رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

كاريكاتير

رسائل ”السيسى” تربك الجبهة الداخلية فى إسرائيل

مثّلت رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الأحزاب الإسرائيلية، بضرورة الاصطفاف حول مبادرة سلام لحل القضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، جزءًا من دفاع مصر الدائم عن فلسطين، ووقوفها إلى شعب فلسطين.

وزعمت التقارير الإسرائيلية، التى نُشرت فى وسائل الإعلام الصهيونية، أن تصريحات الرئيس السيسى تأتى بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، إلى مصر ولقائه بـ«السيسى»، وأيضًا رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير، الذى عمل مع يتسحاق هرتسوج زعيم المعارضة الإسرائيلية، و«كيرى» دفع الرئيس السيسى للدخول إلى عملية السلام من خلال تصريحاته إلى المجتمع والأحزاب الإسرائيلية.

وقالت أشهر صحيفة إسرائيلية معارضة لـ«نتنياهو»، «هآرتس»، إن «بلير» اقترح على «السيسى» توجيه حديث للمجتمع الإسرائيلى والأحزاب، نظرًا لشعبيته الطاغية فى المجتمع الدولى، وقدرته على إقناع العالم للالتفاف حول القضية الفلسطينية، والوقوف فى وجه إسرائيل.

بينما شككت وزيرة العدل السابقة تسيبى ليفنى، فى نوايا «نتنياهو» رغبته التوصل إلى سلام مع الدول العربية، قائلة: «ليس لدى شك أن الدول العربية بقيادة الرئيس السيسى يرغبون فى السلام مع إسرائيل، ولكن يبقى السؤال: هل «نتنياهو» مستعد لذلك؟».

وأضافت فى تصريحات نقلها موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى: «السيسى أرسل رسالة سلام لنتنياهو، وبدوره رد نتنياهو أنه «دخّل صباعه» فى عين السيسى بتعيين «ليبرمان» المتطرف وزيرًا للدفاع».

بينما هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوج، «بيبى» مؤكدًا أنه أضاع فرصة ثمينة كانت كفيلة بتغيير شكل الشرق الأوسط تمامًا، كاشفًا عن أن مفاوضاته مع «نتنياهو» كانت من ضمنها التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

وأشار «هرتسوج»، إلى أن مفاوضات فورية كانت ستبدأ إذا ما توصل مع «بيبى» إلى اتفاق للدخول إلى الائتلاف الحكومى، الذى يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلى تشكيله حاليًا، موضحًا أن مصر وقطاع غزة كانت من ضمن تلك الاتفاقيات.

ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية حكومة «نتنياهو»، بالجنون، خاصة بعد تفضيل الأخير اليمين المتطرف على طريق السلام، بعدما عيّن اليمينى المتطرف ووزير الخارجية السابق، أفيجدور ليبرمان.

وعن الرسالة والهدف من وراء تصريحات الرئيس السيسى، قال الباحث بالمركز العربى الأفريقى «مصر» إسلام نجم الدين، إن الرئيس السيسى قرر التعامل مع إسرائيل بنفس منطقها من خلال إرباك جبتها الداخلية، فـ«نتنياهو» لم يدرك أبدًا مدى غبائه فى إصداره تصريحات لا فائدة منها، مثل تعاون مع مصر لضرب الإرهاب فى سيناء، أو تصريحاته «الغريبة» بشأن استعداده لإرسال كوماندوز إلى القاهرة للحفاظ على أرواح دبلوماسيى السفارة الإسرائيلية.

وأكد «نجم الدين»، فى تصريحات خاصة لـ«الزمان»، أن «السيسى» فجّر قنبلة سياسية داخل إسرائيل تتلخص فى أن العرب على استعداد تام لاتفاقية سلام جامعة شريطة أن تتفق الأحزاب الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلى على التعايش الحقيقى بعيدًا عن منطق القوة والسلاح والتهديد مقابل ضمان مصرى لوجود الطرف الفلسطينى على مائدة المفاوضات إذا اتفق الداخل الإسرائيلى على ضرورة التوصل إلى سلام.

وأوضح «نجم الدين»، أن رسالة الرئيس سبَّبت صراعًا داخليًا فى الحكومة الإسرائيلية، والشارع السياسى الصهيونى حول دور «ليبرمان»، واليسار الإسرائيلى والأحزاب الدينية فى الوصول إلى اتفاق سلام.

وكشف «نجم الدين»، عن أن «السيسى» وضع إسرائيل على المحك أمام المجتمع الدولى حول صحة الادعاءات الإسرائيلية بعدم وجود شريك حقيقى، وهو ما يؤرق «نتنياهو» لذلك سيسعى وبجدية إلى طرح الأمر فى البرلمان والغرف المغلقة، ردًا على كرة «السيسي» الملتهبة، مبيّنًا أن التاريخ يقول إن «بيجن» الأشد تطرفًا مضى اتفاقية سلام مع مصر لا تزال صامدة، رغم الزلازل والتوابع التى كادت أن تعصف بها.

وعن انضمام «ليبرمان» اليمينى المتطرف إلى حكومة الاحتلال، ومدى تقليل ذلك من فرص قبول إسرائيل لأى مبادرات سلام، لا سيما بعد رفض المبادرة الفرنسية، أكد الباحث بالشأن السياسى الدولى، أنه إذا أراد «ليبرمان» أن يكون رئيسًا للوزراء الإسرائيلى يومًا من الأيام، فعليه أن يسعى إلى «مجد»، مثل السلام الذى سيعيد للمنطقة وإسرائيل الهدوء خاصة مع انتشار التهديدات حولها، مشيرًا إلى أن المبادرات تعطى إسرائيل فرصة للتوغل فى المنطقة أكثر بدافع السلام.

موضوعات متعلقة