رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي

دهون الدم

د.شعبان تهامى استشارى أمراض الباطنة
د.شعبان تهامى استشارى أمراض الباطنة

يحتاج جسم الإنسان إلى  50-60 جرامًا يوميًا من الدهون، وما يزيد عن ذلك قد ينتج عنه أضرار كبيرة، إذ تنتقل الدهون حول الجسم فى شكل كوليسترول، وأثبتت الدراسات العلمية فى مراكز البحوث الأمريكية، أن ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم، أحد العوامل الأخطر المسببة بطريق غير مباشر فى الإصابة بأنواع عديدة من الأمراض، مثل أمراض القلب الوعائية، وجلطات القلب والمخ والذبحة الصدرية، وضيق وتصلب الشرايين وبخاصة الشريان التاجى، وانسداد أوعية الجسم.

 والحقيقة أن الكوليسترول فى حد ذاته ليس ضارًا فى مطلق الأحوال، لكنه قد يصبح خطرًا إذا تجاوز المعدل الطبيعى، فالجسم لا يحتاج إلا إلى كميات بسيطة جدًا منه يوميًا، حتى يستفيد المخ ويعمل بكفاءة عالية، وحتى نحصل على فائدة منه ونتجنب شره، علينا أن نتابع نسبته فى الدم، تجنبًا لمخاطره واضراره السابق الإشارة إليها.

والدهون كما ذكرنا من أسباب زيادة نسبة الكوليستول فى الدم، لكنها فى الوقت نفسه عنصر غذائى أساسى لا غنى عنه، فوجودها فى غذائنا اليومى ضرورى، إذ يحتاج الجسم  50-60 جرامًا منها كما سبق وأوضحنا، وبدونها لا نستطيع الحياة لأنها تؤدى لنا فوائد حيوية أساسية، فهى تمتص بعض الفيتامينات القابلة للذوبان فيها مثل فيتامينا( A,D,E,K ) ، إضافة إلى أنها تعد مصدرًا مركزًا للطاقة والسعرات الحرارية، اللازمة لقيام الجسم بمهامه، حيث يزودنا الكيلوجرام منها  بنحو 9 سعرات حرارية، وعادة يحتاج جسم الإنسان ذى النشاط العادى، إلى سعرات حرارية تقدر بـوزنه بالكيلو جرامات فكل كيلوجرام من الوزن يحتاج إلى سعرة حرارية كل ساعة، ليعمل على الاحتراق الداخلى، فمثلا من كان وزنه 70 كيلوجراما يحتاج إلى 70 سعرة حرارية فى الساعة، وبإمكان كل شخص ذى نشاط عادى، معرفة عدد السعرات التى يحتاجها يوميًا بضرب وزنه بالكيلو فى عدد ساعات اليوم أى 24 ساعة، ويكون حاصل الضرب ما يحتاجه من سعرات، وما زاد عن ذلك يخزن بالجسم، ويؤدى إلى السمنة وزيادة الوزن.

وأكبر مشكلة تواجه هذا الجيل هى الإقبال على الوجبات السريعة التى تزود الجسم بثلاثة أضعاف احتياجه اليومى،  لذا من المهم بل من الضرورى تحذير الأطفال وتثقيفهم حول هذه الوجبات ، وما ينتج عنها من أضرار.

وتبقى ممارسة الرياضة مع التوعية بأهمية الغذاء الصحى المتوازن، أنحج السبل لمواجهة خطر الإصابة بأمراض عديدة يتسبب فيها الكوليسترول، وقد قيل: "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرف قيمته إلا المرضى".