رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

مصر تحصن القارة السمراء من تحديات الإرهاب

تمتلك مصر الخبرة فى مجال مكافحة الإرهاب وهذه الخبرة اكتسبتها من خلال ما واجهته من صراعات ومخططات كان الهدف منها إسقاط الدولة المصرية، بينما وقفت مصر بمفردها بجميع أجهزتها الأمنية والمخابراتية وتمكنت من المرور بسلام من أزماتها، وكان نجاح مصر فى العبور إلى الاستقرار والأمان تأثير كبير شهد له العالم عن قدرة مصر لتحطيم الإرهاب بمفردها .

اجتماع سيسا

استضافت مصر فى الأسبوع الماضى الاجتماع السابع عشر للجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية "سيسا " (CISSA)، حيث تسلمت مصر رئاسة اللجنة من رئيس المخابرات النيجيرية، لمدة عام، وفى هذا الصدد قال اللواء سمير فرج، مدير الشئون المعنوية الأسبق، إن سيسا هى لجنة منبثقة عن مجلس الأمن والسلم الأفريقى، لافتا إلى أنها تتولى التحليل الاستخبارى والاستراتيجى لمهددات السلم والأمن فى القارة الأفريقية .

وأضاف مدير الشئون المعنوية الأسبق، أن أهمية هذا الاجتماع ينبع من دور الاستخبارات، باعتباره عنصر فاعل فى عملية صنع أى قرار، مشيرا إلى أنه كلما كانت المعلومات الصادرة عن أجهزة الاستخبارات صحيحة ودقيقة، كلما صارت القرارات صائبة، والعكس صحيح.

ولفت اللواء سمير فرج، إلى أن أهمية دور الاستخبارات يبرز فى دول القارة الأفريقية، التى تعج بالصراعات، مما يتطلب ضرورة تضافر جهود أجهزة الاستخبارات، بهدف الوصول للمعلومات الدقيقة، خاصة وأن علم الاستخبارات يؤكد أن نجاح الأجهزة الاستخباراتية مرهون بالتعاون والتنسيق مع نظرائها، سواء لتأكيد سلامة المعلومة، أو استكمالها، بما يساعد متخذى القرار، من الوصول للقرارات السليمة.

وأشار اللواء فرج، إلى أن أهمية دور المؤتمر تكمن فى ضرورة توافر الجهود للتعاون بين أجهزة المخابرات فى الدول الأفريقية، خاصة فى تلك الفترة، التى تشهد العديد من النزاعات، متابعًا، أن تولى مصر لرئاسة الدورة الحالية، يرجع لرغبة العديد من الدول الأفريقية، فى الاستفادة من خبراتها، فى هذا المجال الحيوى، باعتبار مصر أقدم وأعرق، أجهزة الاستخبارات فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا، وكذلك لتدريب الكوادر الاستخباراتية، من الدول الأفريقية، فى معاهد ومراكز التدريب المصرية.

وتابع، كما تهتم العديد من أجهزة الاستخبارات الأفريقية بالاستفادة من خبرة مصر فى مقاومة والتصدى، لعمليات الهجرة غير الشرعية، بعدما صارت أحد الملفات الساخنة، التى تعانى منها الكثير من دول القارة، بينما حققت فيها مصر طفرة كبيرة، بأنها الدولة الوحيدة فى المنطقة التى لا تعانى من تلك القضية، وهو ما لم يكن محض صدفة، وإنما نتاج جهد وعمل، يقف وراءه العديد من أجهزة الدولة.

وأوضح، أن مصر بهذا الشكل تعود إلى أفريقيا، بخطوات واسعة، وهذه الاستراتيجية التى انتهجها الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ توليه قيادة البلاد، وأشرف على تنفيذها بكافة الأصعدة، السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، ثم أضيف مجال التعاون الاستخباراتى، لتستأنف مصر دورها المحورى فى القارة .

وفى ذات السياق، أكد اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة سابقًا، أن أجهزة المخابرات فى العالم ينقصها تبادل المعلومات حتى بين الدول المتنافسة، لافتا إلى أنه لو تم تبادل المعلومات بين أجهزة المخابرات بعضها ببعض كان من السهل السيطرة على الصراعات .

وأضاف وكيل المخابرات العامة سابقا، أن أجهزة المخابرات الأمريكية يتعامل فى شق معين وهو الإرهاب مع أجهزة المخابرات الروسية، مؤكدا أن الإرهاب انتشر فى أفريقيا وأمريكا، خاصة إرهاب داعش، لذلك الدول الأفريقية تبحث عن شريك فى تبادل المعلومات .

وأوضح اللواء رشاد، أن مصر رائدة فى الجزء المتعلق بمكافحة الإرهاب، وتملك خبرة كبيرة لما نمتلكه من معلومات لمقاومة الأرهاب، لذلك الدول حريصة فى التعاون مع مصر لإمدادها فى المعلومات المتعلقة بمكافحة الإرهاب .

كلمة الرئيس السيسى فى الاجتماع

وجه الرئيس السيسى كلمة لرؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية، حول التحديات التى تشهدها أفريقيا وعن مخاطر عابرة للحدود.

وقال الرئيس خلال اجتماع لجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية "سيسا" الـ17 بالقاهرة: "يسعدنى أن أتوجه بالتحية إليكم اليوم فى بلدكم الثانى مصر، التى تسعد بتواجدكم فيها، وبصفتكم رؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية، المسؤولين عن الحفاظ على أمن واستقرار دول قارتنا الأفريقية الحبيبة، فإننى أؤكد أنه من دواعى سرورى البالغ، أن أتواجد اليوم معكم، فى مؤتمركم الـ17 بالقاهرة، كأول رئيس لجمهورية مصر العربية، يشارك فى أعمال لجنتكم الموقرة".

وأضاف: "لا يوجد أمامنا سبيل سوى الاستمرار فى بذل أقصى الجهد، للحفاظ على أمن ووحدة قارتنا، وتحقيق أحلام وتطلعات شعوب أفريقيا العظيمة، كأن تنعم بالاستقرار والازدهار المنشود لكل مواطنيها، وتأتى اجتماعاتكم اليوم، فى ظل تحديات تشهدها قارتنا، وكل مناطق العالم، وفى مقدمتها المخاطر المرتبطة بالإرهاب العابر للحدود، متعدد الأوجه والأذرع، الذى يعمل على تفتيت المجتمعات، وهدم مفاهيم الدولة الوطنية لصالح ترويج أفكار متطرفة تدعو لكراهية الآخر، وتعطل كل ما من شأنه دفع الإنسانية إلى الأمام".

وتابع: "كما تربك خطط دولنا الأفريقية، تجاه تحقيق تنميتها ورخائها المستهدف، ولمواجهة ذلك تتبلور أهمية دور لجنة "سيسا"، بالتنسيق مع كل الأليات الأخرى ذات الصلة، التى تفرض عليها تلك المتغيرات، أن تتكاتف وتكمل مسيرتها لمواجهة الإرهاب بشكل جاد وحازم، إسهاما فى تجفيف منابعه ومحاصرة أنشطته، وحماية البشرية كلها من أفكاره المحدقة".

وأكمل: "تواجه قارتنا الأفريقية خلال تلك المرحلة، أزمة فيروس كورونا المستجد العميقة، التى حملت أعباء لم تكن متصورة، وأصبحت تمثل تهديدا غير تقليدى للأمن والاستقرار فى كل دولنا، ومن هذا المنظور، هناك دور هام لكل أجهزتنا الأمنية للتعاون والإسهام بدور فعال لمواجهة هذا التحدى، ولعل تنظيم مؤتمر القاهرة الـ17 للجنة "سيسا"، تحت شعار تكامل جهود أعضاء السيسا، لمواجهة تداعيات استمرار جائحة كورونا، يعد أبرز دليل على إدراك لجنة سيسا الموقرة، لحجم التحدى البالغ الذى يتنامى مع الوقت".

وأردف: "إننى أشيد بالدور المحورى للجنة "سيسا"، فى متابعة ورصد التوصيات بشأن مجابهة باقى التحديات الأمنية، التى تفرض نفسها على دول قارتنا العظيمة، ومنها مسألة الهجرة غير الشرعية، والبطالة، والأمن السيبرانى، والجريمة المنظمة، وكذلك تداعيات عدم الاستقرار السياسى فى بعض دولنا، وغيرها".

واختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمته قائلا: "فى نهاية كلمتى، أود أن أشير إلى أن نجاح منظومة العمل الأمنى متعدد الأطراف تحت مظلة "سيسا"، سيسهم بشكل مباشر فى خدمة أهداف الأمن الإقليمى والدولى، وفى هذا الصدد ولخدمة هذا الهدف، فإن علينا مداومة الجهد وتطوير أدوات عملنا وصور تكاملنا، بشكل يستجيب للتحديات العديدة الناشئة وغير التقليدية.. إننى على ثقة بأن لجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية "سيسا" لديها الإمكانات والخبرات التى تؤهلها للتغلب على التحديات الحالية متعددة العناصر، والمضى قدمًا فى مسيرة التكامل العلمى، ومصر يسعدها أن تتولى رئاسة "سيسا" وتستكمل تنسيقها وإسهاماتها لأشقائها الأفارقة، بما يسهم فى رفع القدرات للحد المناسب الذى يساعد على التغلب على التحديات الأمنية التى تحيط بدولنا".