رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي

شوفى يا مصر

شوفى يا مصر

يعقوب الشارونى مكرمًا فى دار نهضة مصر للنشر

كانت جائزة أفضل مؤلف للأطفال على مستوى العالم من المجلس العالمى لكتب الأطفال "الآبى" لعام 2016 هى أحدث جوائز الكاتب الكبير والمربى الجاد يعقوب الشارونى.

وقد رأت دار النهضة للنشر أن تجعل من تكريمه ندوة ولقاءً فكريًا مثمرًا بلقاء باقة من الكتاب والنقاد ومحبى الأدب والباحثين فى مقر الدار الرحبة الأنيقة مساء الأربعاء الماضى.

بعد تقدمة سريعة  للأديب المكرم، لم يبخل الشارونى – حتى فى ساعة تكريمه – على الحاضرين بتجربته الواسعة فى الحياة وفى الأدب، وراح يشرح فى يسر وسهولة أمثلة ذكية مما صادفه فى مسيرته مع أدب الأطفال ليفتح - لمن كان ذا اهتمام من الحضور - بابًا إلى إجابة لسؤال أو أسئلة قد تشغل باله وتؤرقه بلا راحة.

ومن ذلك أن الشارونى دعى إلى إحدى الدول العربية الشقيقة ليعلم الأطفال كيف يكتبون أدبًا، فقال الشارونى موجهًا: دعوهم يكتبون مذكراتهم، قالوا: وما مذكراتهم؟ قال: أحساسيهم بشأن كل شىء حولهم. يكتبون كل شىء. ودعوهم يخرجون فى رحلات إلى كل شىء وكل مكان، ليكتسبوا خبرات جديدة كثيرة ومتنوعة تصب تفاصيلًا فى أقاصيصهم ورواياتهم وتملأ رؤوسهم بالأفكار والحلول والحلقات والعقد المتشابكة فتسهل رغبتهم فى الكتابة إذا أرادوا الكتابة، وأضاف الشارونى مخاطبًا الحضور أن الكاتب بحاجة إلى تجارب كثيرة وإلى معاينة أشياء كثيرة وإلى معرفة ما حوله وما يفعله الآخرون وكيف يعيشون وكيف يخططون، لأن حبكة الرواية تستدعى التفاصيل دائمًا والقدرة على تصور وتصوير الأحداث والأشخاص وما قد يعتمل فى صدورهم ليشد القارئ إلى ما كتب، وأوضح الشارونى أنه يتبع المعرفة - ما استطاع - إلى حيث تأخذه ليطلع على الجديد والمختلف.

من ناحية أخرى، تساءلت الندوة عن أسباب عزوف بعض الآباء عن القراءة وعن أثر ذلك على مدى إقبال الأطفال على القراءة وحبها وعلى الرغبة فى اقتناء الكتاب والتعلم منه، وقد أشارت السيدة داليا إبراهيم رئيس مجلس إدارة الدار التى أشرفت بنفسها على الحفل وشاركت فيه كمتحدث، إلى ما كشفت عنه بعض الإحصاءات الحديثة للدار عن تراجع الأهل عن الإقبال على الكتاب وعلى القراءة وعن مشاركة أولادهم دوروسهم المدرسية، مما قد يشير إلى أن المسئول الأول عن إقبال الأطفال على القراءة  من عدمه هم الأهل.

وكان السؤال إلى الكاتب الكبير الشارونى عن الوسيلة الفعالة لغرس حب القراءة فى كل أب وأم، حيث أشار إلى ما قد تتبعه دول فى تثقيف مواطنيها من طرق فى ذلك، مثل طريقة اللافتات الإعلانية، وهى طريقة شائعة وناجحة فى بعض الدول الأوروبية على سبيل المثال.

كما طالبت الإعلامية نشوى الحوفى التى شاركت فى الندوة كمتحدث ومقدم للكاتب الكبير، بدور واضح للدولة فى محاولة تثقيف الأسر وزرع حب الكتاب فيهم، وخاصة فى الأبوين، وذلك نظرًا لإمكانيات الدولة. وقد رأيت من جانبى أن تثقيف المجتمع ينبغى أن يكون مسئولية مجتمعية تسهم فيها كافة دور النشر القادرة والراغبة والمكتبات وكافة الأندية والمنتديات المعنية بتخصيص يوم مفتوح لعامة الناس وبلا مقابل لتتاح الفرصة لأكبر عدد ممكن منا للاختلاط ببيئة قارئة ومحبة للقراءة بشكل مستمر وعلى مدى زمنى ممتد، وذلك لتتاح الفرصة للمجتمع لرأب الصدع بين جانب قارئ وجانب قد يعتبر القراءة كلامًا فارغًا ولازمة من لوازم الطبقة المتعالية أصحاب الأماكن المقصورة.   

فى نهاية الحفل قدمت دار النهضة درعها إلى الكاتب الكبير يعقوب الشارونى عرفانًا بدوره فى إثراء فن أدب الأطفال فى مصر والعالم العربى وسط تقدير الجميع وحفاوتهم به وتقديرهم لدار النهضة لمبادرتها الوطنية الطيبة، حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه وقادتها إلى كل خير.