أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المخرج الفلسطيني باسل عدرا الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلمه الوثائقي "لا أرض أخرى" وذلك في المكتب الرئاسي بقصر دولمة باهجة في إسطنبول.
وذكرت مصادر للأناضول، الإثنين، أن اللقاء جرى بشكل مغلق في مدينة إسطنبول، بعيدًا عن وسائل الإعلام.
وأضافت المصادر أن الرئيس أردوغان هنأ المخرج عدرا على الجوائز التي حصدها فيلمه الوثائقي، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس "أشد أشكاله" على التلال الجنوبية لمدينة الخليل، وأن كل من يوثق الجرائم في تلك المنطقة يكون "هدفًا مباشرًا" له.
وترحّم الرئيس أردوغان على الشهيد عودة الهذالين، صديق عدرا المقرّب، الذي استشهد برصاص أحد المستوطنين الإسرائيليين، كما أشاد بالشجاعة التي أبداها طاقم الفيلم أثناء التصوير.
"مأساة الشعب الفلسطيني لا تحظى بما يكفي من الاهتمام في السينما"
وقال أردوغان: "شخصيًا، أحرص دائمًا في مخاطباتي للرأي العام العالمي على شرح تطورات القضية الفلسطينية عبر الخرائط والصور، انطلاقاً من قناعتي بأن الصورة بألف كلمة. وأثمن تسليطكم الضوء من خلال الفن على التمدد الاستيطاني الإسرائيلي المستمر منذ النكبة".
وأضاف: "من المؤسف أن مأساة الشعب الفلسطيني لا تحظى بالاهتمام الكافي في قطاع السينما، وللأسف فإن البنية الموالية لإسرائيل داخل هذا القطاع تلعب دورًا كبيرًا في ذلك. وقد تعرضتم أنتم أيضًا لأقسى أشكال هذا التعتيم".
وأشار أردوغان إلى أن حفلي جوائز الأوسكار السادس والتسعين ومهرجان كان في العام الماضي شهدا رسائل بارزة دعمًا لفلسطين، موضحًا أن الاحتجاجات خارج قاعة حفل الأوسكار شكلت "دعمًا قويًا لغزة".
وأضاف: "رأينا في كلا الحدثين مواقف واضحة من الفنانين عبر الشارات والرسائل والملابس التي عبّرت عن دعمهم لأهالي غزة. وفي جوائز الأكاديمية هذا العام، لاحظنا أن هذا الموقف ازداد قوة، وهذا أمر مفرح. وبفضل جهودكم وجهود كل أصحاب الضمير الحي، نأمل أن يتعزز هذا الدعم أكثر فأكثر".
وشدد أردوغان على أن رسالة الفن تكمن في البحث عن الحقيقة، معتبرًا أن فيلم "لا أرض أخرى" لعب دورًا مهمًا في "إيقاظ الضمير العالمي". ودعا عدرا ورفاقه إلى مواصلة جهودهم للحفاظ على اهتمام العالم بالقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
الفيلم الوثائقي الحائز على الأوسكار
ويتناول فيلم "لا أرض أخرى"، الذي أخرجه باسل عدرا وحمدان بلال ويوفال أبراهام وراشيل زور، نضال الفلسطينيين ضد سياسة الهدم والتهجير التي يمارسها الجيش الإسرائيلي في منطقة مسافر يطا جنوب الضفة الغربية.
ويعرض الفيلم توثيق عدرا – مخاطرًا بحياته – لعمليات الهدم التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بحجة تحويل المنطقة إلى ميدان تدريب عسكري، وذلك بين عامي 2019 و2023.
ويُظهر الفيلم مشاهد حقيقية من منازل الفلسطينيين، وأرشيفًا شخصيًا، ومقاطع إخبارية، إضافة إلى حوارات بين فلسطينيين وإسرائيليين، مسلطًا الضوء على العنف والانتهاكات التي يمارسها المستوطنون وجنود الاحتلال.
وفاز الفيلم بجائزة "أفضل فيلم وثائقي" في حفل الأوسكار بمدينة لوس أنجلوس، كما حصد جائزة أفضل وثائقي في مهرجان برلين السينمائي الدولي (برلينالي) العام الماضي، إلى جانب جائزة "بانوراما – جوائز الجمهور"، فضلاً عن تكريم خاص من قناة "RBB" الألمانية.
يُذكر أن الناشط الفلسطيني عودة الهذالين، الذي ساهم في الفيلم، استشهد في 28 يوليو الماضي برصاص المستوطن الإسرائيلي يينون ليفي في مسافر يطّا جنوب الخليل.

