رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«السيسي» ينقذ 15 ألف سيدة مصابة بـ«سرطان الثدي» في مصر

أرشيفية
أرشيفية

بعد الإعلان عنها رسميا من قبل وزارة الصحة

«السيسى» ينقذ 15 ألف سيدة مصابة بـ«سرطان الثدى» فى مصر

عضو اللجنة القومية لعلاج الأورام: مبادرة الرئيس رائعة.. وفرصة للاطمئان على صحة سيدات مصر

استشارى أورام: الاكتشاف المبكر يؤدى إلى نسبة شفاء تصل من 98%

بات مرض السرطان فى مصر بمثابة كابوس يهدد حياة المرضى، خصوصا أن هذا المرض اللعين يعتبر من أخطر الأمراض التى تحاصر المرضى فى مصر خلال السنوات الأخيرة، وذلك دون أن يتصدى له أحد فى مصر، إلا عدد قليل من المؤسسات العلاجية الكبرى، وغالبا ما ينتهى بالمريض بهذا المرض بالوفاة دون أن يعالج منه.

الكارثة الأخطر من ذلك أن السرطان فى مصر أصبح منتشرا بشكل كبير بل وهناك أشكال كثيرة منه مثل سرطان الكبد والبنكرياس والمريء، ومؤخرا ظهر الشبح المخيف وهو سرطان الثدى، والذى يصيب السيدات فوق سن الأربعين وفى حالات معينة يصيب ما دون هذا السن فى الثلاثينيات من العمر، وهذا ما انتبه له الرئيس السيسى، معلنا عن تنظيم أكبر حملة للقضاء على سرطان الثدى ليتم إنقاذ ما يقرب من 15 ألف سيدة تصاب بهذا المرض اللعين سنويا، وهو ما يعتبر إنجازا كبيرا بعد نجاح حملة 100 مليون صحة.

من جانبه كشف الدكتور هشام الغزالى، عضو اللجنة القومية لعلاج الأورام، إن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى للكشف المبكر عن سرطان الثدى، رائعة وتستحق التحية، موضحا أن المسح لكل السيدات مهم جدا من أجل الاطمئنان على سيدات مصر، مضيفا أن هناك 15 ألف حالة سرطان ثدى يتم اكتشافها فى العام، وهى تعتبر نسبة مرتفعة، ولكنها ليست أعلى من الموجودة فى الغرب، موضحا أنه من المتوقع تقليل عدد الوفيات من المصابات بسرطان الثدى، ونسب الشفاء فى المراحل المبكرة للسرطان تصل إلى 95%، ونسبة استئصال الثدى تكون منعدمة، وفى المراحل المبكرة تحتاج السيدة للعلاج الهرمونى دون الكيماوى، ولكن للأسف السيدات لدينا يأتين للعلاج فى المراحل المتأخرة من المرض، ومبادرة الكشف عن سرطان الثدى تحتاج إلى خطة علاجية بالتزامن معها، ويمكن تقليل الإصابة السرطانية بنسبة 40% بالابتعاد عن التدخين، وممارسة الرياضة، وتناول الخضروات والفاكهة.

سعدية حسن مقيمة محافظة بنى سويف قالت: منذ ٤ سنوات كانت هناك حملة تجوب القرى لفحص سرطان ثدى السيدات، وكان الأمر بمثابة الكارثة، إذ امتنعت الكثيرات من السيدات عن الفحص بدافع الخجل، وذهبت إلى الحملة سرا، إذ كنت أعانى من ألم فى الثدى اليمين أثناء الرضاعة حتى امتنعت عن رضاعة وليدى من هذا الثدى من شدة الألم، وبعد الفحص طلبت إحدى الطبيبات اللاتى يعملن داخل الحملة بضرورة عمل فحص شامل وتحاليل ثم قامت بتحويلى إلى معهد الأورام بالقاهرة .

وأضافت: «ذهبت إلى معهد الأورام وتبين إصابتى بورم فى الثدى ولكن كان حميدا»، مشيرة إلى أن هناك سيدات كثُر يخجلن من المرض ومن مخلفاته ومن نظرة المجتمع التى تقسو على السيدة  المصابة بهذا الورم بل ويحملنها عبئا نفسيا يزيد من معاناتها ويضعف مناعتها ويجعلها عاجزة عن مكافحة المرض والشفاء المبكر، فإن المرض لا يميت لكن العجز النفسى قاتل، مؤكدة أنها لم تكتف بدور المريضة بل أرادت أن تكون نموذجا لسيدات الصعيد فى شرح تجربتها فى مقاومة السرطان داخل فصول محو الأمية وتعليم الكبار بالقرية التى حاولت من خلالها سرد مرضها وتخفيف آلام المريضات نفسيا وجسديا حتى يستطعن التمسك بالحياة ويواجهن المجتمع بعزيمة  .

وتضيف سهير سعيد مقيمة بإحدى قرى مركز ملوى محافظة المنيا  أنه لم يكن الإعلان عن حملة فحص الثدى لاكتشاف سرطان الثدى المبكر بجديدة على أهل الصعيد، فقد أعلنت هذه الحملة قبل ١٠ أعوام، ونادوا فى المساجد بضرورة فحص ثدى النساء، وقد واجهت النساء مشكلات كبيرة خاصة أن هذا الأمر فى الصعيد مرفوض من قبل الرجال ولا يسمحون بفحص نسائهن أو بناتهن بسهولة سوى بعد شكوى كبيرة .

وسردت سهير تاريخ مرضها قائلة: قبل إعلان الحملة داخل القرية كنت أعانى من ألم فى الثدى أفقدنى لذة الحياة الزوجية، حتى أن زوجى قام بشكوتى لأهلى لامتناعى عن الحق الشرعى، لكن كثيرا ما كنت أحاول توضيح أنه ليس امتناعا لكنه ألم، ولم يصدق ما أشكو منه، فمن المعروف بالصعيد أن الثدى وأماكن الإثارة لا يتم فحصها من قبل أطباء بل وتعاب التى تعانيها حتى أن الفتيات المراهقات لا يستطعن أن يشكين من آلام الدورة الشهرية ويختبئن فى المراحيض حتى لا يراهن أهاليهن من الرجال، وكان لا بد من وجود وسيلة لمعرفة هذا الألم، وقمت بالتواصل مع حملة الفحص لأواجه مرضى وحدى بعد أن تخلى زوحى عنى عقب اكتشاف المرض .

 وكشف الدكتور أحمد زغلول استشارى أمراض الأورام لـ«الزمان»، أن هناك الكثير من الأورام منها ما هو ليفى وما هو خبيث، والأخير لا يتم علاجه بسهولة، أما الورم الليفى أو «فأرة الثدى» يكاد يصيب كل امرأة بعد البلوغ بين وعمر ١٥ و٣٠ عاما، وقد لا تشعر به كل امرأة طبقا لحجم المريضة وحجم الورم الليفى، والتاريخ الطبيعى أن هذا النوع من الأورام يختفى بمرور الوقت قبل بلوغ سن الثلاثين، ولو لم يختف عند ٣٠ سنة فلن يختفى، وعادة يكتشف قدرا بعد هذا عند إجراء آشعة لأسباب أخرى، ويسمى فأر الثدى لسهولة حركته داخل الثدى، ويكون ناعم الملمس، منتظما وعادة قاسى الملمس، وفى الكثير من الأحيان يكون أكثر من ورم وقد يكون فى الثديين فى آن واحد.

وأضاف زغلول أنه يتم تشخيصه بالتقييم الثلاثى الكشف من الجراح المتخصص، والموجات الصوتية لجميع الأعمار، والماموجرام أيضا لمن فوق ٣٠ عاما، وأخذ عينة بالإبرة الخاصة وليست الجراحة للتحقق من نوعها، وفقط يتم استئصالها جراحيا فى حالات محددة إن كانت محسسوسة باليد فوق الـ30 عاما، واحتراما لرغبة المريضة، ولو كانت تكبر بسرعة عند المتابعة كل ٦ أشهر، ومعظم الجراحين يحددون حجما للورم، وفوقه يفضل الاستئصال ٢-٣ سنتيمتر، ولو المريضة عندها تاريخ عائلى قوى، وبعض منهن يسمى فيلويدذ بعد أخذ العينة بالإبرة، يجب استئصاله كاملا، أما نسبة الإصابة بسرطان الثدى بين السيدات عبارة عن 1 من بين كل 8 سيدات، والاكتشاف المبكر يؤدى إلى نسبة شفاء تصل من 98 إلى 100%، ويكون عن طريق عمل «الماموجرام» مرة واحدة كل عام بعد سن الأربعين، وسرطان الثدى مرض مثل كل الأمراض المزمنة التى يجب أن تسود ثقافة التعود عليه فى المجتمع، معبرة عن استيائها من الشائعات التى تلازم المريضة خاصة فى مناطق الصعيد، مما يؤدى إلى إحجام المرأة عن الإعلان عن مرضها أو البوح به أمام أسرتها .