أجهزة وزارة الداخلية تواصل حملاتها الأمنية الموسعة بجميع مديريات الأمن محافظة الجيزة تكثف استعداداتها لتنفيذ المرحلة الثالثة من الموجة الـ 22 لإزالة التعديات علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة مواصلة جهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة جرائم الغش التجارى تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير (187) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة ضبط المحكوم عليهم الهاربين من تنفيذ الأحكام بمديريات أمن ”أسيوط- أسوان- دمياط” ضبط كمية من أقراص الكبتاجون المخدرة بحوزة تشكيل عصابى بالقليوبية بقصد الإتجار مواصلة جهود الأجهزة الأمنية فى مجال مكافحة جرائم السرقات وملاحقة وضبط مرتكبيها مدير كلية الدفاع الوطني التنزاني و (٢٣) دارس من إفريقيا فى ضيافة وزارة الري الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر حزب الله يستهدف 6 مواقع لجيش الاحتلال في القطاعين الشرقي والغربي من جنوب لبنان استشهاد 7 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على حي تل السلطان برفح جنوبي غزة 3 وجهات محتملة لـ«ناتشو» بعد الرحيل عن ريال مدريد
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

التعليم الفني.. المهنة المرحبة اقتصاديًا المشوهة دراسيًا

الأسر المتوسطة والفقيرة تسلح أبنائها بـ«الصنعة» لمواجهة التحديات الاجتماعية

الدولة تعيد صناعة التعليم الفنى للتغلب على الأزمات الاقتصادية

خطة حكومية لإحياء المشروعات الصغيرة والمتوسطة من «الباب الفنى»

طالب: التعليم الفنى باب للجامعى والحصول على الدكتوراه.. وآخر: سألتحق بالفنية العسكرية

دارسون: يمكننا من تعلم الحرف المختلفة.. ويفتح لنا الأبواب الموصدة بسوق العمل.. والحكومة تمنح التعليم المتوسط اهتماما خاصا

تمنح الدولة المصرية التعليم الفنى اهتماما خاصا بعد تهميش دام سنوات رغم أهميته الكبرى فى منح الشباب أدوات عمل قوية تحتاجها سوق العمل الآن، وسط دعم الحكومة لمشاريع الشباب وحثهم على الاعتماد على مشاريع الصغيرة والمتوسطة التى تدعمها الدولة من خلال جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

تلك الخطوات التى تتبناها الدولة رفعت من أسهم التعليم الفنى فى مصر، باعتباره يمنح مهنا للشباب تساعدهم على تحقيق ربح مادى وإقامة المشاريع الخاصة بهم، وتعجل بالحصول على دعم مالى من خلال الصندوق المتخصص لدعم المشروعات الصغيرة فضلا عن إسهامات صندوق دعم مصر فى تنبى المشاريع الشبابية، بعد أن كانت الثانوية العامة متفردة بالرصيد الأكبر خلال السنوات الماضية.

وأصبح الشباب وأولياء الأمور يفضلون إلحاق أبنائهم بالتعليم الفنى ليتخصصوا فى مجالات متنوعة فضلا عن الحصول على تدريب متكامل ليصبحوا قادرين على العمل من أول عام بالتعليم الفنى، كما تكون الإجازة الصيفية فرصة قوية لعمل الطلبة بالعديد من المهن فى مجالهم الذين تخصصوا فيه مثل «التبريد والتكييف، والكهرباء، وتشغيل المعادن والأثاث والنجارة، والخراطة وغيرها من التخصصات الموجودة بأقسام التعليم الصناعى».

كما أن الطالب المتفوق بالتعليم الفنى من الممكن أن يلتحق بكلية متخصصة ككليات الهندسة، وسط زيادة الإقبال على التعليم الفنى أكثر من الثانوية العامة لما له من مزايا عديدة.

محمد عصام، طالب بالصف الثانى بالتعليم الثانوى الفنى، قال إنه اختار الالتحاق بالتعليم الفنى المتوسط لتحسين مستواه الاجتماعى، معربا عن سعادته بالتحاقه بقسم تشغيل المعادن فى مدرسة الصنايع الفنية، موضحا أن مجموعه بالمرحلة الإعدادية كان أقل من الثانوية العامة بدرجتين، ولكنه ليس السبب الوحيد الذى دفعه للالتحاق بالتعليم الفنى.

وتابع أنه لو حصل على مجموع يؤهله إلى الثانوية العامة لاختار دبلوم الصنايع لأن فرص العمل به أكبر وأوسع، كما يمكنه من تطوير مستواه المهنى والاجتماعى، ويستطيع فتح ورشة خاصة به.

أما محمد عيد البالغ من العمر 17 عاما بالصف الأول الثانوى قسم تشغيل معادن، قال إنه يحب مجال الخراطة لهذا اختاره لأن مجاله فى العمل كبير، فضلا عن تمكنه فى العمل فى مجاله خلال الإجازة الصيفية، مشيرا إلى أن الثانوية العامة تحتاج إلى مجهود أكبر ومصاريف أعلى حتى يلتحق بكلية ثم يخرج فى النهاية دون عمل، متمنيا استكمال دراسته حتى الحصول على الدكتوراه.

وأوضح محمد عبدالمقصود طالب بالصف الثالث الفنى قسم تشغل معادن، أن مجموعه هو السبب الرئيسى لالتحاقه بالتعليم الفنى الذى يفتح العديد من المجالات والتخصصات أمام الطالب، مشيرا إلى أنه يحصل معلومات كافية عن العديد من الصناعات، مؤكدا أن قسم تشغيل معادن مطلوب بسوق العمل بشكل كبير، كما أكد عزمه على استكمال التعليم وخوض تجربة المعادلة للالتحاق بالكلية.

محمد رجب: كنت أتمنى دخول الفنية العسكرية والصنايع قد تكون بداية حلمى

الطالب محمد رجب، 16 سنة، فى الصف الأول بقسم تبريد وتكييف، يهدف إلى الالتحاق بالكلية الفنية العسكرية بعد أن فشل فى الالتحاق بالثانوية العامة، لكن مع أول ثلاثة أسابيع استمتع بالدراسة ووجد أن القسم الذى يدرس فيه مهم جدا وقد يؤهله لسوق العمل، مؤكدا تمسكه بحلمه للالتحاق بالفنية العسكرية.

لكن أحمد رمضان، 16 سنة، طالب الصف الأول بقسم أثاث معدنى، قال إن مجال الصنايع به مستقبل كبير يتيح فتح أسواق جديدة للعمل، مؤكدا أنه نزل لسوق العمل وعمره 10 سنوات فى مصنع للملابس الجاهزة، مشيرا إلى أن العمل بالمصنع جعله يتقبل دخوله التعليم الفنى.

وأضاف أنه يحلم بأن يكون لديه مصنع كبير، وقسم الأثاث المعدنى هو مجال جديد عليه لكنه مجال واسع للعمل.

«هذا القسم حقق حلمى منذ الصغر لحب الرسم والنقاشة، وكنت أساعد والدى منذ الصغر فى أعمال النقاشة».. هكذا بدأ أحمد مصطفى، 19 سنة، الطالب بالصف الثالث بقسم الزخرفة حديثه، مؤكدا أن والده يعمل فى هذا المجال ما أحببه فى الرسم والنقاشة، متمنيا أن يكون له شركة دعاية وإعلان كبرى.

أما الحاج سيد حكيم، 53 سنة، عاد بالذاكرة إلى الوراء، مؤكدا أنه تخرج من التعليم الفنى عام 1985 قسم تشغيل ماكينات، مشيرا إلى أن هذا القسم فى بدايته فى الثمانينيات كان مميزا، وتابع: كنا بنصنع بعض المعدات التى تستعمل فى شركات الكوكولا والبيبسى وللأسف بقالنا فترة بنستورد هذه المعدات رغم أننا كنا نصنعها بمصانعنا هنا، ولكن بعدما تم خصخصة الشركات عام 2000 اتجهنا للاستيراد.

فيما أجمع عدد من أولياء الأمور على أهيمة التعليم الفنى فى المرحلة الحالية وسط المعوقات التى تواجه مناهج الثانوية العامة وعمليات التغيرات والتقلبات التى تعصف بالمناهج فضلا عن التكلفة الباهظة التى يتحملها طلاب الثانوية العامة من الدورس وتكلفة التعليم، مشيرين إلى أن التعليم الفنى يمكن أبناءهم من خوض التجارب فى سوق العمل فضلا عن منحهم الخبرات الواسعة المختلفة بما تمكنهم فى مساعدة أسرهم فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

وأضاف أحد أولياء الأمور، أن ابنه طالب بالصف الثالث بالتعليم الفنى، وهو يعمل خلال الدراسة بأحد ورش الخراطة، مؤكدا أنه يوفر عليه مصاريف العام الجديد ومصاريفه الشخصية، لأن الأموال التى يحصل عليها من عمله بالإجازة تكفيه خلال فترة الدراسة.

وأكد أحد أولياء الأمور أن لديه ورشة نجارة، وأنه شارك ابنه عند اختياره القسم الذى يدخله لأنه سيفيد ابنه، إذ أنه يحصل على معلومات تؤهله إلى العمل عند التخرج ليطور الورشة التى سيورثها له ومن الممكن أن يصدر الأثاث للدول الأخرى.

وأكدت الأستاذة فايزة قابيل، ناظرة مدرسة الجيزة لتعليم الفنى للصنايع، المتخصصة فى تدريس المواد الثقافية، أن مدارس الصنايع هى المستقبل، موضحة أن عددا كبيرا من الطلبة متميز وجاد فى دراسته، فضلا عن أن الجانب العملى يحبب الطلاب فى الدراسة وتجعله جادا فى دراسته.

وأوضحت أن كل قسم له أيام محددة للتدريب العملى، كما أن مدرستنا بها أقسام عديدة وورش يأتى إليها بعض المدارس الأخرى مثل (مدرسة مبارك كول) للتدريب بالورش التى تؤهلهم.

أما كمال عبدالحفيظ مدير مدرسة الصنايع بالجيزة، فأكد أن الطلبة لديه مميزون ومجموعهم لا يقل كثيرا عن الثانوية العامة، كما أن المدرسة توفر فرص عمل للخريجين فى بعض الورش والمصانع.

أما سلوى معلمة مادة الإليكترونيات بمدرسة الجيزة للتعليم الصناعى، فقالت إن المدرسين يعملون على التشغيل الجيد لتعليم الطلبة، مؤكدة أن أغلب الطلبة يحبون الدراسة بعد أن كان معظمهم التحق بها مرغما بسبب المجموع الذى أفقده الالتحاق بالثانوية العامة، مشيرا إلى أن التعليم الفنى يوفر فرص عمل والطلبة بعد الدراسة بأسابيع بدءوا يدخلون فى الجانب العملى ونحن كمدرسين نوضح لهم أهمية التعليم الفنى حتى أصبحوا يحبون الدراسة أكثر.