أحفاد ذى القرنين قـــبل الميلاد لآخر الزمان

قَالُواْ يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰٓ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمۡ سَدّٗا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّى فِيهِ رَبِّى خَيۡرٞ فَأَعِينُونِى بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُمۡ رَدۡمًا (95) ءَاتُونِى زُبَرَ ٱلۡحَدِيدِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ ٱش قَالَ ٱنفُخُواْۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارٗا قَالَ ءَاتُونِيٓ أُفۡرِغۡ عَلَيۡهِ قِطۡرٗا (96) فَمَا ٱسۡطَٰعُوٓاْ أَن يَظۡهَرُوهُ وَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ لَهُۥ نَقۡبٗا (97) قَالَ هَٰذَا رَحۡمَةٞ مِّن رَّبِّيۖ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ رَبِّى جَعَلَهُۥ دَكَّآءَۖ وَكَانَ وَعۡدُ رَبِّى حَقّٗا (98) ـ الكهف
ذو القــــــرنين «الفارســى»
«كســــــرى»
ملك ملوك الأرض *اسمه الفارسى (KURUS)
ولد عام (٥٩٩ ــ ٦٠٠ ق م) فى انشان ( Anshan) بإيران الحالية وهو ابن كمبيزس الأول ولأم ماندانه الميدية
أسس سلالة الإخنيين وأصبح ملكا على بلاد فارس عام ٥٩٩ قبل الميلاد
هكذا قال ملك فارس:
«الرب ٌله السماء أعطانى جميع ممالك الأرض».. نص مكتوب فى التوراة بسفر عزرا؟ 102
هكذا قال كورش ملك فارس الذى تملك جميع ممالك «كسرى» الأرض أعطانى يهوه (الرب) السماء.
ونلاحظ أن هذه الآية تعد من المرات النادرة التى يظهر فيها ملك «غير يهودى» فى الكتاب المقدس احتراما مباشرا لإله السماوات Elohi Hashamayim، وهو لقب توحيدى خاص يستخدم بكثرة فى فترة السبى البابلى للدلالة على سيادة الله المطلقة فوق كل الآلهة المحلية.
ذو القرنين مالك الأرض
«ذو القرنين» الذى ملكه الله سبحانه وتعالى الأرض من مشارقها إلى مغاربها.. الذى فوضه المولى عز وجل فى محاسبة الأمم من طاعتهم لله الواحد الأحد والذى قال فيه: قَالُواْ يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰٓ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمۡ سَدّٗا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّى فِيهِ رَبِّى خَيۡرٞ فَأَعِينُونِى بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُمۡ رَدۡمًا (95) ءَاتُونِى زُبَرَ ٱلۡحَدِيدِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ ٱش قَالَ ٱنفُخُواْۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارٗا قَالَ ءَاتُونِيٓ أُفۡرِغۡ عَلَيۡهِ قِطۡرٗا (96) فَمَا ٱسۡطَٰعُوٓاْ أَن يَظۡهَرُوهُ وَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ لَهُۥ نَقۡبٗا (97) قَالَ هَٰذَا رَحۡمَةٞ مِّن رَّبِّيۖ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ رَبِّى جَعَلَهُۥ دَكَّآءَۖ وَكَانَ وَعۡدُ رَبِّى حَقّٗا (98)
مع مولد الهادى -صلى الله عليه وسلم- خمدت نيران فارس وانشق إيوان كسرى من عظمة نور مولده صلى الله عليه وسلم إيذانًا بخروجه إلى الدنيا ليكون المعنى ظاهرًا وباطنًا.
الظاهر إنما هو انطفاء النيران التى كانت تعبدها فارس ولم تخمد لمدة 1500 عام، وتصدُّع إيوان كسرى الذى أضاءه نور النبوة الخاتمة، فتساقطت شرفاته إجلالاً، وسقطت أكثر من 14 نافذة. يؤكد أن إضاءة ولادة النبى صلى الله عليه وسلم.
مما يدلل على أن ذا القرنين فارسى، هذا رد على من يقولون إنه من الممكن أن يكون من شبه جزيرة العرب أو اليمن.
والدليل الآخر على أن ذا القرنين فارسى لأن آخر محطاته كانت فى شبه الجزيرة العربية، كما أخبرنا القرآن الكريم.
أما الباطن، فخروج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو خروج النور الذى أشرقت به الظلمات، وصلح به أمر العباد وتنزّلت به الرحمات.. لأنه يعلم بعلمه حين أودع بداخلهم القوة والجسارة والصلابة والبسالة والجلد والصمود والإقدام والحزم والتحدى والإصرار والمواجهة؛ وهذا يعنى استجابة إيوان كسرى، دولة فارس، أحفاد ذى القرنين، الوحيدين الذين لقوتهم وجسارتهم وعدلهم الذى أودعه الله فيهم، وكأنه سبحانه وتعالى يعدّهم مع ميلاد الرسول -عليه الصلاة والسلام، لأهم مهمةٍ فى آخر الزمان، وقد مهّد قلبهم لانتظار الرسالة ودخولهم فيها، ليكونوا رعاة الإسلام، وليكملوا مسيرتهم ولكن بقوة الإسلام وبشمول الإسلام، وشموخ الإسلام، وهيبة الإسلام، واستكمالها مع ذيوع الإسلام وبزوغ نور القرآن... وإلى آخر الزمان.
ليكون مولد الحبيب الذى أضاء نوره الأكوان، فكانوا هم البشارة... وقبل أن يغادر ترك فيهم الوصية ليكونوا الإشارة،
إشارة لعودة الدين عزيزاً قوياً بعد غربته.
هؤلاء هم الفرس
فخر المسلمين عبر الزمان...
وتحديدًا آخر الزمان وهم يرفعون راية الإسلام حول حفيد خير الأنام فى جيش المسلمين يشاركهم خير أجناد الأرض وغيرهم حفظهم الله جميعًا من عبث اللئام.
الإمبراطورية الفارسية.. الامتداد والتحول
كانت الإمبراطورية الفارسية، واحدة من أعظم الإمبراطوريات فى التاريخ، امتدَّت أراضيها من نهر السند شرقًا إلى الأناضول والبحر المتوسط غربًا، ومن آسيا الوسطى شمالًا إلى الخليج العربى وشبه الجزيرة العربية جنوبًا.
شملت أراضيها أكثر من 25 دولة أو أمة حالية، منها إيران، العراق، تركيا، سوريا، مصر، باكستان، وأجزاء من الهند وأفغانستان.
اشتهرت الإمبراطورية الفارسية بتنظيمها الإدارى المتقدم، وكانت تقسم إلى أقاليم تُحكم عبر ولاة يسمّون بـ"الساترابات".
ودخلت فى صراعات كبرى، أبرزها الحروب مع الإغريق، خاصة الحروب الفارسية اليونانية.
مع مرور الزمن، برزت قوتها مجددًا فى عهد الساسانيين (224م - 651م)، وبعد معركة القادسية وفتح المدائن، انهارت الدولة الساسانية على يد المسلمين فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ودخلت فارس فى الإسلام، لتتحول من إمبراطورية وثنية أو زرادشتية إلى ركنٍ مهم فى الحضارة الإسلامية، وأسهم الفرس كثيرًا فى العلوم، واللغة، والإدارة الإسلامية لاحقًا.