رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

غول «السوشيال ميديا» يحاصر المواطنين بالاضطرابات النفسية والاكتئاب

ساعات طويلة يقضيها البعض خلف شاشات التليفزيون يتصفح مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" بشكل يومى، وقد وصل الأمر حد الإدمان مع بعض الأشخاص خاصة ممن لديهم حس الفضول تجاه معرفة شئون الآخرين من يشعر بالسعادة ومن يشعر بالحزن ومن يشعر بالإثارة، من تعرض للفصل من الوظيفة ومن التحق بوظيفة جديدة، وبين كل ما تقدمه مواقع التواصل الاجتماعى من وجبات دسمة بشكل يومى يكون المتصفح هو الضحية بنهاية المطاف بعدما يجد نفسه محاطا بعالم افتراضى يعشق العيش فيه ليكون بديلاً عن الواقع الحقيقى.

"داخل الواقع الافتراضى وجدت نفسى وحققت الشهرة وعشت كما أرغب حتى انتهى بى المطاف داخل عيادة لعلاج إدمان التواصل الاجتماعى".. بتلك العبارة لخص الشاب الثلاثينى "عمر محمد" معاناته مع مواقع التواصل الاجتماعى والتى بدأت فى 2009 حينما أسس حسابا على موقع "فيس بوك" وكان من أبناء الرعيل الأول لهذا الموقع كون صداقات داخل وخارج مصر استطاع أن ينسلخ من مجتمعه الحقيقى وذهب إلى الافتراضى طواعية عاش كالمشاهير يتصور هنا وهناك حتى بدأت ملامح الاكتئاب تُرسم على وجهه.

يقول "عمر": كنت أقضى فى اليوم 10 ساعات متقطعة على مواقع التواصل الاجتماعى وأحيانًا 15 ساعة وقبل ذهابى للطبيب النفسى كنت أقضى 18 ساعة باليوم ومع ظهور تطبيقات أخرى مثل "تيك توك" زاد ارتباطى بالهاتف والذى كنت أشحنه فى اليوم الواحدة مرتين إلى ثلاث مرات، وفقدت عملى بسبب إدمانى للتواصل الاجتماعى، حتى قررت الذهاب إلى طبيب وقد نظم جلسات لمجموعة شباب أدمنوا الفيس بوك وهناك كانت المرة الأولى التى أرى فيها العالم الحقيقى منذ 2009.

وتابع، كنت أشعر بعدم الرضا ورغبتى فى أن أصبح أغنى رجل بالعالم كانت الفكرة الوحيدة التى سيطرت على فكرى وعقلى ومع مرور السنين كان الشعور يزداد يومًا بعد الآخر، وما أن بدأت جلسات العلاج شعرت بتحسن كبير.

يلتقط "وليد جميل" طرف الحديث، قائلاً: كنت لا أترك الهاتف من يدى طوال الوقت بما أثر سلبًا على علاقتى بوالدتى والتى اشتكت لشقيقاتى من هذا الأمر، وهو ما جعلنى لا أتردد فى طلب المساعدة حتى أتوقف عن هذا الإدمان.

عيادات علاج إدمان التواصل الاجتماعى

من جانبه، يقول الدكتور عصام الشوه "استشارى الطب النفسى": إدمان مواقع التواصل الاجتماعى هو مشكلة كبيرة لأنه يؤدى إلى اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب والقلق ولكن كيف تحدث هذه المشكلة من الأساس؟ عندما تصلك الإشعارات من مواقع التواصل مثل فيس بوك وتويتر وإنستجرام، فإن الدماغ تفرز كمية صغيرة من الدوبامين الذى يشعرك بالسعادة والرضا، وفى كل مرة تصلك فيها هذه الإشعارات فإن الدماغ يصبح متحمسا مع الوقت سوف يتحول انتظارك للإشعارات للحصول على هذا القدر من السعادة إلى عادة، ثم تقع فى السلوك الإدمانى الذى تعتمد عليه بشكل قهرى للشعور بالسعادة، فعندما ترى شخصا يعلق أو يسجل إعجابه بأحد المنشورات، سوف تشعر بالسعادة والاستحقاق ولكن وعلى جانب آخر عندما يسيطر عليك إدمان مواقع التواصل الاجتماعى، فلن تعود تشعر بالسعادة نفسها، فالسلوك القهرى فى متابعة هذه المواقع سوف يستمر ولن تستطيع السيطرة عليه ولكن مع المزيد من الشعور بالعزلة والاكتئاب بسبب البعد عن جميع الأنشطة الاجتماعية الحقيقية.

وتابع، بعض عيادات الطب النفسى أصبح لديها مرضى جاءوا لطلب المساعدة فى الإقلاع عن إدمان التواصل الاجتماعى الافتراضى والذى تسبب لهم بأزمات نفسية كبيرة ونصيحتى لكل مدمن لتلك المواقع القيام بالآتى، إغلاق جميع الإشعارات، تحديد الوقت الذى تقضيه على مواقع التواصل، امسح التطبيق من هاتفك المحمول، اشغل نفسك بأى شىء آخر فى الحياة الواقعية، كافئ نفسك بوسيلة مختلفة عن السوشيال ميديا، لا تدخل الهاتف المحمول إلى غرفة نومك.