رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حارتنا

بالفيديو.. «عم عاشور».. سبعيني يحارب الفقر بـ«طبق مكرونة»

"بحارب الفقر بطبق مكرونة" جملة بدأ بها عم عاشور الرجل السبعيني قصته مع لقمة العيش والكفاح من أجل تربية أبنائه والإنفاق على أسرته المتعلقة في رقبته، ترك زوجته في ظروف صعبة للغاية كان يعاني منها، لم يكن أمامه سوى السفر ووجد فيه الملجأ الوحيد من المأزق الذي يمر به، وجه قبلته إلى العراق للبحث عن وظيفة للإنفاق على نفسه وإرسال المتبقي من راتبه لأسرته التي تركها والدموع في عينيه من ألم الفراق، وعندما وطأت قدماه أرض العراق حيث المال والعمل اللذان كان يحلم بهما، هنا كان للقدر رأي آخر، حيث وقع ما لم يكن في الحسبان وهو قيام حرب العراق عام 2003، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، جلس يفكر كثيرا للخروج بحل لأزمته ولم يجد إلا حل وحيد وهو ترك عمله والرجوع لبلده الأم التي بكى عند فراقها ولكنها عاد إليها سريعا ولم يهنأ بمال الغربة، وجاء محملا بالخزلان.

يبدأ عم عاشور يومه مع مطلع الشمس في إحدى حواري الغورية بمنطقة الحسين الشهيرة، يجمع أدوات العمل التي يستعين بها والتي تتكون من ثلاثة أشياء أساسية "أطباق سلستين، حله كبيرة، بوتاجاز أهلكته النار من كثرة الاستخدام"، يضعهم على أرفف رخام بارزة من جدران الحائط وينتظر الرزق بفارغ الصبر للعودة لبيته وأسرته محملا بقوت يومهم.

"أنا أصلا كنت شغال في صناعة الذهب ولكن التكنولوجيا الحديثة قضت على الإيادي العاملة واتوقف حالنا"، بنبرة حزن والدموع تملأ عينيه رد علينا عم عاشور عندما سألناه عن سبب رجوعه القاهرة والعمل كبائع مكرونة في الشارع، وأثناء الحديث معه عن طبيعة عمله قال إنه يخرج للشارع يوميا وهو في عمر السبعين ويعاني من أزمات صحية عديدة تستوجب الراحة، ولكن ما باليد حيلة "واللي ميشوفش من الغربال يبقى أعمى"، متابعا "وهو أنا لاقيت غيرها ومشتغلتش.. ده أنا يا بنتي شغال في المهنة دي من 7 سنين ومش عارف أأكل عيالي زي الناس".

يسكن الرجل السبعيني هو وأسرته في شقة صغيرة يصل إيجارها إلى 500 جنيه، بخلاف مصروفات الأولاد وظروف المعيشة الصعبة التي يعاني منها كل مواطن في مصر، ورفض بكل إصرار المساعدات المادية والمعنوية، قائلا: "انا راجل وبصرف على ولادي من حر جيبي ومش بقبل مساعدة من حد".