رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

«الطواف الإلكتروني».. أحدث صيحات عالم التكنولوجيا في الحج والعمرة

«الطواف الإلكترونى» أحدث موضة.. والعلماء يحذرون

ليس بعجيب أن نرى انتشار ظاهرة السيلفى والتصوير اللايف أو البث المباشر مع أصحاب الدراسة أو العمل أو أثناء الاحتفالات والرحلات، فهذا أمر طبيعى لمواكبة التطورات التقنية فى عالم التكنولوجيا، لكن ما بدأ يلفت الانتباه ويثير العجب عند الكثيرين هو انتشار هذه الظاهرة التى يمكن أن نظلق عليها «الطواف الإلكترونى» أثناء تأدية مناسك الحج والعمرة، ولا أعنى بها مجرد التقاط الصور عند بيت الله الحرام وعند جبل الصفا والمروة.. إلخ، بل إن الأمر تعدى هذه المرحلة إلى ما هو أبعد من ذلك بمراحل فقد أصبح الحجاج والمعتمرون يستخدمون البث المباشر أثناء تأديتهم المناسك لا سيما الطواف؛ الأمر الذى أثار جدلا واسعًا حول صحة مناسكهم وقبول عبادتهم وهل هذا يتماشى مع ذاك أم يتنافى مع وقار وهيبة هذه المناسك؟!.. إلخ.

من جانبه أوضح الدكتور فتحى حجازى، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن هذا أمر غير مستحب لأنه من الممكن أن ينقص من ثوابه الذى يرجوه من المولى عز وجل، مشيرًا إلى أن هذا يتنافى مع وقار وهيبة العبادة، فعليه أن يطوف دون أن يشغل نفسه بالتصوير حتى لا ننشغل بالمظاهر ونترك الجوهر. 

وأضاف الأستاذ بجامعة الازهر الشريف، أن الطواف عبادة لا يننبغى الانشغال خلالها إلا بالطاعة، لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «الطواف كالصلاة غير أنه يجوز فيه الكلام»، فقد روى ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «الطواف حول البيت مثل الصلاة، إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير»، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الكلام يجوز فيه لكن لا ينبغى أن يتطاول الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك من الأمور التى قد تصرف صاحبها عن صحبة الطائفين، وواصل: «نحن نؤدى المناسك للآخرة وليس للدنيا».

وعلق الشيخ محمود عطية، أحد الوعاظ بوزارة الأوقاف المصرية، على هذه الظاهرة، قائلا: «عجيب أمر من يعتمر فينشر صوره وعدد عمراته عن نفسه وعن غيره، بل ويجعل طوافه بث مباشر!!!».يعتمر

فيما قال الشيخ مصطفى عمارة، أحد علماء وزارة الأوقاف، إن هذا الفعل حينما يصدر من المسلم فإنه قد يذهب بالخشوع ويلفت القلب عن الله جل جلاله، وكان الأولى به أن يكون حاضر القلب والجوارح لله رب العالمين، لافتًا إلى أن هذه ظاهرة انتشرت فى هذه الأيام وهى ظاهرة غير مفضلة عند المؤمن الخاشع لله، فتجد الحاج أو المعتمر يشغل نفسه بهذه الأشياء التى تذهب روح الخشوع واستحضار القلب فى العبادة الأمر الذى ربما يفتح الباب للرياء.

كما أشار عمارة إلى أنه يجب على الحاج أو المعتمر أن يكون حاضر القلب والجوارح لله، مع العلم أن هذه الأشياء لا تفسد الطواف.