رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

في ذكرى مئويته.. تعرف على أبرز قرارات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر

سيرة خالدة لزعيم امتدت بطول مائة عام، قصة زعيم حفر حبه  في داخل كل قلب عربي، سيرة زعيم لطالما كان همه الأكبر هو وطنه العربي، زعيم كان يتمتع بالقوة والكرامة وعزة النفس ، زعيم ناضل في فلسطين منذ عام 1948 ، وخاض حرب 1956 وحرب 1967 وكان الشعب المصري كله بجميع طوائفه يقف خلف قائده دون ملل، حتي بعد رحيله بقيت ذكراه ومواقفه حتى اليوم، إنه الزعيم الخالد "أبو خالد" الرئيس جمال عبد الناصر.

ولد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في الخامس عشر من يناير من عام 1918، وحفر الزعيم حبة في قلوب الملايين من الشعب المصري، لما اتخذه من قرارات حاسمة غيرت مجرى الحياة في البلاد، أهمها تأميم شركة قناة السويس، فضلا عن مواقفه الإنسانية.

ـ تأسيس حركة الضباط الأحرار

من أهم القرارات وأخطرها التى اتخذها الرئيس جمال عبد الناصر فى بدايات حياته وأثرت على كل السنوات التى أعقبت ذلك، تأسيسيه حركة الضباط الأحرار من عدد من الضباط فى أفرع مختلفة بالقوات المسلحة المصرية.

فى عام 1949، شكل جمال عبد الناصر “اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار”، وتألفت من أربعة عشر عضواً من مختلف التيارات السياسية والاجتماعية، بما فى ذلك ممثلين عن الشباب المصريين، والإخوان المسلمين، والحزب الشيوعى المصرى، والطبقة الأرستقراطية. وانتخب عبد الناصر رئيسا للجنة بالإجماع، وكان هذا القرار بمثابة المنحى الحاد الذى غير وجه السياسة بالقرن العشرين.

 قيادة الثورة ضد الملكية

رأى جمال عبد الناصر أن السلطة الملكية المصرية لا يمكن إصلاحها بالعمل السياسى ولذلك قرر الثورة على الملكية وإقامة حياة سياسية جديدة بعيدا عن احتكار السلطة والثروة فى يد العائلة المالكة وأتباعها ومعاونيها.

بالفعل فى ليلة 23 يوليو من عام 1952 قاد جمال عبد الناصر الضباط الأحرار وتوجه إلى القصر الملكى وخلع الملك فاروق وأعلن نجاح الثورة فى بيان تلاه من الإذاعة أنور السادات صديق جمال عبد الناصر ونائبه والرئيس المصرى الذى جاء بعده. 

ـ إصدار قانون الإصلاح الزراعى

فى سبتمبر من العام 1953 اتخذ جمال عبد الناصر واحدا من أبرز قرارات ثورة يوليو والذى حول الأمر برمته من حركة انقلاب قام بها الضباط الأحرار إلى ثورة شعبية تراعى مصالح الجماهير وتضعها فى المقام الأول ضمن أولويات السياسة المصرية.

ينص قانون الإصلاح الزراعى على تحديد الملكية الزراعية للأفراد، وأخذ الأرض من كبار الملاك وتوزيعها على صغار الفلاحين المعدمين ثم صدرت تعديلات متتالية على القانون حددت ملكية الفرد والأسرة متدرجة من 200 فدان إلى خمسين فدان للملاك القدامى وأصبح لكل فلاح مصرى 5 أفدنة يزرعها ويأكل ويعيش من خيرها.

ـ تأميم قناة السويس

لا ينكر أى من المؤرخين أن قرار الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس هو أحد أهم وأخطر القرارات التى اتخذها الرئيس جمال عبد الناصر ومن خلال هذا القرار أفصح عن شخصيته الثورية المعادية تماما للإمبريالية العالمية والسياسات الغربية تجاه بلدان العالم الثالث.

ويعنى تأميم قناة السويس نقل ملكية المجرى الملاحى المصرى الإستراتيجى من الحكومة الفرنسية إلى الحكومة المصرية مقابل تعويضات تمنح للأجانب. وأعلن الرئيس جمال عبد الناصر قراره الثورى فى خطبة شهيرة من الإسكندرية يوم 26 يوليو عام 1956م، على خلفية رفض البنك الدولى تمويل بناء السد العالى فى أسوان.

ـ القرارات الاشتراكية

من أهم  القرارات التي اتخذها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إصداره عددا من القرارات الاشتراكية التى حددت شكل الدولة وسياساتها الداخلية فى مجالات الاقتصاد والاجتماع البشرى.

ففى يوليو من عام 1961 صدرت القرارات الاشتراكية وبدأ واضحا أن النظام المصرى بقيادة جمال عبد الناصر يتجه نحو نوع من الاقتصاد المخطط تحت إشراف الدولة وبقيادة القطاع العام.

وفقا لتلك القرارات الاشتراكية التى انحازت إلى أغلبية الشعب وحددت ملامح الإصلاح الاقتصادى فى البلاد؛ أعلن البنك الدولى فى تقريره رقم 870 أن استطاعت مصر عبر تلك الإجراءات تحقيق نسبة نمو بلغت ما قرابته 7% سنويا.

ـ تأسيس الجمهورية العربية المتحدة

تحقق حلم الرئيس جمال عبد الناصر فى توحيد الوطن العربى جزئيا فى العام 1958 عندما تم تأسيس الاتحاد بين مصر وسوريا فى ما عرف فى التاريخ الحديث باسم “الجمهورية العربية المتحدة” وهو الاسم الرسمى للوحدة التى تمت بين مصر وسوريا بين يومى 22 فبراير عام 1958 و28 سبتمبر 1961م.

كانت الوحدة بين مصر وسوريا بداية حقيقية لحلم توحيد الدول العربية.

 وقد أعلنت الوحدة بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين السورى شكرى القوتلى والمصرى جمال عبد الناصر.

فى إطار الوحدة تم الاتفاق على أن يكون عبد الناصر رئيسا للجمهورية العربية المتحدة وأن تكون القاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة. وفى عام 1960 تم توحيد برلمانى البلدين فى مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة فى القاهرة أيضًا، لكن حلم الوحدة تبدد بانقلاب عسكرى تم فى دمشق يوم 28 سبتمبر 1961م.

ـ التنحى عن السلطة

أقول لكم بصدق وبرغم أية عوامل قد أكون بنيت عليها موقفى فى الأزمة، فإننى على استعداد لتحمل المسئولية كلها، ولقد اتخذت قراراً أريدكم جميعاً أن تساعدونى عليه: لقد قررت أن أتنحى تماماً ونهائياً عن أى منصب رسمى وأى دور سياسى، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدى واجبى معها كأى مواطن آخر. إن قوى الاستعمار تتصور أن جمال عبد الناصر هو عدوها، وأريد أن يكون واضحاً أمامهم أنها الأمة العربية كلها وليس جمال عبد الناصر

بهذه الكلمات التى جاءت فى منتصف خطاب وجهه الرئيس جمال عبد الناصر إلى الأمة فى أعقاب هزيمة مصر فى حرب الخامس من يونيو 1967 تنحى الرئيس جمال عبد الناصر عن السلطة وغادر القصر الجمهورى وعاد إلى منزله بمنطقة منشية البكرى”، وهو قرار يعد من أهم القرارات وأشهرها فى  مسيرة الرئيس جمال عبد الناصر وأكسبه احترام الأعداء والأصدقاء على حد سواء.

بعض المشاهد من حياة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر:

حياة بسيطة

الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، محبوب الملايين، لم يحيَ حياة الأثرياء في قصور ولم ينفصل عن شعبه، بل كانت حياته في غاية البساطة، فيقول الكاتب المصري صبري غنيم، في كتابه «أسرار ومواقف في حياة جمال عبدالناصر»، إن الزعيم الراحل كان يقطن منزلًا بسيطًا متواضعًا، ويتناول طعامًا غاية في البساطة، حيث كان الفول المدمس طبقه المعتاد في الفطور، والجبن الأبيض في العشاء.

القوة

لم يَهَبْ جمال عبدالناصر دولة بريطانيا، ولم يدفن رأسه في الرمال كالنعام، كغيره من الرؤساء في ذلك الوقت، فحينما تم سبُّه في هيئة الإذاعة البريطانية وفي التليفزيون الإنجليزي، رد عليهم، قائلًا:" النهارده نقدر نشتمهم ونضربهم بالجزمة من أقل واحد لأكبر واحد"، متابعًا: "النهارده بورسعيد أسقطت رئيس وزراء بريطانيا"

رفض المعونة

وحينما هددت أمريكا مصر بمنع المعونة الأمريكية، رد الزعيم الثائر في خطاب جماهيري، أمام العالم أجمع، معلنًا رفضه للمعونة الأمريكية، والتي كانت تقدر حينئذ بـ50 مليون جنيه، قائلًا: "إن ميزانية الدولة تقدر بـ1100 مليون جنيه، وتقدر مصاريف الخطة بـ500 مليون جنيه، وإذا ضاق بنا الأمر على أن نوفر 50 مليون جنيه نوفرها على الجزمة ولا بتهمنا"

الإخوان

أما عن الإخوان واختلاف الزعيم معهم، فقال عبدالناصر: "إنه عند الاصطدام مع الإخوان 1953، كان الإخوان يريدون في ذلك الوقت القضاء على الثورة ويعملوا أنفسهم أوصياء على الدولة"، فنشب الاختلاف حينئذ وتفاقم الأمر إلى أن وصل لمحاولة اغتيال الرئيس عام 1954، وتم اعتقال أعضاء من الإخوان، كما كشف للشعب وقتها حقيقتهم.

الانحياز للفقراء

لقد نشأ جمال عبدالناصر في شعب 90% منه فقراء، وشاءت الظروف أن يكون هو من بين هذه النسبة الغالبة.. كان يقول: "أنا جمال عبدالناصر أفخر بأن عائلتي لا تزال في بني مُر مثلكم، تعمل وتزرع وتقلع من أجل عزة هذا الوطن وحريته.. وأنا أقول هذا لأسجل أن جمال عبدالناصر نشأ من عائلة فقيرة، وأعاهدكم بأن جمال عبدالناصر سيستمر حتى يموت فقيرا في هذا الوطن".


ثورة اليمن

وفي عام 1962، قال الرئيس عبدالناصر عن ثورة اليمن: "إن الشعب لا يقدر أن يرفع السلاح ضد الثورة، فالأحرار لم يرفعوا السلاح، وأرسل جمال عبدالناصر ما يقرب من 70،000 جندي مصري، على الرغم من الجهود العسكرية والدبلوماسية، متحديًا ملوك السعودية وأمرائها التي حاولت قمع الثورة اليمنية.

موضوعات متعلقة