رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

انتخابات الجزائر.. أين ذهب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟

عبد العزيز بوتفليقة
عبد العزيز بوتفليقة

أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ترشحه للانتخابات القادمة، أمس الأحد، دون أن يظهر بشكل مباشر إلى الشعب، ويتحدث إليهم.

ترشح بوتفليقة جاء بعد تقدم مدير حملته المعين أول أمس، عبد الغني الزعلان، أوراقه رسميًا لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، بالرغم من الغضب السائد بين الشعب خلال الأيام الماضية بسبب ترشح الرئيس الذي يجلس على عرش الحكم منذ 1999م.

 وألقى عبد الغني الزعلان، إلى وسائل الإعلام، نص خطاب قيل أنه موجه من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الشعب الجزائري، أوضح فيه عدة قرارات للرئيس جديدة، ردًا على المظاهرات في الشارع.

الرئيس الجزائري، البالغ من العمر 82 عام، يعاني من وعكة صحية، بسبب جلطة دماغية أصابته في 2013، أصبح على أثرها يجلس على كرسي متحرك، ولم يتحدث إلى الشعب منذ آخر خطاب ألقاه في 2012، كذلك لا يشارك في أية اجتماعات أو مؤتمرات دولية وإقليمية.

يوضح الأكاديمي الجزائري، وأستاذ العلوم السياسية، طارق رداف، "أن بوتفليقة لم يتوجه بنفسه لإيداع رسالة الترشح كما ينص قانون الانتخابات".

وأضاف رداف، في تصريحات خاصة لـ"الزمان"، "إن الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة لم يترشح إلى الرئاسة، بل تم ترشيحه، حتى لو أراد البعض فهم ذلك أن الحزب هو من اتخذ هذه الخطوة لرئيسه الشرفي، أو كما يقول البعض الآخر، أنه غير قادر على التعبير عن رغبته بشكل علني لا يترك مجال للشك".

عجز تام

يتوقع أستاذ العلوم السياسية، طارق رداف، "أن بوتفليقة، تعرض للعجز التام، مما أدى إلى عدم قدرته على اتخاذ القرار بنفسه".

وكان مصدر داخل المستشفى السويسري التي يقيم فيها الرئيس الجزائري، كشف في تصريحات خاصة، لموقع "الجزائر نيوز"، في نهاية أغسطس 2018، أنه يمر بحالة صحية سيئة جدًا، وتم نقله إلى غرفة العناية المركزة".

وأضاف المصدر، بأن بوتفليقة يعاني من مرحلة متأخرة من “السرطان”، إضافة إلى معاناته من عدة أمراض في القلب والكلى والدماغ والمعدة، على حد قوله".

كما أعلنت الرئاسة في ديسمبر 2018، إلغاء لقاء بوتفليقة مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بسبب إصابته بدور زكام حاد.

وقبل أيام ، ألغت الرئاسة الجزائرية، الاحتفال بعيد ميلاد بوتفليقة التي كانت مقرر عقدها، بسبب حالته الصحية.

وقال موقع يورونيوز، الجمعة 1 مارس الجاري، نقلاً عن مصدر رسمي جزائري، إن طائرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "عادت إلى الجزائر دون وجوده على متنها".

 

انتخبوني ولن أترشح مجددًا

بحسب الخطاب، الذي ألقاه عبد الغني الزعلان، نيابة عن الرئيس، قال بوتفليقة، "استجابة لنداءات المواطنين والطبقة السياسية والمجتمع المدني، وبروح تحذوها نية استكمال الواجب السامي لخدمة بلدنا وشعبنا، أعلنت عن ترشحي للانتخابات الرئاسية لشهر أبريل المقبل، بعدما حظيت على أصوات الملايين الذين ساهموا بجمع التوقيعات وفي منحي تزكيتهم

وتابع بوتفليقة، "إنني كلّي آذان صاغية لكل الآراء الذي ينضح بها مجتمعنا، وأعاهدكم ها هنا أنني لن أترك أي قوة سياسية، كانت أم اقتصادية، لكي تحيد بمصيرر وثروات البلاد عن مسارها لصالح فئة معينة أومجموعات خفية".

وتعهد بوتفليقة، باتخاذ عدة قرارات حال فوزه بالانتخابات، تشمل تنظيم ندوة وطنية شمالة، لمناقشة الإصلاحات السياسية والاقتصادية في الدولة بما ينسجم مع تطلعات الشباب، وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة طبقًا للأجندة التي تعتمدها هذه الندوة، متعهدًا بعدم الترشح فيها.

كما أكد على إعداد دستور جديد يزكيه الشعب من خلال الاستفتاء، بجانب وضع سياسيات عمومية عاجلة لإعادة توزيع عادل للثروات، واتخاذ اجراءات فورية جديدة، لكي يكون كل فرد من شبابنا "فاعلًا" أساسيا ومسفيدًا في الحياة العامة، وأخيرًا، مراجعة القوانين الانتخابية والتركيز على انشاء آلية مستقلة للانتخابات.

ودعى بوتفليقة الجميع لكتابة صفحة جديدة، من تاريخ الجزائر، وأن يكون الموعد الانتخابي لـ 18 أبريل المقبل شهادة ميلاد جمهورية جزائرية جديدة كما يتطلع إليها الشعب الجزائري.

وخرجت مسيرات ومظاهرات ليلية، عقب إلقاء الخطاب، في وسط الجزائر العاصمة ومناطق أخرى احتجاجا على بقاء بوتفليقة في الحكم.

وانتشرت الشرطة بشكل تدريجي ليلا وسط العاصمة. وبدا أن موكبا للمتظاهرين كان آخذا في الاتساع خلال عبوره  وسط العاصمة، فيما أطلقت عدة سيارات أبواقها وحلقت مروحية في الأجواء.