رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

تفاؤل جزائري بإيجاد حل وشيك للأزمة في ليبيا

برز في الجزائر، مؤخرا، تفاؤل بحل الأزمة الليبية في عام 2023، عن طريق الحلول السلمية التي ستفتح الأبواب لإجراء الانتخابات الرئاسية المتعثرة منذ 24 ديسمبر 2021.

يأتي هذا التفاؤل عقب استقبال قصر المرادية، لعدد من القادة الليبيين، حيث طرحت الجزائر عدة مقترحات أبرزها إمكانية عقد مؤتمر دولي على مستوى وزراء الخارجية في الجزائر لدعم فكرة تنظيم الانتخابات، التي تبقى حسب وجهة النظر الجزائرية الخيار الوحيد والأمثل لحل الأزمة.

وبرز الموقف الجزائري بشكل واضح، خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي الجزائر، تمهيدا لعقد الدورة ال31 للقمة العربية بالجزائر، يومي 1 و2 نوفمبر.

وقال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عقب استقباله للمنفي: "كل الأصدقاء في أوروبا وخارجها وحتى الأشقاء، تيقنوا اليوم بأن الحل في ليبيا يمر حتما عبر الانتخابات ووفق ما يقرره الليبيون أنفسهم ودون تدخل من أي طرف".

توافق جزائري فرنسي

يحيل التفاؤل الجزائري إلى الزيارة الأخيرة التي قامت بها رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابث بورن، إلى الجزائر، حيث طرحت فرنسا الملف الليبي على طاولة النقاش.

ويشير متابعون إلى ظهور توافق كبير في وجهات النظر بين الطرفين الجزائري والفرنسي، فيما يخص المسألة الليبية.

وقال المحلل الاستراتيجي والضابط الجزائري المتقاعد، علي روينة، إن "المصالح الإقتصادية هي حجر الزاوية في جوهر الصراع الليبي، والدول الأوروبية تعاني الآن على عدة جبهات، وبالتالي، فمن الواضح أن تأزم الوضع الأمني في ليبيا لم يعد يخدم مصالحها".

وأشار الخبير الأمني الجزائري إلى أن الدول الأعضاء في حلف الناتو هي الأخرى، لم تعد قادرة على لعب نفس الدور الذي لعبته في ليبيا قبل عشر سنوات.

ويرى الخبراء أن الجزائر تحاول رسم خارطة طريق دولية رفقة الفاعلين الأوروبيين، بهدف تحقيق أهداف عام 2030، فيما يخص مسألة مكافحة الإرهاب.

وقال روينة "تعد الجزائر واحدة من أكثر الدول المعنية بالاستقرار في ليبيا، نظرًا لحدودها المشتركة الطويلة، وستسعى بحكم خبرتها في محاربه الإرهاب، لضمان خروج آمن لليبيا من المأزق".

وقبل ذلك سعت الجزائر لوضع نفسها كوسيط بين الأطراف الليبية،ودعت للوقف الفوري لإطلاق النار، وخفظ النزاع في مختلف المجالات بما فيها قطاع الطاقة وتوزيع الثروات.

وسرعان ما إصطدمت الوساطة الجزائرية، بتأزم الأوضاع الأمنية على أرض الواقع، التي شهدت توترات وأعمال عنف في العديد من المدن الليبية الكبرى.

وتزامن تصريحات تبون مع وصل المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا، السنغالي عبد الله باتيلي، إلى طرابلس لمباشرة مهامه والبحث عن توافق يفضي إلى تنظيم انتخابات وطنية شاملة في أقرب فرصة.

عيون على القمة العربية

يترقب الليبيون مخرجات القمة العربية، فيما أعرب عضو مجلس النواب، عبد الناصر بن نافع، عن تفاؤله بانعقاد القمة على أرض الجزائر.

وقال بن نافع: "نتطلع إلى أن تحقق القمة الجزائر الإجماع العربي، لضمان الاستقرار في ليبيا والسماح لها بالعودة إلى حضن المجتمع العربي والدولي".

وربط الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر، رضوان بوهيدل، نبرة التفائل التي باتت على لسان العديد من الأطراف الفاعلة، بـ"حجم الإرادة الدولية التي أصبحت تتجه بشكل واضح نحو رفض أي سيناريو لتقسيم ليبيا".
وقال بوهيدل لموقع سكاي نيوز عربية: "يبدو أن الجزائر لديها معلومات جديدة حول الأزمة الليبية وستقدمها كمقترح على طاولة القمة العربية ".

وتسعى الجزائر لتمرير فكرة المصالحة، ضمن مخرجات القمة العربية، والتي سيكون فيها للملف الليبي نصيب الأسد.

وقال بوهيدل "تسعى المبادرة الجزائرية لتقديم حلول سياسية قبل الذهاب إلى الحلول الدستورية، ومنه إجراء إنتخابات رئاسية تجمع كل الأطراف، بعيدا عن أي تدخلات أجنبية".