رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي

عروس الإسماعيلية ليست الأولى ولا الأخيرة

أصبح العنف ضد المرأة الآن معترفًا به باعتباره مشكلة عامة وانتهاكًا لحقوق الإنسان لما له من أهمية بصفته عامل خطر مهم لاعتلال صحة المرأة ذو عواقب وخيمة بعيدة المدى على صحتهن الجسدية والعقلية؛ شاهدنا جميعاً الحادث المؤلم الذى وقع لعروس الإسماعيلية التى تلقت "علقة موت" على يد زوجها وهى بفستان الزفاف وهو أمر مهين للنساء وغير آدمى وغير مقبول بأى شكل؛ هناك العديد من أشكال من العنف النفسى أو العقلى أو العاطفى ضد المرأة؛ منها الضرب أو منعها من رؤية العائلة والأصدقاء أو الاستخفاف المستمر والإذلال وكذلك القيود الاقتصادية والعنف أو التهديدات ضد الأشياء العزيزة وأشكال أخرى من سلوكيات التحكم يصعب تعريفها عبر الثقافات والبلدان لأنه يمكن أن تتخذ أشكالًا مختلفة؛ الشكل الأكثر شيوعًا للعنف الأسرى هو قيام الرجال بضرب الزوجات أو الشريكات ويشمل ذلك الإصابات الأكثر شيوعًا التى تتعرض لها النساء من العنف المنزلى ككسر أو خلع الذراعين والساقين أو جروح الوجه والرقبة والجزء العلوى من الجسم بل وتنجم هذه الإصابات عن الضربات بالأيدى أو حتى السكاكين والأشياء الحادة الأخرى؛ طالما هناك تغاضى وتبرير ضد العنف تجاه النساء لم ولن تتوقف تلك الأنوع من الحوادث ولن تكون عروس الإسماعيلية الأولى ولا الأخيرة من نوعها؛ غالبًا ما يتعين على النساء من ضحايا العنف المنزلى واللاتى أصبن بإصابات خطيرة العمل مع ومن خلال المحاكم والشرطة عند طلب المساعدة والحماية والحل؛ وفى بعض الأحيان إذا تعرضت المرأة للضرب لا تستطيع طلب المساعدة من الجهات المختصة فيتم إحالة قضيتها إلى كبار السن بالأسرة والذين بدورهم يستدعون الزوج الذى "أحيانًا" إذا ثبت أنه مذنب يعاقب؛ لكنه سريعاً ما يعود ويضرب زوجته مرة أخرى لأنه ببساطة لم يجد العقاب المناسب لفعله؛ تصنف الأفعال العنيفة على أنها أعمال جسدية أو جنسية أو نفسية يمكن اعتبارها حرماناً أو إهمالاً أو شكل من أشكال الإساءة النفسية؛ وغالبًا ما تتفاعل هذه الأشكال مع بعضها البعض وتشكل نمط معقد من السلوك حيث يتم الجمع بين العنف النفسى والاعتداء الجسدى أو الجنسى فى بعض الأحيان؛ يعتبر العنف ضد المرأة انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان للمرأة ويثير قلقًا وهنا يمكن للخدمات والمجتمعات الصحية المحلية أن تلعب دورًا مركزيًا فى زيادة الوعى بين الجمهور لمنع هذا العنف لأن مناقشة هذا الموضوع بصراحة هو وسيلة للحد من تسامح المجتمع تجاه العنف ضد المرأة ولا تزال هناك معرفة محدودة حول التدخلات الأكثر فعالية للوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعى لكن التوثيق والتقييم هما عنصران أساسيان فى بناء هذه المعرفة والتعاريف الواضحة عنصر مهم للغاية.