ماذا لو اتحدت جيوش العالم لتحرير فلسطين؟ معركة المصير تبدأ!

في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ووسط صمت دولي مطبق وانقسام عربي، أعاد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إشعال الجدل والتفكير السياسي مجددًا عندما دعا صراحة إلى توحيد الجيوش من أجل تحرير فلسطين، في تصريح وصفه البعض بالتاريخي، وأثار تفاعلات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية.
فما الذي قد يحدث لو تم بالفعل تشكيل جيش دولي لتحرير فلسطين؟ وكيف سيكون شكل المواجهة؟ وما السيناريوهات المتوقعة سياسيًا وعسكريًا؟
أولاً: الفكرة من منظور القانون الدولي
رغم أن الدعوة تبدو "شبه مستحيلة" في ظل تركيبة النظام الدولي الحالي، إلا أن ميثاق الأمم المتحدة لا يمنع استخدام القوة لتحرير الأراضي المحتلة، بشرط أن تكون هذه القوة منظمة وشرعية وبتفويض دولي، مثلما حدث في حالات سابقة كتحرير الكويت عام 1991.
فلسطين، المعترف بها جزئيًا كدولة، تخضع منذ عقود للاحتلال الإسرائيلي، في خرق مباشر لعشرات القرارات الدولية. ومن هنا، يرى البعض أن تشكيل جيش دولي لا يُعد خروجًا عن القانون، بل تطبيقًا له.
ثانيًا: من سيشارك؟
وفقًا لخطاب بيترو وبعض الأصوات الداعمة للقضية الفلسطينية، فإن الدول المحتمل أن تشارك في مثل هذا التحالف العسكري قد تشمل:
دولًا من أمريكا اللاتينية ذات مواقف مناهضة للهيمنة الغربية، مثل كولومبيا وفنزويلا وبوليفيا.
دولًا إسلامية كإيران، باكستان، تركيا، وأخرى عربية إذا توفرت الإرادة السياسية.
حركات مقاومة منظمة مثل حزب الله وحماس.
ورغم أن الاحتمال السياسي يبدو معقدًا، فإن التنسيق العسكري والدعم اللوجستي قد يكون قابلًا للتنفيذ على مراحل أو بشكل غير تقليدي.
ثالثًا: الرد الإسرائيلي والدولي
إسرائيل، الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، ستعتبر أي تحرك عسكري مباشر تهديدًا وجوديًا، وقد تلجأ إلى:
ضربات استباقية ضد قواعد الانطلاق.
استدعاء الدعم الأمريكي الكامل.
فتح جبهات متعددة لإرباك خصومها.
أما من ناحية المجتمع الدولي، فإن الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا سيقفون بحزم ضد هذه المبادرة، مستخدمين أدوات الضغط الاقتصادي والسياسي وربما العسكري.
رابعًا: البدائل الواقعية
يرى محللون أن الدعوة إلى تشكيل جيش دولي لتحرير فلسطين تحمل قيمة رمزية عالية، لكنها قد تُترجم بشكل أكثر واقعية إلى:
تحالف دولي لتسليح ودعم المقاومة الفلسطينية.
حصار دبلوماسي واقتصادي على إسرائيل.
مقاطعة شاملة دوليًا للمنتجات الإسرائيلية.
دعم مالي وتقني لتحرير الإعلام وتوثيق الجرائم.
خامسًا: الرأي الشعبي العربي والدولي
التعاطف مع فلسطين بلغ ذروته في الأشهر الأخيرة، ومع تزايد مشاهد المجازر في غزة والضفة، فإن الدعوة إلى تحرك عسكري أو دعم المقاومة المسلحة بدأت تجد قبولًا شعبيًا أكبر، حتى في دولٍ لم تكن تنخرط سابقًا في الصراع.