يديعوت أحرونوت: مليونا إسرائيلي بينهم جنود بحاجة لدعم نفسي إثر حرب غزة
حذرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، من كارثة نفسية في البلاد، نتيجة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها تل أبيب في قطاع غزة، وأشارت إلى تصاعد حالات الإدمان على المخدرات، في ظل وجود 2 مليون شخص بحاجة إلى دعم نفسي، بينهم جنود.
وأضافت الصحيفة (يمين وسط) أن "مليوني إسرائيلي، بينهم جنود كثيرون، يحتاجون إلى دعم نفسي من الدولة، وارتفاع حاد في عدد المدمنين (على المخدرات)، وتفكك عائلات ومجتمعات بأكملها".
وتابعت: "إذا كنا نعتقد أن الحرب (الإبادة بغزة) قد أوصلت المجتمع الإسرائيلي إلى حالة نفسية سيئة، فإن ائتلاف منظمات الصحة النفسية في إسرائيل يحذر: إن كارثة نفسية لا تزال تنتظرنا".
كما "يكشف ضحايا الصدمات النفسية والخبراء المعنيون"، وفق الصحيفة عن "النقص الحاد في المعالجين النفسيين، ويشرحون سبب ظهور هذه الصعوبة الكبيرة بعد انتهاء القتال تحديدا، ويقدرون أن الأجيال القادمة التي تنشأ هنا ستدفع ثمنا باهظا أيضا".
"يديعوت أحرونوت" أشارت إلى أن "نظام الصحة النفسية في إسرائيل يعاني من أزمة مستمرة، تفاقمت منذ بداية الحرب".
و"يُشير الواقع على الأرض إلى فشل ذريع في النظام: نقص في الكوادر، وأوقات انتظار طويلة، وبنية تحتية لا تستطيع تحمل هذا العبء"، وفق المصدر نفسه.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسورة ميراف روث، أخصائية علم النفس السريري قولها: "يشعر جزء كبير من شعبنا، الذين أظهروا قوة كبيرة وتضامنا نابضا، بالانزعاج والاكتئاب بعد عامين من الحرب، ونشهد هذا كل يوم، والآن أكثر من أي وقت مضى".
وأضافت المحللة النفسية: "عندما بدأنا بجمع البيانات، صُدمنا بما اكتشفناه، حيث هناك مفهوم يُسمى احتمال الإدمان".
وعن تزايد حالات الإدمان، قالت ميراف: "في عام 2018، كان يُصنف واحد من كل عشرة أشخاص في إسرائيل على هذا النحو، واليوم أصبح واحد من كل أربعة، هذه الزيادة مُرعبة".
وبسبب جرائم الإبادة التي ارتكبتها تل أبيب في قطاع غزة، تراجع مستوى الصحة النفسية في إسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، وحذرت مؤسسات رسمية، بينها مؤسسة التأمين الوطني من تصاعد حالات الإعاقة النفسية.
كما تزايدت حالات الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي بشكل ظروف القتال داخل القطاع، إذ وثقت هيئة البث العبرية الرسمية تسجيل 279 محاولة انتحار، بينما قتل 36 عسكريا أنفسهم منذ بدء الإبادة حتى نهاية أكتوبر الماضي.
وخلفت الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023، وعلى مدار عامين أكثر 69 ألف شهيد فلسطيني، وما يزيد عن 170 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية في القطاع.

