بالسودان.

أكد لـ"الزمان" أن ما يحدث فى السودان ليس بعيدا عن الدعوة إلى الدين الإبراهيمى الجديد، وقيام ما يعرف باسم الولايات المتحدة الإبراهيمية التى بدأت الدعوة إليها تنتشر عقب تطبيع كلا من الإمارات العربية والبحرين والسودان مع إسرائيل.

أضاف الدكتور شقرة أن هناك عناصر من المعارضة السودانية واعية تماما لما يحاك ضد السودان خارجيا لذلك أعلنت تأييدها للفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، بالتوازى مع إعلان الجيش دعمه للمسيرة الانتقالية والحوار بين القوى المدنية المختلفة.

أوضح الخبير السياسى أن الضباب لا زال يسيطر على الموقف السياسى فى البلاد، لافتا إلى مطالبة بعض القوى السياسية بالإفراج عن عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق، وعن العناصر الإسلامية الموجودة بالسجون رغم خطورتها على العملية السياسية، لافتا إلى تزعم أمريكا وبريطانيا والنرويج دعوة للمصالحة بين الطرفين قد تسفر عن نتائج سريعة.

أشار رئيس لجنة التاريخ إلى الدور الذى عادة ما تلعبه الجيوش فى دول العالم الثالث عندما تستشعر الخطر الذى يهدد كيان الدولة، متمنيا أن ينجح الجيش فى السودان فى السيطرة على الشارع، لافتا إلى الدور الخفى الذى يلعبه الموساد الإسرائيلى لقيام دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

لفت الخبير السياسى إلى محاولات تطويق مصر عن طريق زعزعة الاستقرار جنوبا داخل السودان، وغربا فى ليبيا لتطويق مصر رغم رفض الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فكرة الدين الإبراهيمى، إلا أن هناك من يروج للفكرة على المستوى المحلى والإقليمى.

فى سياق متصل قال اللواء متقاعد محى الدين مختار نوح إن السودان يعانى من مشاكل اقتصادية طاحنة، ومشاكل مع جيرانه خاصة إثيوبيا، متوقعا عدم تدهور الأمور على ما هى عليه الآن وسيتم تدارك الأمور شيئا فشيئا، تحاشيا لتصدع الدولة فى ظل انتشار المشاكل بين الأقاليم المختلفة.

لفت الخبير العسكرى إلى أن السودان حريص على التوصل لحل بشأن سد النهضة الإثيوبى لضمان حصته من مياه النيل، ولهذا ستسعى القوى السياسية إلى التوصل لحل سريع للخلافات السياسية حتى يتفرغ، لإجراء مفاوضات مع إثيوبيا التى تعانى من حرب داخلية أدت إلى هجرة مئات الألوف إلى السودان، مما مثل عبئا اقتصاديا عليها.

أكد اللواء نوح أن استقرار الحكم فى السودان شرط لضمان إجراء مفاوضات من موقع القوة مع الجانب الإثيوبى بعد أن عانى من فيضانات مدمرة عامى 2020، و2021 نتيجة عدم التنسيق مع الجانب الإثيوبى حول طريقة الملء الأول والثانى لبحيرة سد النهضة.