الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

سياسة

الشيوخ يوافق نهائياً على دراسة الشباب والذكاء الاصطناعي

وافق مجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس المجلس خلال جلسته المنعقدة اليوم على تقرير الدراسة المقدمة من النائب أحمد أبوهشيمة رئيس لجنة الشباب والرياضة عن الشباب والذكاء الاصطناعي، وسط إشادات من الحكومة وأعضاء المجلس على ما تضمنته الدارسة من محاور وتوصيات تصب جميعها فى مصلحة المواطن المصري ومستقبل الشعب المصري .وقد أوصت الدراسة بالعديد من التوصيات والمقترحات، وفى نهاية الجلسة قدم رئيس المجلس الشكر للنائب أحمد أبو هشيمة على التقرير المتميز وتم رفع التقرير لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

وخلال ثاني أيام مناقشة الدراسة بالجلسة العامة لمجلس الشيوخ، وجه المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ، جميع لجان المجلس بدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على كل القطاعات ، كل في اختصاصه، والتعمق في هذا الأمر وتفنيده من كل الجوانب، نظرا لأهمية وخطورة هذا الموضوع خلال الفترة الحالية.

وتوجه المهندس رأفت هندي، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتحية والتقدير للنائب أحمد أبو هشيمة مؤكدا الدراسة معدة بشكل جيد جدا، وخرجت بتوصيات تلائم التطور السريع الذي يشهده العالم في هذا المجال مشيرا إلي أن الدراسة تناولت أكثر من محور جديد في الموضوع الأكثر خطورة خلال الفترة الحالية بسبب التطور الهائل الذي يشهده العالم في هذا المجال، مثنيا على إبراز الدراسة لدور الدولة المصرية في هذا المجال.

وقال نائب وزير الاتصالات إن الوزارة وضعت خطة منذ فترة لتطوير العمل في مجال الذكاء الاصطناعي، موضحا أن هذه الخطة قسمت على مرحلتين كل مرحلة ٥ سنوات، مشيرا إلى أن الاهتمام الأكبر كان بتطوير الحلول الإبداعية والابتكارية، ووضع مصر في منزلة متقدمة في هذا المجال.

وقدم الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، التحية والتقدير للنائب أحمد أبو هشيمة رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ، على الدراسة التي تقدم بها للمجلس وحملت عنوان : الشباب والذكاء الاصطناعي.. الفرص والتحديات. وعبر الدكتور أشرف صبحي عن فخره بصدور مثل هذه الدراسة نظرا لأنها طرقت بشكل دقيق وموضوعي أبواب المستقبل، ورصدت التغير السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، فالعالم كله متجه للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إنجاز مهام كانت تعتمد على البشر فيما مضى.

وأوضح وزير الشباب والرياضة أن الدراسة معدة بشكل جيد جدا، وخرجت بتوصيات تلائم التطور السريع الذي يشهده العالم في هذا المجال. وأضاف أن الدراسة محل اهتمام كبير داخل وزارة الشباب والرياضة، ولاسيما أنها معدة بمنهجية شديدة ودقيقة بشكل متميز في الاحصائيات والبيانات، وصادرة من قامات بحثية كبيرة، مؤكدا أنهم سيعملون على عدد كبير من توصياتها خلال الفترة المقبلة.

وخرجت الدراسة بتوصيات عدة عرضها النائب أحمد أبو هشيمة رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ، كان من بينها تبني رؤية دولية بشأن إنشاء منظمة عالمية لمراقبة الذكاء الاصطناعي تحت مسمى "الوكالة الدولية للذكاء الاصطناعي" وذلك على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ تستهدف هذه المنظمة تنسيق الجهود الدولية من أجل توحيد المبادئ الأخلاقية والمعايير الفنية لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أممي، يحد من تفاقم المخاطر المترتبة على استخدامات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات كما أشار إلى ذلك صراحة الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" في الجلسة الاولى من نوعها التي خصصها مجلس الأمن للبحث في مسألة الذكاء الاصطناعي، وإذ ذكر أن: "الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطراً على السلم والأمن الدوليين، بما يستوجب وضع ضوابط لأبقاء التقنية تحت السيطرة، فالذكاء الاصطناعي التوليدي لديه إمكانيات هائلة للخير والشر".

تضمنت التوصيات تأسيس هيئة وطنية للتحول الرقمي، تعمل على تعزيز الأداء الرقمي داخل الجهات الحكومية، والرفع من جودة الخدمات المقدمة وتحسين تجربة العملاء مع الجهات الحكومية، بما يساهم في رفع العوائد الاستثمارية، والعمل على قياس أداء الجهات الحكومية وقدراتها في مجال الحكومة الرقمية، مع إطلاق آلية دورية (لجنة) تابعة للهيئة تعمل على رصد ما تم تطبيقه من إستراتيجية الدولة مع قياس أثره ومدى جدواه، والوقوف على المعوقات ومحاولة مواجهتها.

وطالبت الدراسة بحماية البيانات الشخصية للأفراد والمؤسسات، فأمن البيانات أمر حيوي في الاقتصاد الرقمي الحالي، وهو ما يسمح للمؤسسات ببناء الثقة العامة، إذ لابد من الانتباه للتحديات المتعلقة بحماية البيانات ومنع تسريبها سواء بشكل إرادي أو غير إرادي أو الاختراقات الخارجية من الأطراف المعادية، ولتحقيق ذلك، هناك حاجة إلى مجموعة من الضوابط الأمنية والوقائية والاستباقية والتفاعلية، حيث ينبغي أن تدور كل عملية وكل تطبيق من تطبيقات تكنولوجيا المعلومات، وكل مجال من مجالات البنية التحتية التكنولوجية، حول حماية خصوصية البيانات حتى يصل المستخدم إلى مرحلة الثقة والاطمئنان لإجراءات التحول الرقمي ويصبح مشاركًا فعالاً في تلك العملية.

وأكدت الدراسة على ضرورة زيادة درجة الجاهزية للتغيير، وذلك من خلال تطوير المهارات الرقمية على مستوى المؤسسات، وزيادة الوعي بالمنفعة التي ستعود على المواطن من استخدامات الخدمات الذكية الحديثة، من خلال الدورات والحوافز المادية، حيث أن التحول الرقمي الناجح لا يتعلق بالأنظمة المتطورة فقط، بل يتعلق أكثر بالتغييرات الثقافية والسلوكية على مستوى المواطنين، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال/ من خلال إنشاء حاضنات أعمال وتوفير تمويل مُيسر للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، فضلًا عن تنظيم مسابقات وجوائز لتحفيز الابتكار وتطوير حلول ذكية تلبي احتياجات المجتمع.

وطالبت الدراسة بمضاعفة الجهود المبذولة لجذب الاستثمارات من شركات التكنولوجيا العالمية، وضخ المزيد من الاستثمارات من قِبَل الشركات المحلية، ومتابعة الإصلاحات التنظيمية والاستثمارية في قطاع الاقتصاد الرقمي، تعزيز الشراكات الدولية في مجال تكنولوجيا المعلومات/ للاستفادة من التجارب العالمية بما يصب في المصلحة الوطنية، بما يعزز من تبادل المعارف والخبرات، وذلك عبر الانضمام إلى المبادرات والشبكات الدولية لضمان الحصول على التحديثات والتقنيات الحديثة.

وناقشت الدراسة أثر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي على استحداث وظائف واختفاء الأخرى، لرسم خريطة وظائف المستقبل ومتطلباتها، فوفقاً لأحد الأبحاث التي أجراها بنك جولدن مان ساكس في 3 أبريل 2023 فإن الذكاء الاصطناعي سيحل محل 300 مليون وظيفة كما كشف أيضاً التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في مايو 2023 إلى أنه من الآن وحتى عام 2027، ستبرز 69 مليون وظيفة جديدة في جميع أنحاء العالم، مقابل إلغاء 83 مليون وظيفة، ما سيؤدي إلى انخفاض صاف قدره 14 مليون وظيفة، وهو ما خلصت إليه أيضًا الدراسة التي أعدتها منظمة العمل الدولية حيث أكدت على أن معظم الوظائف والصناعات معرضة جزئيًا فحسب للأتمتة (العمل آليا)، وبالتالي فمن المرجح أن يتم استكمالها بدلاً من استبدالها بالذكاء الاصطناعي.

وقالت الدراسة إنه نظرًا لإدراك الدول أهمية التحول الرقمي، فقد بلغ الإنفاق العالمي على التحول الرقمي 1,59 تريليون دولار أمريكي في عام 2021، بزيادة أكثر من 20% عن العام السابق 2020، وتشير التوقعات أنه بحلول عام 2026، من المرجح أن يصل الإنفاق على التحول الرقمي العالمي إلى 3,4 تريليون دولار أمريكي.

وكان قد بدأ مجلس الشيوخ أمس الأحد الموافق 9 يونيو الجاري، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق مناقشة تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشباب والرياضة ومكاتب لجان التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والبيئة والقوى العاملة والصناعة والتجارة والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، حول الدراسة المقدمة من النائب أحمد أبو هشيمة، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ بعنوان : الشباب والذكاء الاصطناعي.. الفرص.. التحديات.

click here click here click here nawy nawy nawy