رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

أخبار

ذكري رحيل ناصر الـ52.. حبيب الملايين ونصير المظلومين

الراحل جمال عبد الناصر
الراحل جمال عبد الناصر

تحل اليوم الأربعاء 28 سبتمبر، الذكرى 52 لوفاة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، الذي توفي هذا اليوم من عام 1970، تاركا خلفه بصمة حفرت في قلوب ملايين المصريين بشكل خاص وشعوب العالم العربي والإفريقي بصفة عامة.

وألهب عبدالناصر، المشاعر الوطنية في قلوب الشعب، وبعث في العروبة روح المقاومة. وُلِدَ زعيمًا وحلم بالعروبة من المحيط إلى الخليج، وأدرك أهمية النمو الاقتصادي في نهضة أي أمة.

ولد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى 15 يناير 1918، فى حى باكوس الشعبي بالإسكندرية، وتمتد أصول أسرته إلى قرية بنى مر بمحافظة أسيوط فى الصعيد .

انتقل عبد الناصر فى مرحلة التعليم الأساسية بين العديد من المدارس الابتدائية؛ حيث كان والده دائم التنقل بحكم وظيفته في مصلحة البريد، فأنهى دراسته الابتدائية في قرية الخطاطبة إحدى قرى دلتا مصر، ثم سافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية، والتحق بمدرسة حلوان الثانوية ثم رأس التين الثانوية بالإسكندرية، وحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة الثانوية بحى الظاهر بالقاهرة.

بدأ عبد الناصر تاريخه في العمل السياسي منذ كان عمره 17 عاما، حيث شارك في مظاهرات شعبية يطالب فيها بجلاء الاحتلال عن مصر .

وحكى عبدالناصر، قصة أول مظاهرة شارك فيها، في حوار مع جريدة التايم الأمريكية في 18 يونيو 1962 قائلًا: "كنت أعبر ميدان المنشية في الإسكندرية عام 1930، حين وجدت اشتباكاً بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات من البوليس، ولم أتردد في تقرير موقفي؛ فلقد انضممت على الفور إلى المتظاهرين، دون أن أعرف أي شيء عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله".

وحين أتم عبد الناصر، تعليمه الثانوي قرر الالتحاق بالكلية الحربية ولم ينجح في أول محاولة ، فالتحق بحقوق القاهرة 6 أشهر، وفى عام 1936 اتجهت النية إلى زيادة ضباط الجيش فتقدم إلى الكلية الحربية وقبل وتخرج في يوليو عام 1938، والتحق بسلاح المشاة ونقل إلى منقباد.

وبعد عام خدم عبد الناصر عام 1939 في الخرطوم وجبل الأولياء، وبدأ يدخل الجيش طبقة جديدة من الضباط الذين كانوا يرون ضرورة تطهيره من الداخل أولا لإحداث تغيير شامل.
حصار الفالوجا

وشارك جمال عبدالناصر في حرب فلسطين وجرح فيها وحوصر في الفالوجا وبعدها تأكد أن المعركة الحقيقية في مصر.

وبعد أن عاد عبد الناصر من الحرب، بدأ نشاطه مع الضباط الأحرار إلى أن وقع حريق القاهرة في 26 يناير عام 1952، وحدثت مواجهة بين الضباط الأحرار والملك فاروق في انتخابات نادى الضباط؛ حيث نجح محمد نجيب مرشح الأحرار فيما خسر حسين سرى عامر مرشح الملك، وألغيت الانتخابات.

وحينها قرر عبدالناصر والضابط الأحرار، تقديم موعد الثورة إلى ليلة 23 يوليو عام 1952، ليتوج عبدالناصر مشوار بدأ قبل 70 عاما للتحرر من الاستعمار البريطاني لمصر، في لحظة مثلت نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث، ليصير بعدها هذا الجنوبي أسمر الوجه، ملهما وداعما للعديد من الثورات وحركات التحرر في العالم.

صدر قانون الإصلاح الزراعي المصري 9 سبتمبر 1952، الذي طبقه جمال عبدالناصر، وكان لصدور القانون في هذا التوقيت إعادة لتوزيع ملكية الأراضي الزراعية على الفلاحين بحد أقصى 200 فدان للفرد، ليتم فيما بعد بتوثيق تلك العدالة وإنصاف الفلاحين برجوع حقوقهم، باسم عيد الفلاح المصري.

ووزع الرئيس جمال عبدالناصر، عقود الملكية للأراضي الزراعية التي استقطعت من الإقطاع على الفلاحين الصغار بمعدل 5 أفدنة لكل فلاح.

وتوسعت بالإصلاح الزراعي زراعات مثل القطن، وبدأ الفلاح يجني ثمار زرعه، ويعلم أبناءه، ويتولى الفلاحين حكم أنفسهم، وانهارت طبقة باشوات مصر ملاك الأرض الزراعية وحكام مصر قبل الثورة.

وفي 24 يونيو 1956، وبعد إعلان الجمهورية وخروج القوات البريطانية من مصر، انتخب جمال عبدالناصر رئيسًا للجمهورية بالاستفتاء الشعبي وفقاً لدستور 16 يناير 1956، أول دستور للثورة وفي 22 فبراير 1958 وأصبح «عبد الناصر» رئيسا للجمهورية العربية المتحدة بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا.

بعدها لم يركن "ناصر" للراحة، بل دخل في معارك التنمية والتصنيع، واسترداد الاقتصاد المصري من الأجانب واليهود، وبدأ معركة بناء السد العالي، وفي نفس الوقت كان يساند كل ثورات التحرير في العالم العربي وإفريقيا والعالم الثالث.

وظلت روح التحدي والصمود والقدرة على المواجهة، ورد الظلم تسيطر على ناصر، فأحب المصريين فيه قدرته على التعبير عن مصالحهم وحقوقهم ، إلى أن رحل الزعيم في 28 سبتمبر من عام 1953 ليترك خلفه ذكرى حاضرة ملهمة للملايين من المصريين والعرب.