رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

تحور الفيروسات يعجل بانتهاء جائحة كورونا

ما زال العالم على موعد مع ظهور متحورات كورونا المختلفة، حيث إنه انتشرت خلال الأسابيع القليلة الماضية العديد من المتحورات الناتجة عن فيروس كورونا، والتى كان آخرها "المتحور الروسى نيوكوف" فضلا عن متحور أسترالى أخر جديد يطلق عليه اسم "ابن أوميكرون"، وجميع هذه المتحورات هى ناتجة عن الفيروس الأصلى وهو فيروس كورونا، والذى اعتبره العلماء بأنه سيستمر لعدة سنوات ويتحول فى النهاية إلى أن يكون فيروسا موسميا مثل فيروس الأنفلونزا الموسمية، ويؤخذ له مصل مثل باقى الفيروسات.

"الزمان" تكشف فى السطور القليلة التالية، أن تحور الفيروسات وظهور أجيال جديدة من فيروس كورونا، وظهور المتحورات المتعددة الأسماء بأشكال مختلفة يدل على أن الجائحة العالمية لفيروس كورونا بدأت فى الانحصار، كما أن انتشار الفيروس بين العديد من الدول بمتحورات مختلفة يوضح أن دول العالم نجحت فى محاصرة الفيروس والسيطرة على الجائحة، وأن الجائحة ستنتهى فى وقت قريب ويكون بذلك قد تحولت الجائحة من وباء يحصد أرواح المواطنين إلى فيروس موسمى عادى يؤخذ له مصل أو لقاح.

وقد رصدت بعض بلدان العالم عدد من المتحورات الجديدة من فيروس كورونا، ومنها متحور "نيوكوف" الروسى، والذى أعلنت عن ظهوره السلطات الروسية، كما أعلنت السلطات الأسترالية عن رصد متحور جديد أطلقت عليه اسم "ابن أوميكرون"، حيث أعلن مدير مركز جماليا الروسى للأوبئة والأحياء الدقيقة ألكسندر جينسبرج، أن الطفرات تحدث باستمرار، ففى تلك البلدان التى يبلغ فيها مستوى التسلسل حوالى 100 ألف أو أكثر شهريا سيتم دائمًا اكتشاف متغيرات جديدة، ولكن فى البلاد ذوى معدل تسلسل من ألفين إلى أربعة آلاف، فلن تكتشف أبدًا سلالات جديدة هناك، كما أعلنت السلطات الصحية فى ولاية فيكتوريا الأسترالية، عن رصد عدد من حالات الإصابة بمتحور فرعى من سلالة "أوميكرون".

وقال رئيس لجنة مكافحة فيروس كورونا المستجد فى الولاية جيروين وايمار، إن السلطات الصحية رصدت حرفيا حفنة من حالات الإصابة بالمتحور الفرعى من أوميكرون، والذى تم تسميته "ابن أوميكرون"، كما اكتشف باحثون صينيون نوعًا جديدًا من فيروس كورونا بين الخفافيش فى جنوب أفريقيا، حيث صرحت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط، أن موقف المنظمة واضح من الإغلاق التام بين البلدان، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد خلال الفترة الحالية، مؤكدة أن المنظمة لا توصى بالإغلاق التام، لأن هذا الإغلاق يترتب عليه خسائر اقتصادية وطبية كبيرة.

وذكرت أن المنظمة توصى بالإغلاق لفترة محددة ولأماكن معينة، خاصة فى الأماكن التى زادت الإصابات بها، مما يهدد طاقة الدولة فى التعامل مع الجائحة، لافتة إلى التوصية بالإغلاق المؤقت لحين استعادة قدرة البلد على مكافحة الجائحة، ثم عودة الأنشطة من جديد، كما صرح الدكتور أحمد المنظرى المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط، أنه لا يزال الوضع الراهن لكورونا فى الإقليم يبعث على القلق، لافتا إلى أن هناك أكثر من 18.2 مليون حالة إصابة، ونحو 320 ألف حالة وفاة كورونا، ويمثل ذلك زيادة بنسبة 37% فى الحالات مقارنة بالأسابيع القليلة الماضية بزيادة بنسبة 186% فى الحالات مقارنة الوقت من العام الماضى، مؤكدا أن فيروس كورونا يظل متقدما علينا بخطوة، بينما نعمل بشكل جماعى على احتوائه، حيث إن متحور "أوميكرون" لن يكون التحور الأخير لهذا الفيروس، طالما هناك انخفاض فى مستويات التغطية بالتطعيم، ومحدودية الالتزام بتدابير الوقاية فى إقليم شرق المتوسط، ونحن نسهم فى الزيادة الضخمة المشهودة حاليا، ولا نعمل إلا على إطالة المرحلة الحادة من هذه الجائحة.

من جانبه كشف الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، أن كل الفيروسات قابلة للتحور بهدف الهروب من مناعة جسم الإنسان ومقاومة اللقاحات والأدوية، وهناك عدد كبير من المتحورات تظهر خلال عمليات البحث والترصد التى تقوم بها الجهات البحثية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا، حيث أن ما يتم كشفت عن المتحورات الخاصة بفيروس كورونا أقل بكثير من العدد الحقيقى.

وأضاف أن الجزء العلمى الدقيق بشأن متحور "نيو كوف" الروسى لم يتضح حتى الآن، إلا أنه يأتى فى إطار المتوقع ظهوره من متحورات جديدة، حيث أن العالم لا يزال فى الجيل الثالث من فيروس كورونا، وهناك أجيال أخرى قادمة رابعة وخامسة وسادسة، حيث أن ظهور المتحورات أمر وارد، كما يحدث فى فيروس الأنفلونزا الموسمية، والتى يتم أخذ مصل لها حتى الآن من شركة فاكسيرا لتصنيع اللقاحات فى مصر، مؤكدا أن الخفافيش هى مصدر كل متحورات فيروس كورونا، حتى منذ ظهور فيروس "سارس"، وكل الأدلة تشير إلى أن فيروس كورونا الحالية مصدرها الخفافيش التى نقلتها إلى الحيوانات بسوق ووهان بالصين ثم إلى الإنسان، وهناك قطاع كبير للطب الوقائى وظيفته الرصد والتقصى للفيروسات ومتابعة وتحديث الخريطة الوبائية بشكل مستمر للسيطرة على أى أمراض معدية أو وبائية قد تظهر.

أما الدكتور أشرف حاتم عضو اللجنة العليا للفيروسات، فاكد أن جائحة كورونا مازالت مستمرة وتحور الفيروسات هو أمر طبيعى، خاصة مع توافر اللقاحات التى يتم توفيرها وإعطائها للمواطنين حول العالم مشيرا إلى أن دول كبرى مثل أمريكا وأوروبا دخلت الجائحة قبل مصر وبدأت الارتفاعات فى أعداد الإصابات أو الموجات الجديدة قبل مصر بنحو شهر ونصف أو شهرين وبما أن أمريكا وأوروبا تعيش "الموجة الخامسة" منذ شهر ونصف أو شهرين وتزامنًا مع الارتفاع الشديد فى الإصابات الذى تسجله مصر منذ أسبوع فإننا نعتبر أن مصر قد دخلت الموجة الخامسة لفيروس كورونا.

وأضاف أن إصابات كورونا انتقلت فى دول أوروبا وأمريكا من الجهاز التنفسى السفلى إلى الجهاز التنفسى العلوى، وهو ما يعنى تراجع حدتها ومضاعفاتها مما يجعل المصابين أقل حاجة إلى الدخول فى مخاطر المرض ونأمل أن يكون المتحور الذى تشهده مصر حاليًا يصيب الجهاز التنفسى العلوى بحدة أقل من المتحور دلتا، ويبدأ حدوث نوع من أنواع المناعة المجتمعية نتيجة الإصابات التى يسجلها لكن هذه الحدة التى نأمل أن تكون أقل من حدة المتحور دلتا سوف تحدث فقط مع الأشخاص الذين تناولوا التطعيم فهؤلاء إذا أصيبوا بأوميكرون ستكون إصابتهم غير مقلقة.