مصر تفتتح أول محطة لمعالجة وإعادة استخدام المياه الرمادية

تسعى جميع الدول لتطوير إمكاناتها فى التنمية، خاصة تلك المتعلقة بالموارد المائية، فالمياه أساس الصناعات وتعتمد عليها جميع المصانع، ومصر دائما ما تعمل على الإلحاق بركب التقدم فى مختلف المجالات الصناعية والفنية والتعليمة، فقد افتتحت العديد من محطات معالجة المياه مؤخرا، وها هى وزارة الإنتاج الحربى تفتتح أول محطة لمعالجة وإعادة استخدام المياه الرمادية.

وتكون المياه الرمادية هى المياه الخارجة من المغاسل وأحواض الاستحمام والغسالات والمصارف الأرضية، وتأخذ المياه الرمادية اسمها من اللون الرمادى الذى تؤول إليه بعد من الركود وتتميز هذه المياه بأنها لا تحتوى على مواد عضوية، وأما المياه الخارجة من المراحيض فهى مياه سوداء لا يمكن إعادة استخدامها إلا بعد معالجتها، ونسبة التلوث بها قليلة نسبة للمياه السوداء.

وفى إطار توجيهات المهندس محمد أحمد مرسى وزير الدولة للإنتاج الحربى بتسخير كافة الإمكانات البشرية والفنية والتكنولوجية بالشركات والوحدات التابعة للمساهمة فى كل المشروعات القومية للدولة وعلى رأسها المساهمة فى مواجهة تحدى نقص المياه من خلال إقامة محطات التحلية وكذلك العمل على إتاحة تقنيات وحلول جديدة لمعالجة وتنقية المياه فى مصر، قام الدكتور مهندس/ إيهاب أبوبكر السحيلى– رئيس مجلس إدارة مركز التميز العلمى والتكنولوجى بافتتاح أول محطة لمعالجة وإعادة استخدام المياه الرمادية بالمركز الطبى التخصصى التابع لوزارة الإنتاج الحربى بحلوان بالتعاون مع مركز تطوير المشروعات وتكنولوجيا الأبحاث العلمية ومؤسسة مصر الخير لتكون بداية لتعميم استخدام هذه الوحدات بمختلف الطاقات الإنتاجية فى المنشآت الإدارية والخدمية والمستشفيات.

وأكد "السحيلى" أن فكرة المشروع تهدف إلى المساهمة فى حل مشكلة نقص المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحى من خلال تطبيق فكرة إعادة استخدام المياه الرمادية بعد معالجتها، مشيراً إلى أن المياه الرمادية هى أحد أنواع مياه الصرف وهى ناتج صرف المياه من الأحواض والمغاسل وأحواض الاستحمام والغسالات والمطابخ والمصارف الأرضية ويرجع هذا الاسم إلى اللون الرمادى الذى تؤول إليه بعد الركود والترسيب.

وأوضح أن المياه الرمادية تتميز بأنها تحتوى على كميات ضئيلة من المواد العضوية ويمكن إعادة استخدامها بعد معالجتها، وفى مصر يتم استهلاك نحو 10 مليارات متر مكعب سنوياً من المياه فى مختلف أنواع المبانى السكنية والخدمية وغيرها والتى يمكن استرجاع نسبة تتراوح من 75-85% منها، ويحقق إعادة استخدام المياه الرمادية ترشيد استهلاك مياه الشرب بالمنازل وكذلك توفير قيمة الطاقة المستخدمة فى ضخ مياه الشرب وأيضاً توفير قيمة الطاقة المستخدمة فى معالجة المياه فى محطات معالجة الصرف الصحى.

فى هذا الصدد يقول اللواء مهندس محمد مختار قنديل إن مشكلة المياه توجد فى العديد من الدول، ولكن مصر دائما ما تعمل على وجود بدائل لأى مورد قد ينقص لديها، ففى مجال المياه يعتبر الآن جميع المحافظات بها محطات لتحلية المياه، لاستغلالها فى جميع الصناعات التى يمكن الاستفادة، كما توفر لنا الكثير من الأموال المهدرة، ويوفر لنا مياه الشرب لاستخدامها لأغراض الطعام.

وأضاف اللواء "قنديل" أن تلك المياه تفيد المصانع بدلا من إهدار مياه الشرب فى الصناعات، خاصة بعد مشكلة سد النهضة والمفاوضات التى تحدث حالية، مشيرا إلى أن مصر لن تستغنى عن حقها، ولكنها تتبع الطرق الدبلوماسية.

وأوضح أن كثرة إنشاء محطات التحلية لا تعنى أن مصر ستستغنى عن حصتها فى مياه النيل، لذلك تنشء تلك المحطات، هذا ليس له أى علاقة، ولكن إنشاء تلك المحطات متعلق بالتنمية لديها، وتطوير أساليب الصناعة والزراعة، لأن تلك المياه المحلاة تستخدم فى الزراعة أيضا.

ونوه رئيس مجلس إدارة مركز التميز العلمى والتكنولوجى إلى أن نظام معالجة المياه الرمادية يتميز بأنه سهل التركيب والاستخدام ويمكن تركيبه فى المنازل والمطاعم والقرى السياحية وجميع المنشآت العامة والخاصة كما يتميز بانخفاض سعر الوحدة وانخفاض تكاليف تشغيلها ويمكن توفير الوحده بسعات معالجة متعددة كما يتم تصنيع النظام بالكامل بمصر.

واختتم أن وحدة معالجة المياه الرمادية تتكون من عدد من المكونات الفنية مثل نظام حقن الكلور، خزان ابتدائى لتجميع المياه الخام، مضخة لتغذية الفلاتر، وحدة فلترة، نظام لحقن الكيماويات، وحدة تعقيم فوق بنفسجية، خزان نهائى لتجميع المياه المعالجة، مضخة لتغذية مخارج المياه، أجهزة قياس مختلفة، أغشية UF للعمل بالتوازى، ووحدة تشغيل وتحكم، ويمكن استخدام المياه الرمادية بعد معالجتها فى تغذية صناديق الطرد فى دورات المياه بالمساجد والمستشفيات والمبانى الادارية ورى الحدائق والمساحات الخضراء وإعداد الخلطات الخرسانية وغسيل السيارات وأغراض التبريد فى محطات الطاقة ومكافحة الحرائق والحفاظ على المخزون الجوفى من المياه وإعادة تغذيته، وكذلك الحفاظ على المواد العضوية المفيدة للنباتات".