رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

مصر تنافس العالم في صناعة المعادن

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

مجمع الأسمدة الفوسفاتية يغير الخريطة الاقتصادية فى العالم

السيسى يوجه بإطلاق القطار السريع من السويس إلى العاصمة الإدارية 

الرئيس: المشروع بوابة الخير للتصدير المصرى ويوفر 1500 وظيفة

 

بين الأمل والرغبة فى العمل، يعيش المصريون ساعات من السعادة البالغة، ففى الوقت الذى تسعى فيه جماعات سفك الدماء إلى إراقة دماء الأبرياء ونشر الشائعات التى تؤجج بها الأوضاع فى الشارع المصرى محاولة إغلاق نوافذ النور، يفتح الرئيس عبدالفتاح السيسى أبوابا من الأمل، فيفتتح المشروعات القومية التى تفتح الباب أمام الشباب الباحث عن الاستقرار الأسرى الفرص الكافية لتحقيق الحلم، وكانت الساعات القليلة الماضية شاهدة على أحد أهم المشروعات الكبرى التى تم افتتاحها فى مدينة العين السخنة، والتى سيكون لها دورها البارز خلال العقود المقبلة فى تغيير خريطة الاقتصاد العالمى، بعدما كانت تعتمد مصر على استيراد الفوسفات.

وبدأت خلال الساعات الماضية مرحلة جديدة تعمل خلالها على استغلال كافة العناصر والخامات الطبيعية التى يتم استخراجها من الأرض المصرية لاستغلالها فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الفوسفات وتصدير ما يزيد على حاجة السوق.. ومن المتوقع –على حد وصف خبراء الاقتصاد- أن يحقق مجمع الأسمدة الفوسفاتية الجديد الذى افتتحه الرئيس طفرة كبيرة فى عالم التصنيع والتصدير.. وحضر الافتتاح رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، والدكتورعلى عبدالعال، رئيس مجلس النواب، والمهندس شريف إسماعيل، مساعد رئيس الجمهورية، وعدد من الوزراء، واللواء عبدالمجيد صقر، محافظ السويس.

 

خامات الطبيعة

مجمع الأسمدة الفوسفاتية، يأتى كمحاولة خالصة للاستفادة من الخامات الطبيعية التى تتميز بها مصر، والعمل على تحويلها إلى قيمة مضافة تسهم بصورة واضحة فى الإحجام عن عمليات الاستيراد، وتصدير الفائض إلى السوق الخارجى.. بهذه العبارات البسيطة استهل الرئيس عبدالفتاح السيسى، كلمته خلال افتتاح مجمع الأسمدة الفوسفاتية والمركبة، بالعين السخنة، مؤكدا أن المجمع يساهم فى توفير نحو 1500 فرصة عمل للشباب الباحث عن حياة كريمة لأسرته واستكمالا لمسيرة الدولة فى التنمية.

 

ووعد الرئيس السيسى بافتتاح مدينة الرخام الجديدة التى تقام على مساحة 30 مليون متر خلال العام المقبل، مشيرا إلى أنه يجرى إنشاؤها باستخدام جميع التقنيات إعمالا بالاشتراطات البيئية بصفة دورية للاطمئنان على سريان المشروعات.

 

وأشار السيسى، خلال كلمته، إلى أن هناك الكثير من المشروعات التى تم الانتهاء منها وتنتظر تحديد موعد لافتتاحها، ووجه الرئيس رسالته للإرهابيين الذين يستهدفون مصر، قائلا: «لأ لأ، مش هتقدروا، مش علشان إحنا جامدين يعنى.. لأ.. لأن ربنا ميرضاش بكده، ربنا خلق الإنسان لعمارة الأرض مش لتخريبها أو قتل الإنسان».

 

وتابع الرئيس السيسى: «شوفوا يا كل المصريين بصوا على الدنيا حوالينا، هل فى دين بيقام كده؟ هل فى إصلاح يقام بالهدم؟ أنا قولت الكلام ده مرة ومرات كتيرة بس التصدى ليه مش الدولة بس، إحنا كمجتمع لازم نفهم أولادنا ونوعيهم ونحصنهم ضد الفكر ده».

 

وشدد الرئيس على أن الدول تبنى بالانضباط والجهد والتعليم والصبر والبناء، كاشفا أن الدولة تتحرك بجدية ومسئولية لتغيير الواقع الذى يعيشه المصريون.

 

وأضاف الرئيس قائلا: «كنا بنبيع الفوسفات خام والرخام خام وقولنا نصنعهم هنا وناخد منه قيمة مضافة، المجمع ده عبارة عن محاولة لتنفيذ التوصية بتحويل ما لدينا من قدرات سواء غاز طبيعى أو مواد خام إلى قيمة مضافة نستفيد منها فى السوق ونقدر نصدر الفائض مننا للخارج».

 

انطلاقة كبيرة

ومن المقرر، أن يمثل مجمع الأسمدة الفوسفاتية، انطلاقة كبيرة فى عدة قطاعات أخرى، إذ تنتعش معه حركة السكك الحديدية تزامنا مع توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، لوزير النقل الفريق كامل الوزير، بالبدء فى إعداد الدراسات اللازمة لتطوير مرفق السكك الحديدية بالسويس، وبداية الانطلاق للقطار السريع الذى سيبدأ من مدينة السويس بدلا من العين السخنة، على أن يمر من مدينة السويس على السخنة والعاصمة الإدارية وصولا للقاهرة ومدينة 6 أكتوبر.

 

9 مصانع أسمدة

وصف خبراء الاقتصاد مشروع مجمع الأسمدة الفوسفاتية والمركبة بالعين السخنة، بأنه من أضخم وأهم المشروعات القومية فى مجال إنتاج الأسمدة الفوسفاتية بمنطقة الشرق الأوسط، إذ يضم 9 مصانع لإنتاج الأسمدة ومن المقرر أن تبلغ طاقته الإنتاجية نحو مليون طن سنويا بتكلفة 12 مليار جنيه.

 

ويضم المجمع 7 وحدات إنتاجية، تتمثل فى وحدتين لإنتاج حامض الكبريتيك بطاقة 1.250 مليون طن سنويا، بالإضافة إلى وحدتين تعمل فى إنتاج حامض الفوسفوريك بطاقة إنتاجية تبلغ 800 ألف طن سنويا، كما يحتوى المجمع على مصنعين لإنتاج حامض الفوسفوريك النقى بطاقة 150 ألف طن سنويا، فضلا عن وحدة معالجة لحامض الفوسفوريك بطاقة 600 طن يوميا، كما شمل المجمع على مصنع الأسمدة البللورية تامة الذوبان بطاقة 100 ألف طن  سنويا، وآخر يعمل فى إنتاج أحادى ثلاثى فوسفات أمونيوم بطاقة 250 ألف طن سنويًا، بالإضافة إلى وحدة لإنتاج أحادى وثنائى فوسفات المحبب الداب بطاقة إنتاجية 400 ألف طن سنويا.

 

وتم تنفيذ المشروع فى 36 شهرا، وفق أحدث تكنولوجيا بالعالم، ويضم 9 مصانع، وغرفة تحكم رئيسية، وعدة ملحقات، وأقيم المجمع على مساحة 400 فدان، ويضم 3 أقسام، «المدينة الإدارية السكانية، ومجمع المصانع، ومنطقة تخزين الخامات»، وينقسم مجمع المصانع إلى 5 قطاعات رئيسية تضم 9 مصانع، القطاع الأول عبارة عن مصانع حامض الكبريتيك المركز وتوليد الطاقة الكهربائية، والثانى مصانع حامض الفوسفريك التجارى والنقى، وهى مادة تنتج للمرة الأولى فى مصر، ويعد الشركة السادسة على مستوى العالم لإنتاج الحامض، أما القطاع الثالث فهو مصنع الأسمدة البلورية الذوابة، وهو إنتاج جديد للمرة الأولى فى مصر، والقطاع الرابع هو قطاع الأسمدة المحببة ويضم مصنعين، والخامس قطاع المرافق الصناعية لخدمة جميع مصانع المجمع، وتتآلف منطقة تخزين الخامات إلى جزأين، الأول لتخزين خام الكبريت وهو المادة الرئيسية المستخدمة لصناعة حامض الكبريتيك المركز، والثانى خاص بتخزين خام الفوسفات المصرى، وتضم المدينة الإدارية والسكانية إدارة المجمع، والإدارة المالية والتجارية، والإدارة الطبية، والمسجد، وتم زراعة المنطقة الفضاء البالغ مساحتها 15 فدانا، بنحو 1000 نخلة مثمرة و1600 شجرة مانجو، وتم تجهيزها بشبكة رى وتسميد آلية، كما تضم 11 مدينة سكانية لخدمة العاملين بالمجمع، كما يضم المجمع رصيفًا بحريًا متخصصًا لتصدير الأسمدة.

 

ومن المستهدف أن يحقق مجمع الأسمدة الفوسفاتية والمركبة، الطاقات الإنتاجية التالية من خلال 9 مصانع بالعين السخنة بالسويس هى :

مصنع إنتاج سماد ثنائى فوسفات الأمونيوم المحبب (الداب) بطاقة 400 ألف طن سنويًا، ومصنع لإنتاج سماد ثلاثى سوبر الفوسفات المحبب بطاقة 250 ألف طن سنويًا، وثالث لإنتاج الأسمدة البللورية الذوابة بطاقة 100 ألف طن سنويًا والتى تُنتج لأول مرة فى مصر، ورابع وخامس لإنتاج حامض الكبريتيك المركز بطاقة 1.25 مليون طن سنويًا، وسادس وسابع لإنتاج حامض الفوسفوريك التجارى بطاقة 800 ألف طن سنويًا، وثامن وتاسع لإنتاج حامض الفوسفوريك النقى بطاقة 150 ألف طن سنويًا والتى تُنتج لأول مرة فى مصر.