أمين سر حركة فتح: مصر تسعى لتوفير كل أسباب الصمود والقوة لشعبنا في غزة التعليم تصدر بيانا بشأن تصحيح امتحانات الثانوية العامة المقالية الأرصاد محذرة من طقس الأيام المقبلة.. نشاط رياح ورمال تؤدي لتدهور الرؤية توافد جمهور الأهلي لحضور مباراة مازيمبي بايدن يرحب بالمشاركة في مناظرة أمام ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بلينكن: اتفقنا مع الصين على استدامة الاتصال الدبلوماسي لإدارة العلاقات الثنائية بصورة مسئولة محافظ بني سويف يتابع انتظام العمل بسوق السيارات شرق النيل من خلال التقرير الميداني لمنظومة العمل محافظ قنا يعلن الطوارئ وغلق الطرق السريعه لحين استقرار الأحوال الجوية وزيرة البيئة تعقد لقاء ثنائيا مع وزيرة الدولة الألمانية للمناخ محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بمركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارىء والسلامة العامة بالديوان العام الوادي الجديد: رفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية محافظ المنيا يوجه بمتابعة الالتزام بمواعيد العمل الصيفية بدءا من اليوم
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقال رئيس التحرير

لم أجد غير الـ «آاااااااااااااااه» عنوانا

هل الدنيا أغلقت أبوابها؟!!!... وانعدم خيرها وجف ضرعها؟؟!!...

هل أوشكت الرحمة على الأفول؟!!.... وانتزعت من القلوب وزالت من النفوس؟؟!!... فزاغت الأبصار عن النور!!!..

وإن كانت الإجابة بالنفي...

فبـما تفسر وجود العنف بهذا القدر الرهيب غير المقبول ؟؟!!....

فبـما تفسر هذه القسوة البالغة التى سيطرت على الأفئدة فأطاحت بالعقول؟؟!!!... وأصبحت ران وحميما تغلى بها نفوس كثيرين بلغت حد اللامعقول!!!!... من شدة الحقد والحسد والضغينة يهوى إلى العدم دون حتى أن يمر بدنيا الذبول؟!!!!....

فبما تفسر هذه الشلالات من الدماء التى تنحدر صباح مساء وليل نهار.. فتغطى جانبا كبيرا من الأرض؟؟؟!!.... فتطيح بالإنسان فلا يبقى مكانه إلا متوحشا كالغول!!!...

ألستم معى بأنه لا يوجد فى دنيانا إلا الجحود!!!!... إلا النكران!!!!... إلا العبوس!!!!... إلا الخيانة!!!!... إلا الغدر!!!!... إلا المؤامرة!!!!!.... التى خلفت واقع مر عليل معلول!!..

ألستم معى بأن حسابات الشر فاقت كل حد وبلغت أقصى حد؟؟!!!.....

ألستم معى بأن الشر دوائره قد اتسعت وتفسخت؟؟!!!... فغطت كل أرض !!...

ألستم معى بأن دوائر الخير قد انحصرت فانحسرت وانكسرت ... وغاب نجمها وضلت طريقها إلى النفوس والقلوب والأفئدة؟؟!!!..... فأثقلت الوجد.. ويئست الروح .. بعد أن أعدمت الضمير...

والله عندما أتأمل وأجول ببصرى هنا وهناك وأصول ببصيرتى بين البدايات والغايات فيما انتهينا إليه من سوء الحال انتظارا لحين أن تحين ساعة الممات... أتمنى من الله سرعة المآل ... وأدعوه التعجيل لأطوى صفحة حياتى التى كدت أنهار بل سقطت مغشيا عليّ لمرات من هول ما أراه.. وما أسمعه... وما أشاهد... من مواقف وأحقاد وصراعات.... لدرجة عندما أرى ضوء النهار يخترق الظلام ليعلن عن يوم جديد أغمض عيناي.... أسرع بوضع يداى على جفونى لا أريد أن أراه.... لا أريد صباحا جديدا بكل ما يحمل من أوجاع وهموم وأحزان وشجون من آهات وصرخات....

أحاول الهروب من نفسى.. من نهاري... لم أعد أتحمل رؤية تعذيب الأطفال الصغار.. لم أعد أصدق أن خادمة تلطم رضيعا أو أخرى تفتح عليه صنبور المياه... وقد أسرعت بشل يده اليسرى بإحدى قدميها الآثمتين.. حتى تعجزه عن الحركة....

أكاد أجن من هذه الصورة التى بدت أمامى وأنا أتابع ما يعرضه «الفيس» من أخبار وصور ومشاهد بكل إذلال أراه يحاول التخلص بسائر جسده الصغير العاجز الضعيف... ولا تتركه إلا بعد أن تبدأ أنفاسه فى الاحتباس.. فتقوم برفع قدمها عنه....

وبمجرد أن يحسب أنه قد نجا وتمكن من الافلات منها.... وبدأت أنفاسه الضعيفة تسترد إليه... تعاود من جديد سلسة التعذيب...

ومشهد آخر لأخرى تقف على ظهر رضيع آخر بل وتجد سعادة مرضية فى القفز عليه لأكثر من مرة.....

أهوال أصبحنا نراها ونشاهدها ... نالت من صغارنا ونالت من مجتمعاتنا .. ونالت من أبناء أمتنا العربية والإسلامية فى كل مكان...

ما عدت احتمل سئمت مشاهد العنف والقتل والتشفى فى بورما لأطفال صغار.. وهم يلقون حتفهم فى محارق بعد تمزيق أضلعهم بلا رقيب أو رادع على يد عبد أبق مارق... وآخرين أطفال ونساء وشيوخ ورجال تذل آدميتهم جميعا .. أو ما شابه من صور التعذيب.. أو أنهم يغربون عن أوطانهم فى معسكرات غربية غريبة لا ندرى ما الذى يجرى لهم ؟؟!!....

لا يتحرك من أجلهم ساكن ولا يعبأ بوجودهم مخلوق مهما بلغ من درجته ومكانته سوى قله قليلة كيف لا أحزن وأن الضمير الإنسانى يكتفى بمجرد كلمات شجب ؟؟!!..

مضطرة أن أطالع جميع وسائل الميديا ووسائل الاتصال أو ما يعرف حديثا بـ«المالتى ميديا».. حتى أتعايش مع ما يحدث داخليا وحاريجا.. يزداد اشمئزازى وكراهيتى لتلك الدنيا .. وأن أجد هذا الإنسان متجردا من جميع القيم الإنسانية والشيم الأخلاقية فى كل مكان... بشيوع الفحش وإذاعة الفواحش والتحريض على العنف.. ليكون أقلها وإن كان أعظمها الذى يفتح الطريق على هذا التوحش الجسدى.. هو بذاءة الألسنة ودنائة الألفاظ.. وفظعتها فى السباب واللعان وقذف المحصنات.. ووسائل التعبير الرخيصة.. فى مواضع الاختلاف أو النقل.. وهنا أتذكر قوله تعالى «هل يستوى الذين يعملون والذين لا يعملون»

يا إلهي!!! .. أيها الناس.. ماذا ترسون؟؟!!... ماذا تؤصلون ؟؟!!!...ماذا تورثون؟!؟!... لمن بعدكم وأى أجيال ؟؟!!.. تلك التى ترفع الراية منكم .. أى راية؟!! .. إنها راية الفناء و العدم حين إعدام الأخلاق وانعدام الدين.. فلن يكون إلا غولا متوحشا.. أراه قادما من بعيد.. يغطى ظله ما تبقى فى الدنيا من نور قبل أن يأتى بجسده الذى تسبقه رائحته الكريهة.. التى تتحشرج معها النفوس .

وما بين ركام هذه الآلام.. فى سواد تلك الأيام.. منها أجد حشودا تخرج من بنجلادش فى قطار امتلأ عن آخره.. ولم يبق فيه مكان إلا وفيه شاب أو صغير استشعر حالة الظلم والاعتداء والتعدى الذى يقع فيه مستجيرو «بورما» ... ولكن سريعا ما غابت عنى شعاع تلك اللقطة .. فالسواد الذى يحيطنى أعظم وأقوى....

أخشى أن نكون قد عدنا وبكل تأكيد لأسوأ وأفظع من أيام الغاب وفظاعتها ترتكز اليوم فى التلذذ والاستمتاع وكأنها شهوة طاغية... تبادل هذه الصور اللاإنسانية المتوحشة عبر مواقع التواصل الاجتماعى..

واتساءل وإن كانت الإجابة واضحة.. ولكنى أخدع نفسى فلا استطيع أن اتقبل أن ذلك سلوك إنسانى طبيعى أو أسلم أنه أصبح أمرا واقعيا ... ماذا يعنى تناول وتداول هذه الفيديوهات التى تعكس ضراوة رواجها طبيعة الحالة الإنسانية التى تعيش هذه الأيام... أفهل تم التباس البشر بأرواح شيطانية؟؟!!... أم أنهم أصبحوا جميعا مرضى نفسيين يعانون من «السادية» ذلك المرض النفسى اللعين الذى يتلذذ بتعذيب البشر ليكون قمة الشذوذ فيه هو تعذيب الأطفال... أو أنها خطة مدروسة لانتزاع الإنسانية والرحمة من قلوب العرب والمسلمين على حد سواء.. أو أننى أجدها عقابا من الله سبحانه وتعالى.. حين أغفلت الأم دورها المنوط بها .. وهو مسئوليتها عن تربية فلذات أكبادها وتركهم لعقدة الخواجة وهو استبدال دورها بأخرى غالبا لا تعرف الله!!!....

يزيد تعجبى أننى لم أجد هذه الفيديوهات الشاذة المرضية فى الغرب.. بقدر ما وجدتها فى دول عربية مسلمة.. وهذا يعكس أن هذه المجتمعات قد أصيبت بخلل جامح وشديد... حين تخلت الأم عن دورها الذى يحمل أعظم الرسائل الضميرية والإنسانية فكانت غضبة كبرى من السماء.. هل نراجع أنفسنا ؟؟!!.. هل نفيق؟؟!!... فحين قامت الأمة بتقليد أعمى لتنحسر فى الاستسلام بين قطبى الخراب الإنسانى وهو الغضب المقنع المتمثل فى العنف بكافة أشكاله وبين الشهوة وقعنا فى المحظور العظيم... وهو منهج «إبليس» وشيطاينه الذين هما طريقه لإفساد الأرض.. بإفساد البشر ..

ذلك المنهج الممنهج المعتمد «للصهيونية العالمية» والمترجم بأدق صوره فى الميديا الأمريكية.. وأحلام ومعطيات واقع «هوليود العظيمة»... لتكون هذه المشاهد كفيلة بالقضاء على كل نبت صالح بالقضاء على كل ما هو جميل ونبيل وله حسن رفيع... للقضاء على الإنسانية بكل معانيها وشيمها الأخلاقية..

حتى بلغ المقام بنا أيها السادة أن انتزعت الرحمة من القلوب.. أصبحنا فى زمن ما قبل الإنسانية.. نعيش زمان الأساطير القديمة بكل ما فيها من خيال فاسد ومعان أفســـد....

فنحن نعيش ما يعرف بالــ «media» و «multimedia»... وعصر أباطرة هوليود الأمريكية بأفلامها...

كى ترسخ فكرة التكفير... كى تضع الحجر الأساسى لفناء العالم ... كى تدشن للهلاك المدمر بضرب القيم والعقائد والأديان والأخلاق والمبادئ والمعانى الإنسانية القديرة والجديرة بالاعتبار نعيش زمن استباحة الآدمية على الأرض فى زمن تصعق فيه إنسانية الإنسان ويردم فيه الإحساس بالحساب والعقاب والجزاء وباليوم الآخر... لترسيخ إطـــلاق شعلة «الإلحاد»... لعلها تلتهم الأرض.. «وأنا أقول وأدعوا ليتها تعجل بفنائها»...

لقد زرع هؤلاء فى نفوس البشر بذور الشر فأضحت ثمارها علقما وأشواكا.. كيف لا؟؟!!... وقد سرت فيها الروح الشيطانية أو الحيوانية أو فلتقل ما شئت.. فلك ذلك....

واقتحمتنى أبيات

لتزلزل ما تبقى من أركان كياني

يا من يعاتبُ مذبوحـاً على دمـه

ونزفِ شريانــهِ، ما أسهــلَ العــتبـا

من جرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ

ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا

حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقى

من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطـربا؟

فى هذه الأجواء الملبدة بالغيوم ووسط هذه الركام.. جذبنى بصيص أمل قادم من بعيد يلوح أمامى بأن الخير باق ما بقيت السماوات والأرض... وأن الدنيا على وحشيتها فيها الكثير الذى يستأنس بل فيها الجميل الذى يربط الإنسان بالحياة ويتعلق بها ...

فمنذ أيام ... ألتقطت عدسات كاميرا إنسان له حس نبيل امرأة تقطع الطريق تجر عربة صغيرة عليها أحمال ثقيلة تدفعها بيدها الضعيفة ... وسط قهوة تكتظ بشباب عاطل لا هم له إلا قتل أوقاتهم وإعدام شبابهم بأيديهم..... لقطة معبرة تكشف قيما تحتاج إلى استدعاء وقيما تحتاج إلى استغناء... الأمر الذى أدى إلى أن تتحرك لهذه الفتاة الكادحة قلوب واعية .. ومدركة بقيم الرحمة والشفقة والاحساس بالآخرين...

لكم تأثر بهذه السيدة أشخاص.. وتأملوا فى حياتها.. وتحركوا لمساعدتها.. هكذا يحرص المجتمع الصالح على تفقد أحوال المحتاجين وسرعة تقديم العون لهم إحساس نفيس وعملة تغرق دونها العملات لأنها من معدن نفيس....

إن مساعدة المعوذين ومساندة الفقراء المساكين ليس بتقديم لقمة سرعان ما تذوب بالهضم ... وإنما بمشاركتهم هموم حياتهم والوقوف بجانبهم.. فهذا الإحساس أغلى من أى مال وعملة أيا كانت...

وإذ تمر مصر بمرحلة صعبة وأزمات اقتصادية عصيبة تبحث عن مخرج جاد لها... وتمضى فى طريق الإصلاح وتخطو بخطوات تحسب لها فى كثير من الأحيان... ولكن من يخفف على المجتمع المصرى آلامه وشعوره وحالته؟؟!!!... ذلك الإحساس الذى يمنح الفقير حقا لدى الغني... ويسمح للمحتاج أن يطلب من صاحب المال دون تردد أو ارتباك لأنه يعلم أن الميسرة قد بنت له صرحا كبيرا فى عقلية الغني..

أيها السادة ...

من الممكن أن نتجاوز الأزمة مهما كانت.... ومهما بلغت من شدتها... عندما تسرى روح الرحمة بين الناس جميعا... عندما تسود الرأفة وتستقر قلوب الأفاضل من الناس...

وأنا هنا.. أشهد لهذا الموقف النبيل الذى قام به السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى..... ليعطى نموذجا يحتذى به فى مساعدة المحتاجين والوقوف بجوار الفقراء والمساكين والمكافحين...

فمصر ما زالت بخير على الرغم من حدة الأمواج التى طالتها والرياح التى انتابتها... فمصر بخير مادام أهلها بخير...

لا أزال أعيش فى مسيرة التعجب... من عيون لا ترى إلا القبح... حيث بلغت من القوة والبلاغة.. أنها تحاول أن تعبث بالمشاهد الإنسانية رغم أنها نقاط وشموع من نور وسط هذا الظلام الحالك... بدلا من أن تحاول أن تعظم من هذا السلوك الإنسانى ليكون نقطة انطلاق نحو إنسانية جديدة وعالم جديد... يحاول أن يمسح دموع هؤلاء المعوذين.. ويكون ظهيرا لهم .. لعل ذلك السلوك يعود على القادرين وأصحاب المسئوليات ببركة عظيمة نحتاجها حين يردها الله عنهم.. .. «فصنائع المعروف تقى مصارع السوء».............. «مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» سورة البقرة...

وما قالته حاضنة الرسالة السيدة خديجة «رضى الله عنه».. عندما عاد النبى مرتجفا خائفا يرتعش من شدة هول ما رآه... فلم يكن يعرف ما الذى حدث له؟؟!!.. هل ما رآه خير أم شر؟؟!!.. هل ما شاهده من صنع الجن ؟؟!!.. أم أنه أمر خالص من عند الله !!!!... الذى كان يشعر به ويعرفه من قبل أن يكون هناك وحي!!!... حينها قالت له السيدة خديجة فى رباطة جأش وقوة عزيمة ..:«كَلا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ ، أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِى « يكرم» الضيف ، يحمل الكل ، يعين على نوائب الدهر .. فو الله لن يخزيك الله أبداً»....

وإذا كان الفلاسفة فى الماضى يبحثون عن المدينة الفاضلة والعالم المثالى إنما كان لغلبة الدنيا وطغينها .. التى كان يخرج الإنسان معها عن إنسانيته فإنه اليوم حين يكتسح الشر والشيطنة ... معظم أرجاء الإنسان إلا ما رحم ربى وكذلك يكتسى كل الأرض .. فلا ملاذ ولا مناص... إلا العودة والاعتكاف... فى روضات الرحمة بآيات القرآن وسيرة النبى العدنان... أكثر مما كان ... ولكن ليس بالاستمتاع بصحبتهم والخلوة معهم فحسب ... ولكن بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يعجل بالنهاية!!!!....

موضوعات متعلقة